الجولان ساحة حرب ولواء غولاني يعود لخط وقف النار بعد غياب طويل

بيت لحم- معا - عاد جنود لواء "غولاني" الإسرائيلي قبل اشهر ليتمركزوا بكثافة ملحوظة على خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان السورية المحتلة بعد ان وصلت 40 سنة من الهدوء في ظل حكم الأسد الى نهايتها.

وهو ما أثار مخاوف إسرائيلية حقيقية تتعلق باليوم الذي يلي سقوط نظام الأسد الذي سيترك ساحة تعج بنشاط القاعدة وغيرها من المنظمات الإسلامية إضافة إلى حزب الله وإيران وفقا لتعبير موقع صحيفة "معاريف" العبرية الالكتروني الذي نشر اليوم السبت تقريرا مطولا تناول الأوضاع الأمنية والعسكرية في الجولان المحتل والاستعدادات الإسرائيلية لمواجهة التطورات المتوقعة.

وقال الموقع مستهلا تقريره "رغم أن الجبهة اللبنانية تحظى باهتمام أوسع واكبر من نظيرتها السورية لكن القتال الذي اندلع قبل عامين في الجارة الشمالية يزداد شراسة ويرتقي درجات على سلم العنف ما استثار المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وحثها على اتخاذ خطوات استباقية".

بعد أربعة أشهر ارتضت فيها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الجلوس قرب الجدار ومراقبة الاحداث دون أن ترد على ما أسمته بتدحرج المعركة والقتال من سوريا إلى الهضبة المحتلة قررت الأسبوع الماضي الرد بتدمير موقع سوري نظامي ادعت بأنه نفذ إطلاق نار مباشر ومقصود باتجاه دورية سورية ولترد على مواقع سورية مرتين متتاليتين في اقل من 12 ساعة.

وتحول ما كان يعرف بإطلاق نار طائش إلى إطلاق نار مقصود على الاقل في الحادثة الأخيرة ويبدو ان الحديث يدور عن مبادرة ذاتية محلية لجنود سوريين مرابطين في المنطقة لذلك أطلقت إسرائيل صاروخ من طراز " تموز" ذو قدرة عالية على الإصابة الدقيقة وذلك في تصريح واضح للنوايا حسب تعبير الموقع الالكتروني..

خط الفا
|210620|

يمكنك مشاهدة ساحة الحرب السورية وبكل تأكيد سماع انفجارات دون الحاجة إلى منظار والتقى مراسل الموقع الالكتروني خلال جولة ميدانية على طول خط وقف إطلاق النار تخللت زيارة لموقع "تل حزكاه" وسط الهضبة المحتلة بقائد وحدة الهندسة في الموقع الذي قال" لم نرى حتى الان طائرات ومروحيات عسكرية لكننا شاهدنا كل شيء تقريبا".

وأضاف قائد وحدة الهندسة "الجبهة هنا تتغير باستمرار وبسرعة وهذه هي المرة الأولى التي أواجه فيها تقييما للوضع يمكن ان يتغير بشكل حاد جدا في كل لحظة ولم أكن أتوقع أن تتغير الجبهة بهذا الشكل السريع وان هذا التغير قد يتدهور سريعا نحو الحرب".

ورابطت حتى فترة قريبة على خط وقف إطلاق النار في الجولان قوات احتياط إسرائيلية أو بعض وحدات المدرعات لكن سيحل جنود لواء غولاني مكان احد الألوية العسكرية وتمتد عمليات الجنود الى ما بعد خط وقف إطلاق النار دون أن يجتازوا المنطقة المحتلة باتجاه الأراضي السورية او في المنطقة المعروفة باسم "خط الفا" وذلك بهدف إظهار جهود إسرائيلية تتعلق بمتابعة وتعقب أثار من يحاول اجتياز خط وقف النار حتى قبل أن يصل إلى الخط نفسه.

تدحرج الحرب والمعارك:
|210623|

شهد شهر أكتوبر الماضي ازدياد حدة المعارك الدائرة في وسط هضبة الجولان وبعد ثلاثة أيام فقط من وصول وحدة الهندسة المذكورة إلى الجولان وجدوا أنفسهم على مقاعد "المشاهدين" يراقبون المعارك الدائرة بين الجيش السوري النظامي والجيش الحر والتي وصلت تقريبا إلى خط وقف إطلاق النار حيث يمكن مشاهدة القذائف والطلقات النارية المتبادلة بين الطرفين سقط بعضها وانفجر في موقع قريب من الموقع العسكري الإسرائيلي.

ولاستجلاء الاستعدادات الإسرائيلية وجه مراسل الموقع الالكتروني عدة أسئلة إلى قائد وحدة الهندسة القتالية:

س: هل يمكنكم حسب تقديراتك إعطاء إنذار مسبق والتحذير من عملية ما؟

يمكننا ربما رصد بعض الإشارات على مثل هذه العملية لكن معظم جهودنا منصبة على مواجهة احتمال وقوع عملية اختراق مشابهة لتلك التي جرت على الحدود مع مصر بواسطة مدرعة او مثل العملية التي وقعت على الطريق رقم 12 قرب ايلات قبل سنتين ولإحباط مثل هذه السيناريوهات تتوجه معظم جهودنا وقواتنا وحسب اعتقادي فان هذا ما سيحدث في فترة ما دون سابق إنذار لذلك نحاول فهم ومعرفة في أي قطاع قد تحدث مثل هذه العمليات.

س- هل بإمكانكم الرد بالنار على إطلاق قذائف هاون بعد أن تشخص موقع الإطلاق؟

نحن مستعدون وهناك أمور يمكننا الرد عليها فورا مثل تهديد حقيقي للحياة وذلك استنادا لأوامر إطلاق النار وإذا لم يكن هناك حالة تستدعي الرد الفوري فإننا نمنح قادتنا فرصة التفكير واتخاذ القرار لذلك سنكون مستعدين لكل الاحتمالات لكن إذا رصد عملية إطلاق قد تسقط القذائف داخل معسكر أو مستوطنة ما فيمكنني الرد فورا لما في ذلك من تهديد للحياة.

لكن عملية واحدة لاطلاق للنار قد تؤدي إلى اندلاع حرب كبيرة ؟

لا نطلق النار عليهم لمجرد إطلاق النار وهناك الكثير من المرات التي يتوجب على الجندي نفسه اتخاذ القرار لذلك عليه ان يفهم ويدرك طبيعة تقييم الوضع وان يدرك بان ردا غير صحيح قد يجر المنطقة لحادثة اكبر واهم وعليه ان يميز بين اطلاق نار طائش او هجوم مباشر علينا ويقرر كيفية الرد.

اليوتيوب في خدمة التدريبات الإسرائيلية:

يتلقف الجنود الإسرائيليين الأفلام التي يرفعها السوريون على موقع يوتيوب بشغف كبير حيث يقوم جنود وحدات قصاصي الاثر "معظمهم من البدو" بدور المترجم لهذه الأفلام التي يستخدمها الجنود والقيادة العسكرية الإسرائيلية في محاولة لوضع التصورات والسيناريوهات المتوقعة وفهم طرق عمل المسلحين السوريين".

وقال قائد وحدة الهندسة "في إحدى المرات شاهدنا فيلم تم تصويره تماما أسفل موقعنا هذا لذلك يمكنني معرفة ما يدور على الجهة الأخرى من الموقع من خلال مشاهدة الفيلم وفي بعض الأحيان استعين بالمنظار لرصد ما يجري وفي أحيان أخرى اكتفي بأفلامهم التي يصورونها التي تمنحنا فرصة تخمين طريقة تفكيرهم وكيف ينظرون إلينا ودراسة طريقة قتالهم وكيف يديرون أنفسهم".
|210624|