مدينة بيسان.. عندما يتحول مكب النفايات إلى مزار سياحي

غزة- معا - أعشابٌ خضراء تغطيها ورودٌ بجميع الألوان, طيورٌ تحلق في سمائها, وعصافيرٌ تغرد فوق الأشجار, وفي منتصفها هواء عليل يخترق الأنفاس ليشعرك بمذاقه العليل المريح... هو مكانٌ أصبح على هذه الصورة بعد أن كان أرضا جرداء مكبا للنفايات تغزوه الحشرات الضارة والرائحة الكريهة، تلك هي مدينة بيسان الواقعة في شمال قطاع غزة, مدينة لطالما تمنى سكان الشمال وجودها لتكون المتنفس الترفيهي الجديد لهم بعد أن كان شاطئ البحر ملاذهم الوحيد.

هي ليست مدينة ترفيهية فحسب بل إنها مكان سياحي إنتاجي خدماتي.

مدير عام المدينة المهندس شادي حمد يقول "مدينة بيسان هي مكان سياحي ترفيهي للتخفيف عن الناس والتغيير من الأجواء الحزينة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بشكل عام ومنطقة الشمال على وجه الخصوص", مضيفا "المدينة تضم الملاهي وحديقة حيوان ومسطحات خضراء وحديقة حيوان وقاعات اجتماع ومطعم واستراحات عائلية وغيرها".
|210981|
وعن أهداف إنشاء بيسان قال حمد "الهدف الرئيس من الإنشاء هو الترفيه إضافة إلى ذلك فان المدينة تقوم على عدة مشاريع منها مشروع الإنتاج الزراعي والحيواني الذي يتم تسويقه في السوق المحلية بسعر أقل للتخفيف عن المواطنين وبجودة أعلى لعدم استخدامنا للمواد الكيماوية كما و يوجد مشاريع للمنشآت و المباني المعمارية الهندسية".

وبالنسبة لإقبال المواطنين فان المدينة لاقت استحساناً وإقبالاً كبيراً فيقول الحاج أبو نضال " كنت أعاني من الخمول و الكسول معظم وقتي أقضيه في الفراش و لكن بعد افتتاح المدينة تغيرت حياتي ورجعت للنشاط , تقريبا كل أسبوع يجب أن ازور بيسان مع عائلتي أو رفاقي نتنفس الهواء العليل "الي برد الروح".
|210982|
مدينة بيسان ذات المساحة البالغة 250 دونم لم تكتف بكونها مدينة ترفيهية و إنتاجية بل تسعى في خططها المستقبلية لتكون أشبه بعالم صغير تجد فيه كل ما تحتاج, فهي بصدد دراسة عدة مشاريع منها إنشاء مركز تجاري و حي سكني و مراكز ثقافية وأي مشروع قابل للتطبيق على أرضها.

وعن أفضل ما أنجزته المدينة يوضح مديرها العام أن مشروع الطاقة الشمسية البديلة تم تنفيذه في المدينة و قد كان ناجحاً لان مقومات المشروع موجودة وجاهزة, والآن يتم تشغيل مبنى كامل عن طريق الطاقة الشمسية والمشروع في طور التطبيق على المدينة بأكملها.
|210983|
إلا أن المدينة قد واجهت صعوبات و معيقات منذ وضع حجر الأساس والذي تزامن مع فرض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة في صيف 2006 ليقول حمد " كنا عنيدين جدا ومصرين على قهر الحصار وإكمال المشروع الذي بدأناه وبحمد الله نجحنا, أضف إلى ذلك فقد واجهتنا معيقات مالية و مشاكل تعود لملكية الأراضي.

مدينة كهذه وبشهادة من زوارها الذين تختلف أعمارهم وثقافاتهم لا تطلب منهم الكثير وإنما تحتاج الإبقاء عليها جميلة نظيفة زينة للشمال.
|210980|