وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خنفر: الاعلام الفلسطيني يحتاج لتطوير وتجاوز الضعف

نشر بتاريخ: 03/04/2013 ( آخر تحديث: 03/04/2013 الساعة: 12:06 )
غزة- معا - صحفي أردني من أصل فلسطيني، كان المدير العام لقناة الجزيرة بين عامي 2003 و 2011. صنفته مجلة فاست كومباني الشخصية الأكثر إبداعا في إدارة الأعمال وأكثر الأشخاص قوة وتأثيراً في العالم وعقب وصوله لأراضي قطاع غزة قبل يومين دعا وضاح خنفر رئيس منتدى الشرق إلى مصالحة وطنية كبرى بين مكونات الشعب الفلسطيني في الـ48، والداخل والشتات.

وأكد خلال لقاء مع طلاب الاعلام بالجامعة الاسلامية بغزة أنه يجب على الشباب الفلسطيني لتسلم زمام المبادرة الوطنية، "ففلسطين أغلى من تصبح سلعة سياسية مصلحية"، مضيفاً: "ما نريده هو مشروع فلسطيني وطني فوق الحزبية والفروق الأيدلوجية ليتفاعل مع التغيرات الاستراتيجية الكبرى في المنطقة".

وأضاف رئيس منتدى الشرق "فلسطين ليس لها حدود، والمصالحة الكبرى أن يتصالح الفلسطينيون مع أفكارهم، لا يمكن أن ننسى فلسطين لأننا نعيش لها وتعيش لنا".

وتابع "إن القوى في العالم تتغير، وتأثيرها على منطقتنا ومناطق الجنوب تتناقص، وهذا في صالح مشاريعنا، لأن هذه القوى لن تكون صاحبة القرار الأساسي وإن العالم يتغير والسبب في هذا أن هناك نافذة دولية قد فتحت من خلال قطاع غزة".

وأوضح أن الصحفي الجيد هو الذي يستطيع أن يتواجد في قلب الميدان وقلب الحدث ويقوم بالبجث عن الأخبار من مصادرها وقراءة الخبر قراءة متعمقة للأحداث والكشف عن ما وراء الخبر مضيفا أن الإعلامي المتميز هو الذي لا يسمح لنفسه بأن يكون أداة في يد السلطة بل يعكس هموم الناس بقلمه وبفكره وان الصحفي صاحب الرسالة يجب أن يقدم تضحيات في سبيل إظهار الحقيقة والهدف السامي الذي يسعى له بعيدا عن الإغراءات المادية والابتزازت التي قد يتعرض لها مضيفا أنه قد يتعرض للضغط والسجن مقابل نشره حقيقة أو خبر أغاظ جهة معينة.
|211241|
وعن وثائق ويكلكس التي نشرتها قناة الجزيرة أثناء فترة توليه رئاستها صرح خنفر أنهم تحققوا من أمر الوثائق على مدار ستة أشهر كاملة قبل نشرها عن طريق استقدام خبراء عالميين للتأكد من انها ليست مختلقة ولم تكتفي الجزيرة بذلك فقط بل كلفت كبار الصحفيين الاستقصائيين ضمن طاقم عملها للعثور على مصادر أخرى تحمل نفس الوثائق ومطابقتها مع وثائق ويكلكس موضحا ان اول ماخطر ببالهم هو الاتصال بالسيد صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين لمناقشة الوثائف بما تقتضيه المصداقية والموضوعية بعيدا عن أن ذالك الأمر أزعجهم.

وفي تقييمه للإعلام الفلسطيني نوه أن الإعلام الفلسطيني مازال يحتاج إلي تطوير أكثر فهناك ضعف في تناوله للأحداث والقصص التي يفترض أن تكون عنواين تتصدر الصحف العالمية.

ودعا خنفر الاعلاميين الفلسطيين الشباب أن يكون لديهم دراية بمجريات الأمور على الساحة الفلسطينية والتوسع في تناولهم للصحافة الاستقصائية التي قد تميزهم عن غيرهم من الصحفيين ويجب أن يكون متشبعا بالسياسة يفهمها ويخوضها ليس بالضرورة ان يكون عضوا فى حزب ما حتى يهتم بها ،كما عليه أن يكون قارئا للتاريخ حتي يستطيع خوض غمار الميدان الصحفي.

وعن أكثر ما أثر به خلال عمله مقولة لإدوارد سعيد كان يضعها نصب عينيه وحفرها على جدار مكتبه في الجزيرة
" كل كلام يبرز وعليه كسوة القلب الذي برز منه " مفسرا ان الكلام مهما كان جميلا إن افتقد الإيمان والروح به بالقلب لن يصل للاخر, ومقولة أخرى لعطالله السكندري "اهم شئ للمثقف أن يصدح بالحق أمام القوة " مشددا أن على الإعلامي أن يقول الحقيقة وإن كلفته الكثير.

وفي لقاء آخر حذر خنفر من محاولات وخطورة التوظيف السياسي للخبر والصورة وطريقة العرض لأهميتها البالغة في استقامة سير المؤسسة الاعلامية.

وقال خنفر خلال استضافته في دورة تخطيط وادارة المؤسسات الاعلامية التي نظمها منتدى الاعلاميين الفلسطينيين بالتعاون مع مركز الجزيرة للتدريب الاعلامي في غزة " التحيز المحمود هو أن تحدد المؤسسة قيم تلتزم بها وكل الصحفيين والإداريين فيها ، والتحيز المشؤوم أن يكون مدير المؤسسة الإخبارية يتلقى تعليماته من حزب أو فصيل ينتمي إليه لأن السياسي عادة ضيق الأفق يريد مصلحة ذاتية حزبية".

وأضاف خنفر " أهم صفة للشخصيات التي تدير المؤسسات الإعلامية، برأيي هي الموازنة ما بين القواعد المهنية وما بين السياسة وهو ما يقع فيه كثير من المحررين فتجد أن العقل السياسي والشخص غير قادر على أن يلتزم بالمهنية فالمخرج النهائي يكون سيء ".

ونوه الى قيام بعض السياسيين الأذكياء بتسريب قرارات وأحداث مختلفة وسط زحمة الأخبار، حتى لا تنتبه لها وسائل الاعلام ما يتطلب الانتباه والحذر ، مشددا على ضرورة أن يكون الصحفيون أذكياء وأصحاب وعي ويدركون حقيقة ما يجري .

وأوضح أن مهنة إدارة المؤسسة التحريرية تقتضى التعالي عن الصغائر في اتجاه رسم الكليات بمعني أن الصحفيين يغرقون أحيانا في اتجاه رسم الخبر ، بيد أن عبقرية إدارة المؤسسة الإعلامية أن تخرج من بين عشرات وربما مئات الاخبار بخبر استراتيجي لابد من قراءته بعين ثاقبة وتعمل على متابعته والبحث فيما وراء الخبر عبر المحللين والسياسيين ".

وأكد على ان مدير المؤسسة الاعلامية لابد أن يكون ذو عقلية سياسية واعية واستراتيجية، وعلم بمحتويات وتاريخ الخبر .

و قال مدير عام شبكة الجزيرة السابق " حفرنا على بوابة الجزيرة دليل السلوك المهني للجزيرة ووضعنا القواعد العامة التي نعتبرها مهنية ، وقضينا ستة أشهر في البحث و النقاش حتى اتفقنا على صياغة محكمة ودقيقة جدا وهي رسالة الجزيرة ومهمتها وحددنا رسالة الجزيرة بالتالي أنها خدمة إعلامية عربية الانتماء عالمية التوجه شعارها الرأي والرأي الآخر وهي منبر تعددي تلتزم الحقيقة وتنشد الحقيقة وتلتزم المهنية في إطار مؤسسي .

وأوضح خنفر أن الوقوف مع الثورات قيمة عامة محمودة بغض النظر عمن قام بالثورة علماني مسيحي ليبرالي فأنت تقف مع قيمة الحرية لكن إذا تحيزت لتيار أو فكر أو حزب أنت وقعت في المحظور.

ويرى خنفر أن مالك المؤسسة الاعلامية لا يصلح أن يكون مشارك في التخطيط، بعكس الواقع الذي يفرض مشاركته، لذا يجب عمل مواءمة ومعالجة لما يطرحه المالك، وتثقيفه لكي يقتنع. مع استخدام الحنكة والذكاء في ذلك.

وقال " الإعلام الفلسطيني يمر بمرحلة عصيبة جداً من حيث التزامه بأجندات سياسية، وأتمنى وجود قناة متوازنة مهنية، رغم صعوبته في مجتمع منقسم لكننا كصحفيين قادرون على ذلك ".