وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المكتب السياسي للجبهة العربية الفلسطينية يعقد دورة اجتماعات

نشر بتاريخ: 03/04/2013 ( آخر تحديث: 03/04/2013 الساعة: 11:51 )
غزة-معا- عقد المكتب السياسي للجبهة العربية الفلسطينية دورة اجتماعات له تحت عنوان "دورة الشهيد مصطفى الحاج" وقد تناول مجمل الأوضاع السياسية على المستوى الفلسطيني والعربي والدولي وانعكاساتها على مستقبل شعبنا وقضيته الوطنية، واتخذت جملة من القرارات والإجراءات على الصعيدين السياسي والتنظيمي.

وأكد المكتب السياسي على ضرورة انجازها لطي صفحة الانقسام باعتباره عملاً طارئاً على تاريخ الشعب الفلسطيني ويشكل مدخلا لكافة أعداء الشعب الفلسطيني لتشويه صورة نضالهم والتنكر لحقوقه الوطنية الثابتة، منتقداً التباطوء الشديد في انجاز المصالحة مما يتطلب مشاركة فاعلة لكافة الفصائل في انجاز المصالحة وعدم اقتصارها على حركتي فتح وحماس باعتبار أن إنهاء الانقسام قضية وطنية.

وأكد المكتب السياسي على ضرورة انجاز ملف الحكومة والانتخابات بشكل متزامن وبسقف زمني محدد ومواصلة العمل على إنهاء الخلافات الحقيقية في الساحة الفلسطينية والعمل على تفكيكها ومعالجتها من اجل توحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة تطورات المرحلة التي تحمل الكثير من المخاطر على مستقبل الشعب والقضية.

وأكد على حق الشعب في قول كلمته عبر انتخابات حرة ونزيهة للرئاسة والمجلس التشريعي والمجلس الوطني وباعتبار أن الانتخابات هي المدخل الاصوب لإنهاء الانقسام.

وقرر المكتب السياسي المشاركة في أي انتخابات قادمة للمجلسين التشريعي والوطني، مؤكداً أن جهده سيتركز على تشكيل اكبر تحالف وطني لخوض الانتخابات من اجل تقديم نموذج وحدوي يلبي طموحات الشعب، ويوفر التنوع السياسي في الساحة الفلسطينية بما يخدم القضية والشعب.

وتوجه المكتب السياسي بالتحية إلى جماهير الشعب التي تواصل القيام بالفعاليات الشعبية الداعية لإنهاء الانقسام، داعياً إلى تفعيل الضغط الشعبي على كافة الأطراف وإعلاء صوت الشعب ، مؤكداً أن الخروج الشعبي لأبناء الشعب في قطاع غزة بذكرى انطلاقة الثورة تأكيداً واضحاً عن رفضه المطلق لاستمرار الانقسام كما انه صحح مسار العمل الوطني الفلسطيني الذي كانت ولا زالت غزة تشكل نقطة الارتكاز الأساسية فيه، مؤكداً ثقته الكبيرة بشعبنا في غزة للتصدي لكل مؤامرات الاحتلال لفصله عن الجسد الفلسطيني.

كما استعرض المكتب السياسي نتائج الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي باراك اوباما للمنطقة مؤكدا أن الرئيس الأمريكي جاء ليعلن انحيازه التام والمطلق لإسرائيل، وانه تحدث بلسان إسرائيلي دون تقديم أي التزام حقيقي وجدي يسهم في إنهاء الاحتلال وتحقيق حلم شعبنا في إقامة دولته المستقلة على حدود العام 1967م، وبالرغم من تأكيده الالتزام بحل الدولتين إلا أن هذا لم يترافق مع إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان باعتباره العقبة الرئيسية في العودة للمفاوضات وهو المعطل الحقيقي لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.

وأكد المكتب السياسي على موقفه الرافض العودة للمفاوضات إلا بوقف الاستيطان وتحديد مرجعية واضحة للمفاوضات وبجدول زمني، مثمناً للقيادة الفلسطينية صمودها أمام كافة الضغوط من اجل العودة للمفاوضات دون التزام إسرائيل بوقف الاستيطان، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني بأكمله متمسك بثوابته الوطنية وهو خلف قيادته في مواجهة كل الضغوط التي تمارس عليه والتي ستتحطم على صخرة صمود الشعب الفلسطيني.

واستنكر مواصلة إسرائيل للاستيطان وتسريع وتيرة تهويد القدس وتعديها الصارخ على مقدساتنا إلى استمرار إجراءاتها بحق سكان القدس من تهجير وإبعاد وهدم للمنازل، وإطلاق العنان للمستوطنيها ليعيثوا خرابا وعدوانا ضد مقدساتنا الإسلامية والمسيحية وضد أبناء شعبنا الذين يعانون الأمرين نتيجة لتقطيع أوصال مدننا وقرانا في الضفة الغربية والحصار على قطاع غزة كل ذلك يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى جر المنطقة إلى مجهول لا يمكن لأحد أن يتنبأ ملامحه، مشدداً أن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام ممارسات الاحتلال وسيتصدى بكل ما أوتي من قوة لها، متوجهاً بعظيم التحية لأهلنا في القدس الصامدين الصابرين وهم يواجهون كافة إجراءات وسياسات التهويد .

وتوجه المكتب السياسي بالتحية إلى نشطاء المقاومة الشعبية الذين قدموا صوراً إبداعية من خلال القرى التي أقيمت لمواجهة التوسع الاستيطاني كباب شمس والكرامة وغيرها والتي أكدت قدرة الشعب الفلسطيني على ابتكار الوسائل النضالية بما يتناسب مع كل مرحلة، داعياً في هذا السياق إلى ضرورة تصعيد المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال وتشكيل لجان للدفاع عن القرى التي تتعرض لبطش واعتداءات المستوطنين والتصدي للتوسع الاستيطاني ولجدار الفصل العنصري ولكافة الإجراءات الاحتلالية التي تسعى إلى فرض أمر واقع يحول دون تمكين شعبنا من حقه في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وأكد المكتب السياسي تمسكه بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيا ووحيداً للشعب الفلسطيني أينما كان، معبراً عن رفضه المطلق لأي محاولة للمساس بشرعية المنظمة وبوحدانية تمثيل الشعب الفلسطيني، داعيا في ذات الوقت إلى تفعيلها وتطويرها وفتح المجال أمام كافة القوى للمشاركة فيها من خلال انتخابات حرة ونزيهة.

واعتبر المكتب السياسي أن الانتصار الكبير للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي ممثلاً بالتصويت لصالح الدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنما هو إقراراً عالمياً جديداً بحقوق شعبنا الثابتة والمشروعة وهو ما يقتضي العمل على استثمار هذا الموقف الدولي في دعم نضال الشعب وممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل وحلفائها من اجل الإقرار بحقوقنا الوطنية الثابتة والمشروعة وتمكينه من ممارستها.

كما وتوقف المكتب السياسي أمام المعركة البطولية التي يخوضها الاسرى في سجون الاحتلال، مؤكداً أن هذه المعركة تساهم في استنهاض همم الجماهير من خلال المشاركة الفاعلة في الفعاليات والمسيرات للتضامن مع الأسرى وتوحيد الجهد الوطني لإسنادهم وإعلاء صوتهم وكشف معاناتهم داخل السجون الإسرائيلية والعمل الجاد من اجل تدويل قضيتهم والطلب من المنظمات الدولية ذات الصلة إلى القيام بدورها في إلزام إسرائيل بالالتزام بالمعاهدات الدولية ومعاقبتها على انتهاكاتها المتواصلة بحق أسرانا الأشاوس، وتوجه بالتحية إلى الأسرى المضربين عن الطعام مؤكداً أن صبرهم ومعاناتهم لن تذهب هدراً وان نضالهم العادل والمشروع ليس له إلا طريق الانتصار.

كما وتناول المكتب السياسي أوضاع شعبنا في الخارج متوجها بالتحية إلى شعبنا في سوريا مؤكداً على ضرورة الابتعاد عن استهداف المخيمات الفلسطينية وتحييدها عن الصراع القائم في سوريا ورفع المعاناة عنهم، كما وتوجه بالتحية إلى شعبنا في لبنان مؤكداً على الموقف الفلسطيني الثابت بان لاجئينا هم ضيوف على لبنان وشعبه إلى حين عودتهم ، مشدداً على ضرورة تحييد الوجود الفلسطيني في لبنان عن أي خلافات داخلية.

كما وتوجهه المكتب السياسي بالتحية إلى جماهير شعبنا في قطاع غزة المحاصر الذي سجل بصموده الفريد وبانتصار مقاومته في مواجهة الحرب الصهيونية الأخيرة فصلاً جديداً من ملحمة الصمود الفلسطيني، معتبراً أن الهبة الشعبية الرائعة في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية إبان العدوان وسقوط الشهداء تؤكد أن وحدة هذا الشعب راسخة بالدم والتضحيات والمصير المشترك متعهداً بمواصلة بذل كل الجهود الممكنة لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية سلاحنا الأمضى في مواجهة التحديات.

كما وتوقف المكتب السياسي أمام الأوضاع في الساحة العربية مؤكداً انحياز الجبهة المطلق لإرادة جماهير الأمة ولنضالها المشروع من اجل الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، محذراً من محاولات أعداء الأمة حرف تحركات الجماهير عن مسارها وتحويل المنطقة برمتها إلى مناطق نزاع بما يخدم إسرائيل ويسهم في تسييدها على منطقتنا، معبراً عن ثقته الكبيرة بجماهير امتنا وقدرتها على التصدي لكل المؤامرات التي تستهدف الأمة وأنها ستواصل نهوضها لتلتحق قريباً في المعركة التي يخوضها شعبنا في مواقع الدفاع الأولى دفاعاً عن حقوقه وعن كرامة الأمة.

واستعرض المكتب السياسي الأوضاع التنظيمية في مختلف ساحات العمل الجبهوي وناقش ظروف كل ساحة وطبيعة العمل فيها، داعياً الرفاق إلى مواصلة دورهم في العمل الوطني والارتقاء به لخدمة أبناء شعبنا الفلسطيني.

واتخذ المكتب السياسي جملة من القرارات التنظيمية الهامة في كل ساحة ,مؤكداً على ضرورة مواصلة المسيرة الديمقراطية في حياة الجبهة، وفي هذا السياق قرر المكتب السياسي البدء في الاستعداد لعقد المؤتمر العام الثالث للجبهة في اقرب وقت ممكن وتشكيل لجان تحضيرية للمؤتمر في كافة الساحات .