|
حركة فتح تبدي استعدادها لتشكيل لجنة وطنية عليا خاصة بالانسحاب الاسرائيلي
نشر بتاريخ: 14/08/2005 ( آخر تحديث: 14/08/2005 الساعة: 15:55 )
رام الله- معا أبدت حركة "فتح" استعدادها لتشكيل لجنة وطنية عليا خاصة بالانسحاب الإسرائيلي لتعزيز الوحدة الوطنية والشراكة السياسية والوطنية بين الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية على قاعدة أنها ليست بديلاً عن الجهات التنفيذية ذات الاختصاص أو بديلاً عن السلطة الوطنية أو تشكل إدارة مستقلة لقطاع غزة .
واكدت الحركة في بيان لها على وحدانية السلطة الوطنية الفلسطينية على الأرض الفلسطينية، وسيادة القانون والنظام العام، ووحدة الأداء الوطني، ووحدة البندقية الفلسطينية، وأكدت كذلك شمولية النظام الوطني السياسي الديمقراطي الفلسطيني على كافة أراضي الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة ورفض مشروع أو فكرة الإدارات المنفصلة أو الموازية للسلطة الوطنية ودورها وسلطاتها وصلاحياتها واحترام التعددية السياسية، وو حرصها واستعدادها لوضع كافة الضوابط وأطواق السلامة الوطنية وأشكال النزاهة والشفافية لبناء وضع داخلي مستقر متماسك يتحقق من خلاله أمن الأفراد والجمهور والممتلكات ومنع التعديات على الممتلكات العامة والمال العام وإنهاء كافة المظاهر والظواهر السلبية وفوضى السلاح، واستخدام أراضي الدولة التي ينسحب عنها جيش الاحتلال ومستوطنوه وغيرها بما يخدم المصلحة الوطنية العليا لشعبنا ويلبي حاجة وتطور شعبنا حاضراً ومستقبلاً وبناء اقتصاد وطني فلسطيني مستقل حتى لا يتحول قطاع غزة والأراضي التي ينسحب منها جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى سجن كبير يكبل حرية وحركة شعبنا، وأن تكون بداية النهاية لهذا الاحتلال. و اعتبرت حركة فتح ان الانسحاب الإسرائيلي نصر للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وخطوة على طريق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف. وقالت الحركة نحن نقف على أعتاب مرحلة تاريخية هامة نستعد فيها لاستقبال بزوغ فجر الحرية والنصر باندحار الاحتلال الإسرائيلي الغاشم العسكري والاستيطاني عن قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، وتحقيق حلم من أحلام الشعب العربي الفلسطيني المناضل بالحرية والتحرير والاستقلال الوطني الكامل، وفي هذه اللحظات التاريخية المجيدة من تاريخ ثورتنا وأمتنا المرابطة على هذه الأرض المباركة وفي أكناف بيت المقدس نتقدم بأسمى معاني وآيات الإجلال والإكبار وبأحر التهاني وأطيب التبريكات إلى أبناء شعبنا المناضل في الوطن والشتات وإلى أمتنا العربية والإسلامية وإلى كل الأحرار والأصدقاء في العالم الذين وقفوا إلى جانب شعبنا وقضيته العادلة وحقوقه الوطنية المشروعة وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على جميع أراضيه المحتلة وعاصمتها القدس الشريف. إن الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية يمثل ذلك الضوء الذي كان يراه الرئيس الخالد الشهيد ياسر عرفات في نهاية النفق ويجسد حلم الشهداء الأبطال من أبناء شعبنا الذين سقطوا دفاعاً عن الأرض والمقدسات ويجسد أماني وتطلعات الجرحى والأسرى وكل الأحرار والأبطال والصامدين من أبناء شعبنا، وترى فيه حركة "فتح" إنجازاً وطنياً وسياسياً هاماً من الأهمية والواجب الوطني الحفاظ عليه وتطويره كي يشكل بداية ومقدمة لإنجازات وطنية واندحارات إسرائيلية أخرى وصولاً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم بكافة أشكاله العسكرية والاستيطانية من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة في عدوان (1967م) وفي مقدمتها مدينة القدس الشريف باعتبارها مدينة فلسطينية - عربية محتلة والعاصمة الأبدية لدولتنا الفلسطينية المستقلة، مما يستدعي مواصلة النضال والتحرك السياسي والعمل الدبلوماسي كي يكون هذا الانسحاب الإسرائيلي عن جزءٍ من الأراضي الفلسطينية المحتلة جزءاً من خطة سياسية شاملة وجزءاً من الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، وجزءاً لا يتجزأ من خطة خارطة الطريق الدولية، وأن يكون انسحاباً إسرائيلياً شاملاً وكاملاً من قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشريف، وبسط السيادة الوطنية الفلسطينية الكاملة على المعابر البرية والبحرية والجوية، وأن تتم إزالة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي بكافة أشكاله وأثاره. إن هذا الانسحاب الإسرائيلي هو نصر وإنجاز وطني وسياسي هام للشعب الفلسطيني وليس منَّة من إسرائيل، وإنما ثمرة ونتيجة طبيعية وشرعية للنضال الوطني الفلسطيني العادل والمشروع قد تحقق بفعل زخم وتراكم الفعل والعمل الثوري منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المسلحة المعاصرة وبزوغ فجر الفاتح من يناير عام (1965م) بانطلاقة المارد الثوري الفتحاوي وانطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، ونتاج طبيعي لحركة المقاومة المسلحة التي تفجرت في قطاع غزة بعد عدوان (1967م) التي قادتها حركة "فتح" وأولئك الأبطال من جيش التحرير الشعبي الفلسطيني ومجموعات قوات التحرير الشعبية، مروراً بكل مراحل الكفاح الوطني والمقاومة الباسلة وهبَّات شعبنا وانتفاضته المجيدة الأولى، وانتفاضة الأقصى الباسلة ودور حركة "فتح" الطليعي والريادي فيها منذ اللحظات الأولى، وعلى وجه الخصوص دور جهازها العسكري ممثلاً بكافة التشكيلات والأذرع العسكرية الباسلة ودرتها الثورية كتائب شهداء الأقصى من رفح وحتى جنين التي تصدرت صفوف المقاتلين المقاومين وتصدت لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي الغاشم في الخندق الأول والأمامي دفاعاً عن الشعب والأرض والمقدسات، جنباً إلى جنب مع أولئك الأبطال من المقاتلين والمجاهدين وأبناء شعبنا الصامدين، فالتحية كل التحية لكل السواعد الثورية المقاتلة ولجماهيرنا المناضلة التي سطرت أروع صور الصمود والمقاومة والتضامن والتعاضد الوطني وكابدت كل هذه المعاناة الناجمة عن العدوان والاجتياحات والتوغلات والقصف الجوي والمدفعي والصاروخي وأعمال القتل والاغتيالات والتدمير والتجريف واقتلاع الأشجار وهدم المنازل وتخريب البنية التحتية، وكل أشكال الحصار والإغلاق وسياسات تضييق الخناق لفرض سياسة الأمر الواقع وتمرير حلول سياسية هزيلة التي حولها شعبنا إلى عناصر قوة دافعة ضاغطة على قوات الاحتلال الإسرائيلي وحكومته لكي ينسحب من طرف واحد هروباً من ضغط وعبء المواجهة مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة. إن الحفاظ على هذا الإنجاز الوطني والسياسي الهام وصولا لإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وإنجاز حق شعبنا في العودة إلى وطنه وأرضه وتطبيق قرارات الشرعية الدولية يتطلب منا جميعا في حركة "فتح" وكافة الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية وقطاعات شعبنا المناضل العمل يداً بيد وعلى قلب رجل واحد لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية فصائلياً وجماهيرياً لخلق أوسع التفاف وطني وجماهيري في هذه المرحلة التاريخية الهامة ومواجهة استحقاقاتها والمضي قدماً لاستكمال المشروع الوطني الفلسطيني، وكسر اللاءات الإسرائيلية التي أعلنها (شارون) حول الأراضي الفلسطينية المحتلة والمستوطنات غير الشرعية الرابضة عليها والقدس واللاجئين، وكشف زيف وبطلان الادعاءات الإسرائيلية والصهيونية حول نظرية الخرافة المسماة "أرض إسرائيل الكبرى"، وان هذا الانسحاب الإسرائيلي يمثل تراجعاً وتصدعاً في الموقف الإسرائيلي، ويمثل بداية عهد جديد من الحرية الفلسطينية، ينطلق منه الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه المحتلة ليس في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية فحسب بل كامل الضفة الغربية والقدس الشريف باعتبارها وحدة جغرافية وسياسية وقانونية واحدة غير قابلة للتجزئة أو المساومة. إن هذا النصر والإنجاز الوطني لن يكتمل إلا بإطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين القابعين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية الذين تحملوا عبء النضال وتحقيق هذا الإنجاز، وإن حركة "فتح" سوف تواصل النضال والعمل من أجل إطلاق سراحهم جميعاً كي يأخذوا دورهم الطليعي والبنَّاء في بناء وطنهم ودولتهم المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف. |