وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"دينا عوفديا".. شابة مصرية تلتحق بجيش الاحتلال

نشر بتاريخ: 04/04/2013 ( آخر تحديث: 05/04/2013 الساعة: 09:19 )
رام الله- معا - نشر الموقع الرسمي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، قصة مثيرة عن حياة يهودية من أصل مصري تدعى دينا عبد الله التحقت بجيش الإحتلال، عقب هجرتها من مدينة الإسكندرية لمدينة القدس المحتلة، وادعت أن السبب الرئيسي في رحيلها عن مصر الاضطهاد الديني، الذي تعرضت له هي وأسرتها على يد عدد من "السلفيين" هناك.

ووصف موقع جيش الاحتلال أن قصة دينا تشبه قصص "السندريلا" والتي وجدت ضالتها بعد هجرتها إلى "إسرائيل"، بعد أن عاشت طفولتها معذبة داخل مصر وسط مجتمع مسلم مارس ضدها الاضطهاد الديني كونها يهودية الديانة، وأضاف أن حياة دينا تشبه قصة رحيل اليهود من مصر في عهد "النبي موسى"، بعد تعرضهم للاضطهاد على يد فرعون مصر في ذلك الوقت.

وأجرى محرر الموقع العسكرى حوارا مطولا مع دينا سردت فيه ذكريات طفولتها بمدينة الإسكندرية، وماضيها الراسخ في حاضرها الآن والأيام المريرة التي عاشتها في مصر.

وأوضح الموقع أن قصة دينا عبد الله ذات الأصول المصرية، والتي صارت "دينا عوفديا" بعد هجرتها لإسرائيل معقدة للغاية، زاعما أنه خلال إجراء الحوار غطت عيناها الدموع لما لاقته من معاملة سيئة خلال فترة حياتها في مصر، مشيراً إلى أنها تركت الإسكندرية، وهي في سن 15 عاما، وهى الآن تبلغ من العمر 25 عاما.

وقالت دينا إنها كانت تعيش حياة صعبة مليئة بالعادات المجتمعية الصعبة والصارمة، وكان عليها ارتداء ملابس معينة أثناء طفولتها، وكانت لا تستطيع التحدث بحرية مع الآخرين، قائلة "كنت أسال نفسي دوما لماذا كل هذه التعقيدات ولماذا ولماذا؟"، مضيفة بلهجة عربية: لم يكن لدى أي خلفية دينية عن المسيحية أو الإسلام، فخلال دراستي الابتدائية تنقلت بين المدارس الإسلامية والمسيحية ولم أعرف ما أنا حقا، وكان والدي قد علمني ويخفي ديانته اليهودية، ولم يحافظ على التقاليد، وكنت أحسبه دائما من المسيحيين العلمانيين.

وأضافت دينا: تعلمت في مدرسة إسلامية منذ صغري، ودرست القرآن الكريم، وهنا بدأت أسأل نفسى لماذا أتعلم ذلك، ولماذا يجب علي حفظ الآيات الرئيسية؟، ولماذا كنت أجبر على ارتداء حجاب الرأس وأنا لا زلت طفلة، وحينها طلبت من عائلتي نقلى إلى مدرسة مسيحية وبالفعل كانت أكثر راحة لي.

وأشارت دينا إلى أنها تشتت بين الأديان، وكانت تحاول دائما إيجاد نفسها في أي من تلك الديانات، مضيفة: كان لدينا مسجد قريب من المدرسة، والفتيات كانوا يذهبن في كثير من الأحيان للصلاة، وكنت حينها طفلة وذهبت معهم إلى المسجد وصليت معهم، وعندما عدت للبيت وحكيت لأمي ما فعلت غضبت مني بشدة، وتحدثت معي بعصبية وحذرتني من أن أفعل ذلك مرة أخرى.

وأضافت اليهودية ذات الأصول المصرية، أنها خاضت تجربة أخرى مختلفة عن تجربة الصلاة في المسجد، حيث ذهبت ذات يوم إلى الكنيسة وحاولت الصلاة هناك إلا أن أسرتها حذرتها مرة أخرى من اعتناق أي دين دون تقديم أي تفسير لذلك.

وزعمت دينا: حدثت نقطة التحول في حياتي عندما شاهد بعيني ذات يوم هجوم عدد من السلفيين المتشددين على بيتنا، وإجبارنا على الرحيل من المنطقة التي كنا نعيش فيها، ففي هذا اليوم سمعت صوت صراخ وتكسير للزجاج للطابق العلوي الذى كان يعيش فيه عمي وزوجته، وابنهما حيث قاموا باقتحام منزلهم، وهددوهم بالقتل، ثم نزلوا لمنزلنا وهددونا أيضا، فقد كانوا حاملين أسلحة نارية خلف ظهورهم.

وأضافت دينا: خلال هذا اليوم طالبونا بالرحيل فورا لأننا مختلفون عنهم عقائديا، وأنه لا مكان لليهودية بين المسلمين، وقبل ذلك التهديد بدقائق كنت أسمع صراخ زوجة عمي، وعندها أعتقد أنهم قاموا بقتل أخي وابن عمي، إلا أنهم ضربوا طلقات في الهواء ولم يقتلوهم، وحينها تأكدنا أنه لا مكان لنا على هذه الأرض وعلينا مغادرة منازلنا.

وقالت دينا: لحسن الحظ، غادر الجميع ونحن على قيد الحياة بعد أن أطلقوا النيران لتخويفنا، وكنت أعتقد أن هذا اليوم سيشهد مذبحتنا جميعا، وهنا بدأت حياتي تتعقد أكثر، وشعرت ببداية الانهيار، فقد تجول السلفيون بكل حرية في جميع أنحاء المنزل، وعرضونا للقتل وأطلقوا النار في الهواء، وحينها حاول والدي أن يهدأ من روعنا، وقال لنا أنهم مجرد لصوص على الرغم من أنهم لم يسرقوا أي شيء.

وأضافت دينا: بعد هذه الحادثة الأليمة بيوم واحد تجمعت أسرتي بالكامل في منزل جدي، وقررنا الرحيل عن مصر ومغادرتها بصورة نهائية والذهاب إلى إسرائيل، وكنا جميعا متحمسين لهذه الفكرة، ولكني بدأت في البكاء وخاب أملي كثيرا جدا لأني كنت أرفض الذهاب لإسرائيل، وكنت أود العيش فى مصر.

وأوضحت دينا أن سبب رفضها في البداية السفر لإسرائيل، هو أنه خلال دراستها بالمدرسة الابتدائية تعلمت كراهية اليهود والإسرائيليين من خلال آيات القرآن الكريم، مضيفة أن بعض الآيات تدعوا بشكل صريح لقتل اليهود.

وأضافت دينا: أتذكر أيضا عندما بدأت الانتفاضة الفلسطينية الثانية شاهدت عبر قنوات التليفزيون مناظر مروعة يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين العزل، وهو يقوم بقتلهم، مشيرة إلى أن مقتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة ووالده أثرت في شخصيتها للغاية، وجعلتها ترفض الذهاب إلى هناك.

وقالت دينا: كنت أشاهد تلك المناظر ويزداد غضبي من الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى أن المدرسة علمتنا أنهم أعداء، ولم يخطر ببالي أنني كنت يهودية في ذلك الوقت، حيث كان يحرص أبي دائما على عدم معرفتي بديانتي حتى لا أتعرض لمضايقات من زملائي.

وأضافت: يوم قرار رحيلنا عن مصر كان يوما مشوبا بالحزن، حيث رفضت مغادرة المنزل، ولكن والدي وجدي أكدوا لي أن المجتمع هنا يكره كلا من له علاقة باليهودية، وعلينا الرحيل حتى لا يفتكوا بنا، وأدركت أنه ليس لدي اختيار آخر، واكتشفت حينها أن حقيقتي أنني يهودية، وعليا الرحيل لإسرائيل، وقبل رحيلي من المنزل كنت أود أن أسلم على صديقي الذى كان يسكن بالمنزل المجاور لنا، والذى كنت أتبادل معه الحديث دائما عبر النافذة، ولكن في ذلك اليوم عندما رآني من الشباك أغلق الستائر ورفض التحدث معي، وحينها أدركت أنه لا مكان لي في هذه البلد، وأنه علينا مغادرة المنزل بطريقة أو بأخرى.

وعن كيفية سفرها قالت دينا: سافرنا إلى أسطنبول، ومن ثم إلى تل أبيب، وفجأة شعرت بالخوف الشديد، ولكن بعض الناس ممن قابلتهم عندما وصلت يبتسمون في وجهي، ما أدخل السرور في قلبي وقلب عائلتي، ولكني لم أفهم اللغة في البداية ومع مرور الوقت شعرت براحة عندما أصبح لي أصدقاء وتعلمت العبرية تدريجياً.

وأضافت دينا: استقرت الأسرة في القدس وانضممت للمدرسة الدينية هناك، ومنذ ذلك الوقت بدأت أعرف اليهود بصورة معاكسة، وكانت بداية جديدة خالية من الصعوبات، ولكن في ذات يوم كنت في ممر بالمدرسة، وإحدى الفتيات صرخت وقالت هنا فتاة عربية، وكاد عدد من الطالبات أن يشتبكوا معي، ولكن تدخل ابن عمي، وأوضح لهم أننا يهود مثلهم؟

وبعد انتهاء دينا من المدرسة الثانوية، التحقت بالجيش الإسرائيلي، وبدأت دينا خدمتها العسكرية ثم انتقلت لفترة وجيزة لخدمة الشرطة العسكرية، وحينها تعرف عليها المتحدث الرسمي باسم الجيش الرائد أفيخاي أدرعي، وعرض عليها أن تسرد قصتها في حوار مطول مع موقع الجيش الإسرائيلي، ووعدها بأن ينشر قصتها على موقعه الرسمي، وعلى صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" وفي المنابر الإعلامية.

وزعمت دينا أن فكرتها عن جيش الاحتلال تغيرت تماما عقب التحاقها به، وأنه لا يريد إيذاء المدنيين، ولكنه لا يتعاطف مع الإرهاب ويحاربه بكل قوة، مضيفة أنها الآن، تتمنى أن تزور مصر مرة أخرى وتعرف الجميع هناك بيهوديتها وأنها فخورة بديانتها، وأن الإسرائيليين ليسوا سيئين.