وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كيف ستبدو الحرب في شبه الجزيرة الكورية ؟

نشر بتاريخ: 04/04/2013 ( آخر تحديث: 04/04/2013 الساعة: 20:43 )
بيت لحم- معا - فتحت تهديدات كوريا الشمالية المتصاعدة ضد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان وغيرها من الدول الحليفة لواشنطن والتي كان أخرها التهديد الصادر الليلة الماضية على لسان الجيش الكوري الشمالي، والذي أكد فيه حصوله على المصادقة النهائية لتوجيه ضربات صاروخية نووية ضد أهداف أمريكية داخل الولايات المتحدة وخارجها شهية المحليين والإعلام الأمريكي الذي تسابق على استضافة الجنرالات السابقين بهدف وضع تصور وسيناريو يحدد ملامح الحرب مع كوريا الشمالية في حال اندلعت وأصبحت واقعا ملموسا.

طرح السؤال الكبير حول شكل ونمط الحرب القادمة مع كوريا في حين شكك خبراء كثر في قدرات "بيونغ يانغ" الصاروخية وقدرة هذه الدولة الشيوعية على تنفيذ تهديداتها وشن هجوم صاروخي بعيد المدى مع تأكيدهم باحتمالية أن يجر التصعيد الحالي في شبه الجزيرة الكورية الأطراف ذات العلاقة إلى نزاع عسكري محلي من الصعب توقع تطوراته .

واستضافت محطة التلفزة الأمريكية "سي ان ان " ليلة أمس الجنرال الاحتياط "جيمس ماركوس" الذي حاول وضع تصور مفترض للجرب في أو على كوريا .

وقال الجنرال " ماركوس" إذا بادرت كوريا الشمالية بالحرب فمن المتوقع أن تمطر جارتها الجنوبية بنيران كثيفة من مدافعها المنتشرة خلف الحدود إضافة إلى استعانتها بخلايا نائمة من العملاء سبق للشمالية أن زرعتها في جارتها الجنوبية وذلك لمساعدتها على تحديد الأهداف العسكرية وإحداثياتها تمهيدا لقصفها كما ستلجأ كوريا الشمالية وتحت ستار القصف المدفعي الثقيل إلى إنزال قوات كوماندوز على شواطئ الجنوبية ".|211414|

وأضاف الجنرال وفي باب تصوره للرد الأمريكي "استنادا للسيناريو السابق ومبادرة الشمالية بشن الحرب فان الولايات المتحدة ستدمر قوات المدفعية لكوريا الشمالية عبر سلسلة من الغارات الجوية القاتلة وعمليات قصف بحرية تنفذها مدافع السفن الحربية الأمريكية لتنتقل بعد وبمساعدة من الجيش الكوري الجنوبي إلى تدمير منظومات الدفاع الجوي لكوريا الشمالية ما سيفتح الطريق أمام الطائرات المغيرة لاستكمال مهمتها وتدمير مراكز القيادة والاتصالات والطرق والجسور وعقد المواصلات الرئيسية وبالتالي شل كوريا الشمالية بشكل شبه مطلق يؤدي إلى حرمانها المطلق من أي قدرات عسكرية ويمنعها من القيام بأي رد فعل عسكري .

ولم يتطرق الجنرال لخطر لجوء كوريا الشمالية لإطلاق صواريخ نووية باتجاه السواحل الغربية للولايات المتحدة وما الدور الذي ستعلبه الصواريخ والقدرات النووية في سيناريو الحرب .

كيف سينتهي التوتر السائد بين اكبر دولة في العالم والدولة المعزولة والمنعزلة؟ جميع الخيارات مفتوحة ومتوقعه وسبق لوزير خارجية روسيا "سيرغي لافروف" أن أبدى الأسبوع الماضي تشاؤما كبيرا حين أعرب عن مخاوفه من خروج الأوضاع عن السيطرة .

وضع عدد من الخبراء والمختصين عدة تصورات واحتمالات تتناول الخيارات المتوفرة لدى كوريا الشمالية :

1- تشن كوريا الشمالية هجوما مباشرا على الولايات المتحدة أو ضد أهداف أمريكية

وهنا يدعي الخبراء بعدم توفر قدرات لدى كوريا الشمالية تخولها شن هجوم على البر الأمريكي بواسطة أسلحة نووية لعدم قدرتها على تحميل رؤوس نووية على صواريخ بعيدة المدى وفي حال نجح الكوريون الشماليون بهذه المهمة هناك فرصة ضئيلة أمام الصاروخ للوصول إلى الأراضي الأمريكية لكن صواريخ " سكود " التي تمتلكها " بيونغ يانغ " قادرة على ضرب جارتها الجنوبية التي تستضيف عدة قواعد عسكرية أمريكية.

وقال الخبير في شؤون كوريا الشمالية "ادم كاتشكارت " لصحيفة " الغارديان " البريطانية "لا أتصور كيف يمكن لهذا الأمر أن يحدث وذلك بكل بساطة بسبب ردة الفعل الأمريكية خاصة وان مرابطة القوات الأمريكية قريبا من كوريا الشمالية يمنحها مميزات وتفوقا عسكريا كبيرا لهذا فان كل هجوم يستهدف مصالح وأهداف أمريكية سيكون بمثابة عملية انتحارية ".|211415|

2- هجوم شمالي ضد كوريا الجنوبية :

للكوريتين تاريخ طويل في المواجهات العسكرية وتسود بين البلدين حالة حرب منذ نهاية الصراع المسلح الأخير 1950-1953 والذي انتهى باتفاق وقف إطلاق نار وليس باتفاق سلام .

وتطرق ممثل بريطانيا السابق لدى كوريا الشمالية الدكتور" جيمس هوار " لهذا السيناريو قائلا: العاصمة سيؤول مكشوفة جدا أمام الهجمات إذ يمكنك إطلاق صاروخ او اثنين قرب مطار "اينتشون" لإظهار قدرتك على ضرب العاصمة أو نقل سفن للجزر المتنازع عليها والعالم لا زال يتذكر عملية القصف التي نفذتها كوريا الشمالية عام 2011 واستهدفت جزيرة " يانفيانغ" ما أدى إلى مقتل جنديين جنوبيين على الأقل وإصابة 12 آخرين .

لكن لا يبدو أن الشماليين راغبون بتنفيذ تهديداتهم وتحويل كوريا الجنوبية إلى " بحر من النار" خاصة وان هناك إجماعا بين الخبراء بان عملية قصف صاروخي أو أي عملية عسكرية أخرى تتعرض لها كوريا الجنوبية ستجر فورا رد عسكري قوي من قبل الجيش الكوري الجنوبي وربما الجيش الأمريكي ما سيؤدي إلى مقتل العديد من البشر كما لا يرغب الشماليون بالمخاطرة بالمس بحياة مواطنين صينيين يعيشون في كوريا الجنوبية كون الصين اكبر حليف لها في العالم .

3- إقدام كوريا الشمالية على إجراء تجربة نووية جديدة

أجرت كوريا الشمالية خلال الأشهر الماضية تجربة نووية تحت أرضية واختبرت صواريخها الباليستية وهي خطوات مخصصة لأهداف عسكرية وسياسية تتمثل بنقل رسالة للمجتمع الدولي لكن ممثل بريطانيا السابق لدى الشمال لا يعتقد برغبة كوريا الشمالية الاستعجال بإجراء تجارب نووية أو صاروخية حتى لا تخاطر بإمكانية اكتشاف العيوب التي قد تكشفها هذه التجارب وبالتالي توضح للطرف المقابل المشاكل الفنية التي لم تحلها كوريا الشمالية ولا زالت تحاول علاجها خاصة في لحظة تسعلا فيها كوريا الشمالية لإظهار قوتها وعظمتها أمام الأعداء.|211409|

4- اتخاذ خطوات غير عسكرية

منعت كوريا الشمالية يوم أمس المئات من العمال الكوريين الجنوبيين من دخول المنطقة الصناعية المشتركة " كاسونج " والقائمة على أراضيها ويوجد فيها شركات كورية جنوبية تشغل 50 ألف عامل كوري شمالي وهذه الخطوة ستلحق ضررا اقتصاديا بالشمال الذي سيفقد مصدرا هاما للعملات الأجنبية .

كما يمكن للشمال أن يواصل هجماته الالكترونية كما حدث خلال الفترة الماضية وأدت إلى شل أنظمة بنكية ومحطات بث تابعة لشركات حكومية جنوبية .

5-العودة لمحادثات السلام

رغم أصوات الحرب المنطلقة من العاصمة الشمالية يعتقد خبراء كثر بان الخطوات الشمالية تهدف إلى إجبار الولايات المتحدة على العودة لطاولة المفاوضات والضغط على حليفها الرئيس الكوري الجنوبي الجديد حتى يغير سياسة بلاده اتجاه كوريا الشمالية إضافة إلى هدف الرئيس الشمالي تحقيق وحدة داخلية تحتضن نظام حكمه دون ان يتسبب بحرب بكل ما للكلمة من معنى .