|
قريع: ثبات الإنسان على الأرض نقطة تحدي لانتزاع حقوقه المشروعة
نشر بتاريخ: 04/04/2013 ( آخر تحديث: 04/04/2013 الساعة: 19:54 )
القدس- معا - قال عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية،رئيس دائرة شؤون القدس احمد قريع ابو علاء، أن عملية بقاء الإنسان على الأرض هي نقطة تحدي لانتزاع حقوقه المشروعة وتثبيت هويته الوطنية وممارسة حرياته كباقي الشعوب.
جاءت أقوال قريع هذه في ندوة سياسية عقدتها دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية بعنوان تثبيت الوجود الوطني الفلسطيني في المجالات الاجتماعية بمقر الدائرة في أبو ديس اليوم ضمن سلسلة ندوات في تثبيت الوجود الوطني الفلسطيني، بحضور أعضاء اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية واصل ابو يوسف وعبد الرحيم ملوح،و وزير شؤون القدس عدنان الحسيني ووزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري ووزيرة شؤون المرأة ربيحة ذياب ومفتي القدس الشيخ محمد حسين وسيادة المطران عطالله حنا، وعدد من السياسيين والمثقفين وأساتذة علم الاجتماع في الجامعات الفلسطينية وأصحاب الاختصاص. أضاف انه يجري التساؤل حول تثبيت الوجود الوطني الفلسطيني في ظل سلطة على الأرض لكن نقول انه في ظل عدم الثقة بعملية السلام والتي أصبحت مزعزعة ولان مشروع حل الدولتين اخذ بالغياب من قبل إسرائيل التي قامت بدورها بتدمير هذا الخيار وهذا المشروع، لذا بدأنا بالتفكير في إطار منظمة التحرير الفلسطينية والمثقفين والسياسيين والنخب من المجتمع المدني في تثبيت الوجود الوطني الفلسطيني على الأرض، فعلى على سبيل الافتراض لوان مشروع حل الدولتين انتهى ما البديل؟ البديل هو بقاء الناس على الأرض ومثال ذلك أهالنا في الداخل فلسطيني عام 1948 ونضالهم العظيم في بقائهم على أرضهم وتثبيت هويتهم وانتزاع حقوقهم التي تتصاعد يوم بعد يوم،إذن بقاء الإنسان على الأرض تعد نقطة تحدي وفي هذا السياق عملنا مع مجموعة سلسلة ندوات في تثبيت الوجود الوطني الفلسطيني ورقة إطار عام وورقة اقتصادية واقتصاد القدس ومشروع مسودة مقترح الوثيقة الوطنية للتداول لعقد مؤتمر وطني عام كوثيقة حيفا التي تعد مثال حقيقي في تثبيت الوجود الوطني الفلسطيني. وافتتحت الندوة بقراءة الفاتحة على روح الشهيد اللواء ميسرة أبو حمدية،وقد تولى إدارة الندوة مدير مركز الديمقراطية وتنمية المجتمع د.وليد سالم الذي رحب بالحضور مؤكدا على أهمية مناقشة عملية تثبيت الوجود الوطني الفلسطيني في الجانب الاجتماعي ومناقشة الورقة الفكرية الشاملة حول رأس المال الاجتماعي وأهمية العمل به ليشكل رصيدا مهما في عملية دعم وتأمين صمود الناس على الارض. وعرض البروفسور عزيز حيدر أستاذ الدراسات الإسرائيلية، ورقته بعنوان رأس المال الاجتماعي ومهمة تثبيت الوجود الفلسطيني والتي عالجت قضايا وأمراض ومشكلات اجتماعية عمل الاحتلال الإسرائيلي على إيجادها قائلا ان رأس المال الاجتماعي هو جزء من منظومة الموارد الاقتصادية، السياسية، الثقافية والبشرية ويرتبط معها جميعا بعلاقات جدلية، يتأثر بها ويؤثر عليها. وبما أن هذه الورقة واحدة من مجموعة اوراق تعالج مسألة تثبيت الوجود الفلسطيني، فإننا نخصص هذه الورقة لمعالجة مسألة رأس المال الاجتماعي فقط بصفته واحد من مقومات تثبيت الوجود. اذا تهدف هذه الورقة الأولية إلى تقديم مساهمة في تبيان أهمية وضرورة الاعتناء ودعم وتعزيز رأس المال الاجتماعي بصفته واحد من أهم المعايير، وهناك من يعتبره المعيار الوحيد، في تقويم ثروات المجتمع وقدرته على التنمية والتطور وتوفير مقومات الحياة بمستوى مقبول وأنماط من العلاقات والتفاعلات الإيجابية. كما أن رأس المال الاجتماعي يعتبر معيارا لقدرة المجتمع على تحمل الضغوطات الخارجية، والآفات الداخلية، والصمود أمام القوى والتطورات التي يمكن أن تتسبب في انهياره وانكساره وتشظيه. واشار حيدر الى قلة الدراسات التي حاولت البحث في رأس المال الاجتماعي في الأراضي الفلسطينية وتحليل الأوضاع والظروف التي نتج عنها وأنتجه. لذلك فقد اعتمدنا على الدراسة التي أجراها ونشرها معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني)ماس(عام2002والتي خلصت وكشفت مراجعة نتائج قياس الثقة عن مجتمع تسوده درجة عالية نسبيًا من انعدام الثقة في الأفراد، وفي مؤسسات السلطة، وفي الاحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة إلى المؤسسات الدولية والدول المانحة وقليلة كانت مواقع الثقة )النظام التعليمي، ورجال الدين ( والثقة المقيدة )القضاء والى حد ما الشرطة. ومن جانبها، أشادت وزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري بالورقة التي لها خصوصية ونوعية وذات أهمية بالغة في الحالة الفلسطينية على وجه الخصوص فالورقة تجازوت بشكل كبير الإشكالية السياسية وانتقلت الى الخلل القائم وحللت الانسان وتجاوزت المطالب الدائمة وفقا للمنظور السياسي دون المحاكاه في التحليلات بل ركزت على جوهر الموضوع وبالتالي هي دراسة عميقة وهامة. واضافت قائلة: نحن في وزرارة الشؤون الاجتماعية اجرينا بحث كيفي شبيه لهذا البحث المقدم، مشيرة الى ان المواطنة لا تأتي بالمناشدة ولا بالتبشير بل هي رزمة حقوق والربيع العربي جزء اساسي من المواطنة. وتابعت المصري بالقول "اننا في وزراة الشؤون الاجتماعية نعمل على مأسسة وشراكة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص نوعا ما بمعنى الشراكة بوضع السياسات والخطط والاهداف لتحقيق الحماية الاجتماعية ما بين مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة". وفي مداخلته، قال عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير عبد الرحيم ملوح ان الاساس في النسيج الاجتماعي هي الساسة والتي بدورها تلعب دورا اساسيا في بناء هذا النسيج بشكل سليم قادر على ايجاد مجتمع صالح، مضيفا ان منظمة التحرير الفلسطينية تعاني من طغيان السلطة عليها وهذا الامر الأساسي الذي يجب مناقشته لان ثقة المواطن تزعزعت، فمن عشرين عاما الى الان والاستيطان والاحتلال والتهويد يمارس وغيرها من الأمور، وتسأل ملوح حول توقيع الاتفاقية التي أبرمت بين منظمة التحرير الفلسطينية والجانب الأردني"اتفاقية القدس" قائلا: لماذا وضعت وما معناها ولماذا في هذا التوقيت بالذات في حين قبل مجيء الرئيس الأمريكي باراك اوباما وبعد عقد القمة العربية لم يحدث أي اجتماع لمنظمة التحرير. من جهته، اكد مفتي القدس الشيخ محمد حسين على أهمية هذه الندوة سيما وأنها تناقش مواضيع هامة وضرورية وهي المسارات الاجتماعية في تثبيت الوجود الفلسطيني، مشيرا الى انه من الضروري التركيز على القيم الأخلاقية التي تحافظ على المجتمع الفلسطيني بالذات الذي يرزع تحت احتلال، ففي عهد الانتفاضة كان المجتمع الفلسطيني متناسق وكانت الانتفاضة التي فجرها ابنائنا هي الهوية الفلسطينية، موضحا انه يجب أن يتصاعد السلوك الايجابي على السلبي في المجتمع ومن الضروري زيادة الانتماء الديني والوطني وزرع بذور العطاء والانتماء في نفوس الشباب كيف ولا وهي رسالة الأنبياء في التغير من السلوك السلبي إلى السلوك الايجابي وبتالي يكون هناك مجتمع متناسق ومتكامل. وفي مداخلته، أشاد عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير واصل أبو يوسف بالندوة وموضوعها الحساس والهام على كافة الأصعدة خاصة وإنها ناقشت ورقة قيمة ودراسة في بالغ الأهمية، لكن حبذا لو ركزت على أكثر وتعمقت في تأثير الاحتلال الإسرائيلي وعرقلته ودوره في هدم النسيج الاجتماعي في مجتمعنا، إلا أنها ضرورية وتثري النقاش. ومن جانبه قال وزير شؤون القدس عدنان الحسيني، إننا نعيش في حالة إحباط لان المواطن الفلسطيني يستيقظ يوميا على مستوطنة جديدة ووعود شكلت إحباط لدى الصغار قبل الكبار ونحن ننتظر حل منذ أعوام لذا لا نلوم فئة الشباب على تصرفاتهم وذلك لصعوبة الظروف أبرزها السياسية إلا أن شبابنا الفلسطيني لديهم وفاء لا مثيل له والدليل عندما تحصل مواجهات ضد الاحتلال خاصة تلك التي حدثت في باب العامود مؤخرا اثبتوا مدى وفائهم وبطولتهم وبتالي فان الخير موجود داخل أبناء الشعب الفلسطيني وفي المجتمع أيضا لكن كما اسلفت فأن الظروف الصعبة تجعل السلوك ليس بالشكل المطلوب. |