وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاسير فراس قدري.. 10سنوات خلف القضبان ومعاناة متواصلة

نشر بتاريخ: 06/04/2013 ( آخر تحديث: 09/04/2013 الساعة: 12:40 )
سلفيت- معا- تخرج من بيتها قاصدة مكان عملها والهم يرافقها ...تدفعها الحسرة والشوق والحنين الى إصطحاب صورته معها أينما ذهبت ...فتتذوق القهر والعذاب بجميع ألوانه ليكون أصعبه "بعد فلذة كبدها عنها " والأصعب من ذلك سبب حرمانها منه سجان ظالم..فتبحث عنه في كل مكان وفي كل زاوية ولم تجده... لينتهي بها المطاف متجولة في ذاكرتها فتجده هناك لتحدثنا بلهفة الحسرة والاشتياق انها والدة الاسير فراس يوسف قدري من مدينة سلفيت

بنظراتها الصامتة الغائمة إستقبلتنا والدة الاسير فراس ، وألقت بجسدها الهزيل على الفراش أمامنا،وبدأت تحدثنا بصوت حزين قائلة": أشتاق لفراس كثيرا، لم تذهب صورته عن مخيلتي، أتذكره في كل شيء وفي كل مكان ولكن لم أجده الا خلف القضبان، صمتت ويتنهيدة حارقه شعرنا بلهيبها المحرق عادت تكمل حديثها" أعتقل فراس بتاريخ 16/2/2003، أمام عيني، حاولت منعهم من إعتقاله ولكنني فشلت ، وبلوعة قلب الام تواصل" يوم إعتقاله كنت أخبز على فرن النار ، إقتحم جيش الإحتلال الحارة وقاموا بإعتقاله أمام عيني"،أخذ صوتها يضعف تدريجيا الى أن إختفى لتكون دموعها هي من تتحدث لدقائق ،الى أن عاد صوتها بنبرة حزينة قائلة": ليته تناول طعام الغذاء ، خرج الى السوبرماركت لجلب إحتياجات لنا وكان الجو ماطرا، فجاءت أخته راكضة الي لتخبرني بصوت مفزوع "أمي الجيش إعتقل فراس أثناء عودته الى المنزل"، فصرخت وتركت عملي وحاولت منعهم من ‘إعتقاله ولكن دون جدوى، فقام الجيش بتربيطه وتركه لساعات تحت المطر الى أن حل الليل وقاموا بنقله الى السجن، وعدنا الى المنزل بدون فراس ".

وبتنهيدة تواصل والدة فراس حديثها للزميلة عهود الخفش قائلة"أصبح عمر فراس 32 عاما وهو من مواليد عام 1980، ولم أفرح فيه، كان محكوما عليه بالسجن 30 عاما ولكن بعد الإستئناف حكم عليه بالسجن 17 عاما ، قضى منها 10 سنوات، ويبقى له 7 سنوات، وتكمل متسائلة هل سيسمح القدر لي برؤيته وتزويجه ورؤية أبناءه يلعبون من حولي في ساحة منزله الذي أقوم ببناءه له وتجهيزه له ، صمتت لثواني وبدون توجيه سؤال لها تكمل حديثها بلهفة الفرح قائلة": الكل ينتظرعودته والكل يحبه فصفات أخلاقه الجيدة وراء ذلك ،فكان لا يزعج أحدا فهو محب للجميع ".

وعند توجيه سؤال لها عن تنقلات فراس داخل السجون الاسرائيلية تحدثنا ":بداية كان فراس في سجن عسقلان مكث فيه 8 شهور وبعدها تم نقله الى سجن بئر السبع ومكث فيه سنة و7 شهور ، وبعدها الى سجن جلبوع وهي أطول فترة مكث فيها في سجن جلبوع، وبعدها تم نقله الى سجن نفحة ومن ثم سجن ريمون الى أن إستقر به السجان في سجن مجدو" .

وبلهفة حزينة تواصل قائلة ": ما يزيد من همي ليس فقط حرماني من فراس بل مما يعانيه من ألم في عينه اليمنى نتيجة تعرضه لضربة على رأسه بداية إعتقاله من قبل السجان أثناء التحقيق معه ،بالرغم من نقله الى مستشفى سجن الرملة للعلاج، ولكن لم يكن العلاج بالمستوى المطلوب وحاليا الاحتلال يرفض علاجه ،وأثناء إحدى الزيارات له إشتكى من ألم في عينه وعدم توفير العلاج له فأخذت له نظارة دون معرفتي سبب الألم غير أنني نقلت ما يعانيه الى الطبيب المختص ، رفض السجان دخول النظارة له ولكن بعد مشقة وتعب وتدخل الصليب سمحوا بدخولها له ، ولكنه ما زال يعاني الى هذه اللحظات ، فأين هي الإنسانية التي يتدعيها ويتحدث عنها الاحتلال الاسرائيلي؟ .

ولم يقف الحال عند حرمانهم من فلذات أكبادهم ليواصل الإحتلال التفنن في تعذيبهم والتي تكتمل لوحتها عند زيارتهم لأبناءهم، فتكون رحلة شاقه تبدأ منذ الصباح الباكر لتنتهي عند المساء ليكون لقاءهم بهم خلف القضبان وقت محدد لا تكفي العين من رؤيتهم ، ولا يكفي القلب من سماعهم ، ليكون تركيزهم على معاناة وصولهم إليهم، وتكون بدايتها عند وصولهم حاجز قلقيلية لتتحدث والدة الاسير فراس الى الزميلة عهود الخفش بصوت مخنوق عن المعاناة قائلة":قهر وذل لنا عندما يطلب منا إحدى الجنود مرافقة مجندة الدخول الى غرفة التفتيش والتي تعمل على الليزر ليكون الجسد عاريا بحجة اذا كان الشخص يحمل شيئا ، فنشعر بالإهانة بالرغم من رفض الكثيرين لهذا الأسلوب ، فأذكر في إحدى الزيارات طلبت مني مجندة خلع ملابسي ولكنني رفضت وقلت لها أعود من حيث أتيت ولا أخلع ملابسي، فتركتني دون دخول الغرفة "وتضيف" علاوة على ذلك الشتائم والألفاظ البذيئة التي نتعرض لها من قبل الجنود المتواجدوين على الحواجز، أو من يكونوا داخل السجون، ومع هذا نصبر من أجل رؤية فلذات أكبادنا وما باليد حيلة" .

عاد السكون يخيم على المكان مرة أخرى ، ليكسره صوت تنهيداتها التي سبقت كلماتها فتقول": لا يوجد أهتمام حقيقي بقضية الأسرى سواء كان على مستوى الوطن او على مستوى العالم، والدليل ما يحدث بحقهم من ممارسات تعسفية ، وإهمال لوضعهم النفسي والصحي من قبل السجان داخل السجون، والتي أدت مؤخرا الى استشهاد ميسر ابو حمدية نتيجة الاهمال الطبي ، واستشهاد جرادات نتيجة التعذيب التعسفي بحقه ،وتضيف" الأسرى ليسوا بحاجة الى خيمة الإعتصام اليتيمة، وليسوا بحاجة الى كلمات الشجب والاستنكار كل هذا لا يجدي نفعا بحقهم ، فهم يريدون تحرك وطني على الصعيد العالمي لنصرة قضيتهم وتحريرهم .

وتنهي والدة فراس حديثها بدمعة صامتة قائلة": أتمنى أن أرى فراس وجميع الأسرى محررين قريبا بين أحضاننا ، عل يوم تحريرهم بقريب "