وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ام الاسير احمد سليم من سلفيت اخر من يعلم بفعاليات التضامن مع الاسرى

نشر بتاريخ: 07/04/2013 ( آخر تحديث: 07/04/2013 الساعة: 09:31 )
سلفيت - معا - تلملم الحاجة "أم أحمد سليم" من سلفيت بقايا قوتها الجسدية المتناثرة...تهم أمرها وتسير بإتجاه السوق لشراء ما تحتاجه، تتوقف جانبا لتصغي ما تقوله مكبرات الصوت ...حبست أنفاسها ولكنها لم تستطيع سماع الكلمات، بدون شعور تسير بها قدماها نحو الصوت... كلما إقتربت ترى اللون الأحمر بارزا ليتضح لها تدريجا اللون الأبيض و الأخضر ومن ثم اللون الأسود ليكون العلم الفلسطيني شامخا بشموخ صمود الأسرى ..وكلما إقتربت أكثر إتضح لها الموقف لتجد نفسها عند دوار جامعة القدس المفتوحة في سلفيت.

وقفت جانبا لتعرف ما الذي يحدث لتلقط كلمة أسرى من أحد المارة، لتردد في نفسها كيف يكون للأسرى وأنا والدة أسير لا أعرف عنه، وزعت نظراتها في كل الإتجاهات ومن ثم لململت حزنها من الموقف وأخذت أدراجها لتعود من حيث أتت ، لنلتقي بها صدفة بالقرب من الفعالية وبملامح الغضب ولهجة الإستياء أخذت تحدثنا قائلة": أنا والدة الأسير أحمد سليم المحكوم عليه بمؤبدين و25 عاما في السجون الإسرائيلية، لا أعرف بأن هذه الفعالية من أجل أسرانا،صمتت لثواني وتدريجيا أخذ صوتها يعلو،قائلة":لم يخبروننا أن هذه الفعالية تخص الأسرى ،لماذا هذا التقصير بهم ، لا شيء يمنعنا من المشاركة ، علنا نستطيع تقديم شيئا لهم وأنهم ما زالوا جزءا من القضية بل وأهمها ، فهم لن يقترفوا ذنبا ،يجب أن نعتز بهم وبصمودهم في تحملهم الأعمال التعسفية ضدهم داخل زنازين الإحتلال ، مع أننا نخجل منهم ومن تلك الفعاليات التي لا يتعدى حضورها سوى العدد القليل".

وتنهي والدة الأسير "احمد سليم "بلهجة الاستياء قائلة": الأسرى لا يريدون منا الشعارات والوقفات التضامنية ذات العدد المحدود والتي تكون في فترات متباعدة ، هم بحاجة الى هبه وعلى جميع المستويات ".

سرنا بإتجاه الفعالية لنجد عجوزا ملقي بجسده الهزيل بجانب حافة الشارع ويجلس بجانبه طفلا يتبادلان الحديث معا، توقفنا جانبا وأخذنا الإستماع لحديثهما فكان يدور حول الأسرى وعن المشاركة القليلة العدد، فطلب "العجوز" من الطفل أن يحصي له عدد الحضور، ليرد الطفل يا سيدي المجموع لا يتجاوز ال30 شخصا ،منهم محافظ محافظة سلفيت يقف جانبا ربما لم يعجبه شيئا، وعدد قليل من الموظفين، وهناك البعض يلتقط الصور التذكارية مبتسما لتكون صورته جميلة في موقف ليس بجميل ،هز العجوز رأسه متمتما بكلمات لم نفهم ما هي يقوله وما يدور في نفسه، ليعود بتوجيه سؤالا آخرا للطفل عن مشاركة أشخاص فأخذ بتسميته له، ليكون الجواب لا يوجد أحدا مما أسميته يا سيدي، لا طلاب جامعات ولا طلاب المدارس ولا حتى الأحزاب لا أحد مما ذكرتهم لي يا سيدي،ليجيبه العجوز بلهفة يا سيدي أن غيابهم عن مثل هذه الفعاليات ربما هناك شيء أهم وتنازلهم للمشاركة قد لا يليق بهم وبالبرستيج الذي يرتدونه، أصبحنا أكثر إنشغالا من تذكرهم ووقوفنا بجانبهم حتى في أبسط شيء التضامن معهم ، وإن حملنا اليافطات المليئة بالشعارات حقا خذلناهم ، فوطني يباع ويشترى والأسرى هم من يدفع الثمن.

توقف الحاج عن حديثه لأن مكبرات السماعات طغت على الأجواء ، وبعد أن توقفت، عاد لمواصلة أسئلته للطفل "شو بيقولوا يا سيدي" ليكون جوابه ،يا سيدي الحج جننتني بأسئلتك ، ولما بكبر بعملك شو بدك وبحكيلك شو راح نعمل ، بدي أروح ألعب مع أصحابي "وما من شيء يفعله العجوز الا أن غادر المكان بصمت التذمر والإستياء والحزن التي إرتسمت على وجهه ودعوته الى الله بتحريرالأسرى عن قريب ،

وبعد أن إنتهينا من الإستماع للحديث الذي دار بين العجوز والطفل إلتقينا بالطالب الجامعي " علي" من بلدة كفل حارس تحدث لنا عن رأيه بفعالية التضامن مع الأسرى في مدينة سلفيت قائلا": للأسف الفعالية لم تكن بالمستوى المطلوب ،حضور يعدوا على أصابع اليد ، وكلمات لا ترقى بالمستوى المطلوب ، وتغييب لأهالي الأسرى ، ويضيف متسائلا الى الزميلة عهود الخفش " من المسؤول عن هذا؟ وأين الحضور علما ان دوام الموظفين تنتهي عند وجود فعالية للاسرى ، فأين ذهب الموظفون والطلاب والعمال وأهالي الأسرى والمجالس البلدية والقروية ، ولماذا لم تغلق المحال التجارية ساعة حداد ، بالرغم من كل هذه الفعاليات لن تحرر الأسرى ولكنها تدعمهم وهم خلف القضبان ، آلا يستحق الأسرى بشكل عام في محافظات الوطن وأسرى محافظة سلفيت ما يقارب عددهم 140 أسيرا ما بين المحكوم والموقوف ، وقفة تضامنية من قبل جميع بلدات وقرى المحافظة " فمن المسؤول عن هذا الحضور الباهت !!!؟؟؟.

وبعد أن إنتهينا ، توجهنا الى نادي الأسير في سلفيت للوقوف على الحضور الباهت في مثل هذه الفعاليات ، نزارالدقروق مدير نادي الأسير تحدث الينا قائلا":يعود السبب في الحضور القليل العدد الى ضعف التنسيق ما بين نادي الأسير والقوى الوطنية القائمة على هذه الفعاليات في محافظة سلفيت، ومن ناحية أخرى عدم وجود الوقت الكافي لتبليغ أهالي الأسرى ،لاننا نتلقى الدعوات من قبل القوى الوطنية قبل موعد الفعالية بساعات ، ومن ناحية أخرى إن تفاعل المواطنين مع القضايا الوطنيه وبالتحديد موضوع قضيه الاسرى والمعتقلين , يعود الى العوامل والمسببات وهناك حاله عارمة من الإحباط واليأس في كل ما هو متصل بالقضايا الوطنيه نتيجة تراكمات الوضع السياسي والاقتصادي الذي يخرج من حفره ويدخل في أعمق منها, هناك حاله من الإمتعاض لحاله الإنقسام الذي لا يبدو له نهايه او مخرج وهذا بدوره عكس على الذات الوطنيه، مما أدى إن جاز التعبير الى فقدان الثقة وخسارة الشارع المقاوم لنفسه".

ويضيف "الدقروق" علاوة على ذلك هناك تراجع في دور الاحزاب والقوى السياسيه وعلى وجه الخصوص التواصل مع القاعدة وإغفال منهجيه التعبئة للجماهير والتي نؤكد ان هذه الجماهير بحاجه دوما وبشكل مستمر الى تغذيتها بالتعبئة وتحريضها على الغضبه والانتصار لقضية الاسرى ولقضاياها الوطنيه ,ويضيف الى الزميلة عهود الخفش" اننا نرى ان هناك تراجع ملحوظ لمواقع لطالما كانت متقدمه في قيادتها وكانت تمثل راس حربه للفعل الشعبي المقاوم وهي الجامعات.

ويكمل "اضافة الى ذلك استخدام قضيه الاسرى كرافعه او موجه تعتليها المنطلقات الحزبيه او الشخصيه وعليه ينتج حاله من التناحر وليس التنافس تعكس بسلبيتها على توجهات الشارع ومستوى تعاطيه او تجاوبه مع ألقضية ,كثير من الاراء تعتبر ان الفعاليات او النشاطات ذات الشكل النمطي هي دون المستوى ولن تضيف شيئا وما هي الى محاوله تفريغ نفسي, ويواصل" لا يوجد كما ذكرت استثناء خاص في هذه المحافظه وانما الحاله التي تعتري الوطن بحاجه الى اسلوب ومنهج جديد في التعامل لأننا نلاحظ ان الاحتلال يركب منظومة هموم اقتصاديه ومعيشية ويمتهن التجبر والاستقواء في اسلوبه ومنهج تعامله كمحتل مع شعبنا وهذا بحاجه الى مواجهه فعليه وليس تمنيات".