وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قريع: نحذر من تقسيم القدس.. وفتح مستعدة لخوض الانتخابات

نشر بتاريخ: 13/04/2013 ( آخر تحديث: 13/04/2013 الساعة: 21:59 )
القدس- معا - أكد أحمد قريع رئيس دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية اليوم السبت على ضرورة ايجاد منهج عمل متكامل في مدينة القدس للسلطة الفلسطينية ولمنظمة التحرير الى جانب اهتمام عربي اسلامي جدي، لمواجهة الخطط الإسرائيلية والهجمة الشرسة في المدينة.

وأوضح قريع خلال لقاء عقده مع عدد من الصحفيين في مكتبه ببلدة أبو ديس شرق القدس، أن القدس بحاجة الى ادارة ومتابعة، وتخطيط وتوفير اموال، ونشاطات نضالية شعبية وتأمين لمتطلبات السكان بكل نواحي الحياة، لتثبت صمود المقدسي في مدينته وأرضه.

وقال قريع:" رغم ثبات الشعب الفلسطيني وتمسكه بالثوابت الوطنية الفلسطينية إلا انه يواجه حملة اسرائيلية شرسة تستهدف الأرض والمقدسات، والانسان، لاقتلاعه من أرضه وتهجيره، والقدس على وجه الخصوص تواجه أخطر حملة اسرائيلية؛ فالحكومات الاسرائيلية لديها خطة (تحتل، ثم تهجر، واحلال المستوطنين) ولا تأبه بتحقيق السلام، ضاربة بعرض الحائط المواقف الإسلامية والعربية والدولية لما يحدث بالمدينة المقدسة، فسياستها قائمة على نهب الأراضي، وبناء المستوطنات، وفرض القيود والحدود، واقامة الحواجز، وعزل المدينة بشكل نهائي عن امتدادها بالقرية والاراضي المحيطة"، منوها الى خطورة المشروع الاستيطاني المسمى (إي1) وخطورته على المدينة.

وأكد ان المخططات الإسرائيلية ليست مخططات على الورق فقط، إنما تنتقل وتترجم على الأرض وتشكل مخاطر كبيرة على عملية السلام المعطلة منذ وقت طويل، وذلك يأتي ضمن المحاولات الاسرائيلية للتضييق على السلطة الفلسطينية، في ظل انقسام فلسطيني داخلي لم نستطيع التغلب عليه رغم الاتفاقيات الموقعة، والجهود الدولية الخجولة لتحقيقه وانشغال العالم العربي بأموره الداخلية.

واضاف :"ان ما يجري في فلسطين يهدد المنطقة العربية والإسلامية بأكملها وينعكس عليها"، مشددا على اهمية توحيد الصف الوطني الفلسطيني لانهاء الانقسام، وتوسيع دائرة التشاور والمشاركة في عملية صنع القرار.

ولفت قريع خلال اللقاء على أهمية العمل الجاد لإشراك العرب في عملية تحمل العبء والمسؤولية لما يحدث بالأراضي الفلسطينية، والعمل بشكل مختلف للحفاظ على القضية الفلسطينية، وقال :"ان ذلك بحاجة الى شراكة ووعي وتخطيط لمواجهة السياسات الاسرائيلية ميدانيا وسياسيا."

وشدد على أهمية تثبيت الانسان المقدسي بمدينته وأرضه –بالعمل وليس بالكلام-، بتوفير مقومات الصمود المختلفة له، اضافة الى تثبت المؤسسات المتبقية في المدينة وعدم اخراجها منها، فالقدس هي مدينة عربية فلسطينية اسلامية مسيحية، وهي مستهدفة من قبل الحركة الصهيونية والحكومات الاسرائيلية.

وتحدث قريع عن معاناة المحلات التجارية في القدس، في ظل الضرائب المختلفة المفروضه عليهم، وعدم المقدرة على تسديدها، وبالتالي يتيح ذلك لاسرائيل الاستيلاء على هذه المحلات.

كما حذر قريع من الاخطار التي تواجه المؤسسات الصحية العاملة في القدس، باستبدالها تدريجياً من قبل المواطن – من غير قصد ووعي- بالمؤسسات الواقعة في مناطق الضفة الغربية، لصعوبة الوصول اليها، وبذلك يتم تهميشها وبالتالي تكون مستقبلا غير قادرة على أداء دورها.

وتطرق قريع الى العملية التعليمية ومحاولة أسرلة المنهاج في المدارس التابعة لبلدية الاحتلال، وفي بعض من المدارس الخاصة التي تتلقى مخصصاتها من وزارة المعارف الاسرائيلية، مشيرا ان القطاع التعليم بحاجة الى 120 مليون شيكل (30 مليون دولار امريكي) لدعمه، مشددا على ضرورة الحفاظ على منهج التعليم الفلسطيني لحماية الجيل الفلسطيني، مشيرا الى محاربة اسرائيل "جامعة القدس" لاسمها فقط.

وقال قريع ان اسرائيل تسيطر على 87% من مساحة الاراضي في مدينة القدس تحت مسميات مختلفة (اراضٍ خضراء، ومستوطنات، ومناطق أمنية)، مضيفا ان ذلك يتطلب بناء مشاريع سكنية وتنموية فلسطينية في كل القدس ومحيطها تحديا ومواجهة للمشاريع الاسرائيلية، معتبرها معركة ونضال وطني بحاجة الى تكثيف الجهود لتحقيقه.

وعن استهداف المسجد الأقصى قال قريع أن الأقصى هو عنوان العدوان الاسرائيلي وهدفه، فاسرائيل تقوم باحاطة المسجد الاقصى بمشاريعها المختلفة ( في القصور الامورية، وفي ساحة البراق، وفي بلدة سلوان، والمقابر المحيطة)، اضافة الى خلق حالة من التطبيع لزيارة المستوطنين اليومية الى الاقصى.

وقال ان تقسيم الأقصى ليس مستبعداً، في ظل الممارسات اليومية والاجراءات فيه، وبالتالي ذلك سيكون مقدمة لهدمه.

وأكد قريع على ضرورة وجود موقف اسلامي عربي دولي جدي وعملي لردع وايقاف اسرائيل ما تقوم به بالمسجد الاقصى، وثمن قريع الرباط والتحدي من قبل الفلسطينيين الذين يتواجدون في المسجد الاقصى.

وقال ان الاتفاق الفلسطيني الاردني حول المسجد الاقصى، ليس جديدا، فالأخيرة تتولى ادارة الاقصى حتى قيام الدولة الفلسطينية.
وحول القمة العربية في الدوحة رحب قريع بأي مبادرات وقرارات تتخذ لخدمة القدس وتعزيز صمود سكانها ومؤسساتها والبنى التحتية فيها، لكنه أبدى تخوفه من عدم الالتزام بالقرارات كما حصل في قمة سرت والتي رصد فيها 500 مليون دولار للقدس، وفي قمة مكة لإنشاء صندوق وقفية إسلامي للقدس من كل عربي مسلم.

وأكد أن كافة المرجعيات في القدس -ورغم تعددها- تعتبر القدس أولوية بالنسبة لها، مشددا على ضرورة وجود مرجعية واحدة فقط للمدينة بمهمات ومسؤوليات مختلفة، حتى لا يكون هناك نوع من "الخلل بالعمل".

وجدد على رفض القبول بالسلام الاقتصادي على حساب السلام السياسي، فالقضية الفلسطينية بحاجة الى حل سياسي قائم على الثوابت الفلسطينية، وبقية الأمور هي استحقاقات لا بد منها للشعب الفلسطيني.

وعن الحديث عن امكانية العودة للمفاوضات قال قريع :"حتى اللحظة ما يجري هو حديث عن العودة للمفاوضات فقط، والجانب الامريكي يقدم ويطرح الافكار، ونسمع تصريحات بأن نتنياهو قد لا يستجيب لها".

وحول الحديث عن استقالة الدكتور سلام فياض من منصبه كرئيسا للوزراء والضغوطات على الرئيس الفلسطيني ابو مازن لعدم قبول الاستقالة قال قريع : "لا يمكن لابو مازن ان يخضع لأي ضغوطات خارجية أيا كانت، وكان فياض قد قدم استقالته في وقت سابق، واليوم يأتي الحديث عن الاستقالة في وقت قدمت فيه اللجنة المركزية تقريرها عن جاهزية لاجراء الانتخابات وعن المصالحة".

وعن الانتخابات الفلسطينية قال انها استحقاق لا بد منه ليكون العمل الفلسطيني موحداً، وتشكيل حكومة فلسطينية برئاسة أبو مازن كما تم الاتفاق عليه بالدوحة.

وعن خلافة الرئيس ابو مازن في حال قرر عدم خوض انتخابات قادمة قال قريع ان ذلك تقرره المؤسسات الفلسطينية في منظمة التحرير والقوى والفصائل، آملا ان يستمر في منصبه في هذه المرحلة الصعبة.

وأكد على جاهزية فتح لخوض الانتخابات، وقال: ان فتح مستعدة للانتخابات ولا بد من اعادة توحيد الحركة بشكل مختلف، وعليها أن تجهز نفسها بشكل جيد وجدي لمواجهة التحدي والمعركة الديمقراطية".