وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عاش في محراب الكرة اكثر من نصف قرن

نشر بتاريخ: 13/04/2013 ( آخر تحديث: 13/04/2013 الساعة: 21:16 )
نابلس - معا - كتب ماجد ابوعرب - عبد الحميد جبريل (ابومصطفى) مضى على تعلقه بالرياضة أكثر من ستون عاما ,يعتبر من جهابذة المشجعين ومن رواد العاشقين للعبة كرة القدم ,كان يقود مقطورة من المشجعين يتنقل من ملعب إلى آخر باحثا عن متعة لايجدها إلا في ملاعب الكرة على مختلف تسمياتها ,لم يكن مشجعا عاديا ,بل كان من الداعمين الدائمين لمركز شباب بلاطه, كان في الماضي يتابع كافة المباريات برفقة شقيقه ابوفراس وبعض الأصدقاء ,لكن اليوم يتابع لقاءات الكرة برفقة أبناءه وأحفاده الذين توارثوا هذه الهواية من الأجداد والآباء ,أبو مصطفى يحفظ عن ظهر قلب أسماء نجوم الكرة الفلسطينية والعربية والدولية ,يقول جبريل انه بدأ بمتابعة ومشاهدة كرة القدم منذ الستينيات.

صال وجال في كافة الملاعب من ملعب المطران التابع لجمعية الشبان المسيحية إلى ملاعب غزة وخاصة اليرموك وملاعب جباليا التي استضافت بلاطه مرارا وتكرارا في لعبة كرة الطائرة حيث كان يتنافس الفريقان على بطولة الضفة والقطاع في مجال هذه اللعبة التي كانت من الألعاب المهمة في مجال الرياضة الفلسطينية ,يعشق ابومصطفى لعب موسى الطوباسي و إبراهيم نجم ومحمد خليل وسليم أبوعلي ومصطفى حبش وخالد ابوعياش وسمير جبريل ابوالعباس,وعارف عوفه.

ويعتز بجاره كاظم سرحان ,وحسن درويش الملقب (أبو العكره )ويتذكر محمد الأسمر وأيمن الحنبلي والمرحوم محمد صبحا نجوم حطين النابلسي حول قصته مع الرياضة والرياضيين يقول أبو مصطفى انه كان يضمد جراح اللاعبين ويتابع حل مشاكلهم التعليمية والمادية برفقة صديقيه فوزي أبو حاشيه والمرحوم صلاح حمدان يدفعون هذا القسط الجامعي ويعملون على توفير المصروف اليومي لهذا اللاعب او ذاك من حساباتهم الشخصية

بكى وعفر التراب على رأسه حزنا

,عن الانتماء يقول : الانتماء في الماضي كان أكثر وضرب على ذلك مثلا بقوله:ان اللاعب القدير داود اشتيوي الذي كان يلعب في صفوف بلاطه في السبعينيات سجل هدفا ذاتيا في مرماه ومن شدة تأثره جلس على أرضية الملعب يبكي ويقذف بالتراب على رأسه في صورة انفعالية لا يمكن ان نجدها في ملاعب اليوم,حول الاصرار والتحدي يتابع أبو مصطفى حديثه قائلا:

بعد إغلاق مركز بلاطه بقرار من الإدارة المدنية الإسرائيلية لعدة سنوات لم تتوقف عجلة الرياضة في مخيم بلاطه عن الدوران بل ارتفعت وتيرتها وزاد نشاط الرياضيين ففي احد الأيام الرياضية خرج من مخيم بلاطه ما يزيد عن 150 لاعبا من مختلف الألعاب و الأعمار ليشاركوا في لقاءات ومباريات هنا وهناك وعادوا في ساعات المساء حاصدين غالبية البطولات من سداسيات إلى بطولة الضفة في العاب كرة السلة والطائرة واليد وتنس الطاولة ورفع الأثقال وكمال الأجسام والشطرنج وغيرها ,حيث كان محل النوفوتية و مخيطة أبو مصطفى نقطة التجمع والالتقاء من اجل خوض المباريات,عن لقاءات الديربي الماضية بين بلاطه وحطين يقول أبو مصطفى: ان لقاءات بلاطه وحطين كانت تشهد سخونة لامثيل لها وبعد ان حسمت بلاطه هذا اللقاء نظمت الجماهير مسيرة احتفالية انطلقت من الملعب البلدي وعند وصول المسيرة الاحتفالية عند مقر المقاطعة الاسرائيلية اسنفرت القوات الاسرائيلية وكادت ان تقع مواجهة بين الشبان والجنود,وعندما اتضح لهم ان هذه مسيرة رياضية انسحبوا في اللحظات الاخيرة,وفيما بعد استدعوا بعض الرياضيين واخيروهم بضرورة التوقف عن ممارسة الانشطة الرياضية خاصة ان المركز في حينها كان مغلقا,لكن الشباب واصلوا اصرارهم وتحديهم ولم يتوقفوا عن ممارسة الرياضة حتى يومنا هذا .

من ورش العمل في اسرائيل الى الملاعب مباشرة

ومن اللافت ايضا ان انتماء اللاعبين وحبهم للرياضة في الماضي كان افضل من اليوم ,رغم شح الامكانيات وقلة الموارد حول ذلك علق جبريل بقوله :كنت انقل ماتنتجه مخيطتي الى تل ابيب ومن هناك كنت اجمع بعض اللاعبين امثال نور الدين حمدان ومحمد العاص وجمال المدني من اماكن عملهم داخل اسرائيل ومن ثم اتوجه بهم مباشرة الى ملاعب الضفة,وكانوا يقدمون اقوى العروض ويحرزون افضل النتائج دون ان يحصلوا على قسط وافر من الراحة البدنية .

كما يستذكر ابومصطفى كيف شارك النجم كاظم سرحان في لقاء بلاطه مع جمعية الشبان المسيحية في ملعب نابلس فور عودته من مصر حيث كان يدرس,فقد توجه نحو الملعب مباشرة وسجل هدفا تاريخيا لم يشطب من ذاكرتي حتى يومنا هذا وكان هدفا جميلا سجله من منتصف الملعب,لم تقتصر متابعة الرياضة على ابومصطفى لوحده فأبناؤه الاربعة يعشقون متابعة لقاءات بلاطه حتى يومنا هذا متى واين كانت وخاصة ابنه البكر مصطفى الذي يعمل مديرا اداريا في مشفى المستقبل بمدينة رام الله وقصة مصطفى مع الرياضة تحتاج الى تقرير منفرد سننشره قريبا ,لكن اهم مايميز مصطفى انه يعمل بصمت ويدعم مركز بلاطه من وراء الكواليس كان آخرها تعاونه مع شركة هكذا للدعاية والاعلان التي تبرعت مشكورة بملابس رياضية وادوات رياضية بآلاف الشواقل لفريق بلاطه ,وهو يسعى دائما لأن يبقى فريق بلاطه في صدارة الفرق يذلل مشاكل هذا اللاعب ويضمد جراح ذاك ويخلق روح الانسجام بين اللاعبين.

ضعف النظر واهتزاز الشباك

,ويتذكر مصطفى نادرة جميلة كان يقوم بها عمه عمر جيريل في الزمن الجميل فيقول :اعتاد عمي على متابعة لقاءات بلاطه ,لكن بعد ان تعب نظره وضعف حرص على متابعة المباريات خلف مرمى خصوم بلاطه ليشاهد الاهداف ويستمتع بهز الشباك ,في طقوس غريبه وعجيبه,زملاء ابومصطفى معظمهم رحل عن هذه الدنيا وبعضهم مازالوا يتابعون الرياضة عبر شاشات التلفزة ,لأن اجسادهم لم تعد تقوى على السفر وتكبد مشاقه

كسر الطبلة وراهن بفلوس البطيخ

لكنه يتذكر صلاح حمدان وفوزي ابوحاشيه وابوعليوه والديري وحلوم ابومسلم ا لذي راهن مشجعا من الظاهرية على من سيفوز في بطولة كأس فلسطين في التسعينبات بلاطه ام الظاهرية ,حيث دفع الظهراوي عشرة دنانير كرهان وحلوم ابومسلم دفع غلة سيارة بطيخ باعها كرهان وبعد ان فازت بلاطه كسر مشجع الظاهرية طبلة كانت بين يديه برأسه ثم غادر حزينا على خسارة فريقه ,ذكريات ابومصطفى مع الرياضة جميلة وممتعة وتحتاج الى اكثر من تقرير نعدكم بنشر المزيد من هذه الذكريات في قادم الايام مع سدنة الرياضة وعشاقها الكثر.