غزاوي يتحدى البطالة بتصميم خيمة غير تقليدية

غزة- معا - مع مرور كل يوم يقف الشباب الغزي أمام معضلة الوضع المفروض عليه من بطالة إلى حصار، وبطريقته الخاصة استطاع الشاب الكاسر شاهين ( 32 عاما) من سكان دير البلح وسط قطاع غزة أن يصنع خيمة ترفيهية بحرية غير تقليدية.

الشاب الذي اقتنص من اسمه "الكاسر" فكسر كل الظروف التي جعلت العديد من الشباب عاطلا عن العمل ومتكاسلا ولا يرغب بالعيش في قطاع غزة ليبدع ويقف عكس التيار بالإنتاج والعمل.

الشاب الذي يعمل في مجال الفن التشكيلي والنجارة والحدادة والرسم الهندسي والخياطة يقول" بدأت الفكرة بتحدي مع نفسي بان اصنع نموذجا جديدا وتصميما غير تقليدي لخيمة بحر".

النموذج كان عبارة عن خيمة غير تقليدية وهي أشبه بمنزل متنقل بمساحة ستة أمتار على شكل صليب بكامل العتاد المنزلي من مطبخ وحمام وغرفة نوم وصالون داخلي وخارجي، وكان يشترط فيها عنصر القوة أي الصمود أمام رياح البحر والرفاهية داخل الخيمة.

وبدأت الفكرة تنفيذها بإنشاء مخطط هندسي فراغي علي الورق، ويشرح شاهين تفاصيل التنفيذ قائلا "داخل المخطط الهندسي نموذج من الأسلاك الصغيرة وبدأت بتصميم غطاء للخيمة مقاوم لتقلبات الهداء وفي نفس الوقت الحفاظ على خصوصية ساكنيه فاستخدمت الستائر بشكل كامل داخل الخيمة مع فرش خاص أنتجته وهو مقاوم للحرارة ومبطن بالنايلون بحيث لا يتبلل من المياه".

أربعة شهور متواصلة هي الفترة التي صنع فيها شاهين هذه الخيمة فجمعت كمية من الحديد والقماش والستائر بالإضافة إلى تجميع لشبكة كهرباء, وعن هذه الفترة يقول " كانت فتره متعبة فكان لا بد أن أنجز هذه الخيمة قبل بدء موسم الصيف".
|212907|
بعد انجازها تم تركيب الخيمة على أرضية معتدلة بحيث يثبت الحديد في بادىء الأمر ويقاس بالمتر فيجب أن يكون معتدلا لذلك يجب أن نستخدم ميزان لتثبيتها بشكل صحيح وتركيب أساسيات الخيمة ومن ثم يكمل وضع الهيكل الخارجي للخيمة ويتم تركيبها وفق شاهين 6 ساعات عمل.

تصميم الخيمة بالأساس يعتمد على نظام المربعات، ويقول شاهين "تم تصميم الخيمة بحيث يمكن اخذ أجزاء منها وتركيبها على البحر حسب الرغبة كما يمكنني تشكيلها عن طريق تغيير المربعات لكل قسم فإذا اخذ جزأن من الخيمة يتشكل لديك رقم "2" باللغة العربية، وفي حال أخذت 3 قطع من أجزاء الخيمة يتشكل لديك حرف "تي" باللغة الانجليزية، حيث يتغير ديكور الخيمة في كل مرة".

الخيمة يوجد بها ما يقارب 37 نافذة للتهوية مغطاة بطبقة شفاف بلاستيكية، وقد صممت هذه الطبقة بحيث تعزل الشمس خلال فترة النهار وتحجب الرؤية من الخارج خلال الليل، كما صمم فيها طريقة لتحكم بتيار الهواء الساخن لاخراجه حتى لا ترفع درجة حرارة الخيمة أما في الليل فنعكس الجو داخل الخيمة ويميل للدفء وهذا بسبب انعكاس الشمس المخزنة خلال النهار.

الخيمة تتسع لأربع أشخاص ويضيف "في كل خيمة يوجد 4 أماكن للنوم مع أغطيتهم، وحمام ومطبخ بها كل مستلزمات البحر الضرورية من ثلاجة وغاز وكراسي بحر للجلوس عليها وتناول الطعام، كما وضعنا مكانا للتلفاز ولغيره من الأجهزة ".

التكلفة النهائية لتصميم هذه الخيمة هي 1000دولار وهي فقط ثمن المواد الخام التي استخدمت فيها، ويضيف " الفكرة جديدة ومغريه ومن ينظر لها يشعر بالفرح السرور وخاصة في وقت الليل حيث أضفت لها الألوان مما جعلها تلمع وتجذب العديد من مرتادي البحر ".
|212908|
وعن ما ينقص هذه الخيمة يقول شاهين " كان ضمن المخطط الخاص بهذه الخيمة أن يكون هناك مولد خاص للكهرباء عن طريق الرياح ولكن عدم توفر الإمكانيات الالكترونية المطلوبة لمثل ذلك في قطاع غزة فلم نستطيع تحقيق هذه الفكرة وحاليا هي موصله أما بكهرباء الشاطئ أو بالمولد الصغير ".

ويضيف " الكثير من الزوار لا يصدق أن هذه الخيمة هي من تصميم شاب غزاوي فهم لا يثقون في إمكانيات وقدرات الشباب في قطاع غزة أو يعتقدون بأنني جلبت هذه التقنية من الخارج مع أنني لم أسافر قط ".

ويتمنى شاهين أن يجد الدعم المناسب لتطوير فكرة ومشروعة فهو يعمل الان على إعداد مخطط جديد لخيمة على شكل مركبة فضاء بتقنيات تكنولوجية عالية ولكن المادة هي التي تقف عائقا امامه لتحويلها الى حقيقة مثلما حول الخيمة السابقة.
|212909|