وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"ضحايا" الهاكر: ماذا يفيد الاعتذار بعد أن اتهمونا بالعمالة للموساد؟

نشر بتاريخ: 15/04/2013 ( آخر تحديث: 15/04/2013 الساعة: 20:58 )
بيت لحم- تقرير معا - أثار نشر أسماء أشخاص فلسطينيين من اراضي 48 ضمن قائمة ادعى بعض قراصنة الانترنت انها تشمل عملاء للموساد الاسرائيلي، ردودا غاضبة في أوساط هؤلاء المواطنين لا سيما وأن النشر تم دون مراعاة للعواقب الانسانية والقانونية المترتبة على ذلك.

وتركت موجة "الهاكرز" التي اخذت حيزاً كبيراً بوسائل الاعلام العربية والعالمية تأثيرا ملموسا على مواطنين من أراضي 48، الذين فوجئوا من حيث لا يدرون بإدراج اسمائهم ضمن لائحة حصل بعض "هواة القرصنة" على ما يبدو عليها من شركة خاصة، وادعوا انهم اخذوها من الموساد.

وأظهرت المراجعة التي اجراها بعض المواطنين للبيانات المذكورة أن القائمة تحتوي على اسماء شركات ومحلات تجارية، كمحل احذية، وشركة سفر، وغيرها، كما ولم يكن هنالك ذكر لاي رقم خارج البلاد، كما ذكر على مواقع الانترنت.

مها، بهذا الاسم المستعار أحبت المرأة ابنة الثانية والثلاثين من حيفا أن تتحدث لـ معا عن معاناتها التي بدأت بعد أن نُشر اسمُها في قوائم ادعى ناشروها أنها تضم أسماء لعملاء في الموساد الاسرائيلي، تم الحصول عليها خلال الهجوم الالكتروني الذي استهدف مواقع اسرائيلية قبل اسبوع.

بينما كانت مها منهمكة في عملها يوم الجمعة الماضي، لفت نظرها زميل لها ان اسمها مدرج في قائمة لعملاء الموساد. تقول مها: "توقعت أنه يمزح فرددت عليه فورا، أن بارك لي"، ولكنه اصر أن يريها الاسم ضمن الاف الاسماء المذكورة. والأدهى من ذلك هو رد فعل زملائها بالعمل حيث وجدتهم يرمقونها بنظرات غريبة ويتهامسون فيما بينهم، الأمر الذي وضعها في موقف نفسي صعب، وفتح باب القيل والقال من حولها واسعا لتدخل في دوامة لا منتهية من الصراع مع الذات والآخرين.

مها تقول "أنا كغيري من مئات آلاف العرب الشرفاء، وجدت نفسي متهمة بدون ذنب في قضية لفقتها أناس ليسوا مهنيين وبعض الافراد والمواقع التي اخذت على نفسها مهمة نشر القائمة دون التاكد من مصداقيتها".

وتتابع مها "أنا لست سياسية ولكنني وطنية، انتمي لمصالح بلدي"، وبعد كل ما مررت به وما قدمته وما عانيت في سبيله أجد نفسي الآن في موضع الشبهات والدفاع عن النفس، إنه لشيء مرير أن يُدمَّر اشخاص شرفاء لمجرد أن يلبي البعض شهوته في التشهير وقذف الآخرين دون التبيّن والتيّقن من صحة ما يصله من معلومات".

وتضيف بعد أن نشرت مواقع اخبارية والكترونية كثيرة اسمي عبر القائمة المزعومة لعملاء الموساد، وتعرضت عائلتي للخطر وتلطخت سمعتي، توجهت إلى بعض الجهات المحلية للمساعدة لكنهم لم يحركوا ساكناً، فقررت شن حملة تطهير لاسماء جميع من ذكروا من عرب ال 48 على هذه القائمة، ومحاولة جعل القراصنة يعتذرون عما بدر منهم، على الرغم من أن الامر يبدو ساذجا لاول وهلة.

وتابعت "توجهت للعديد من المواقع التي شنت الهجوم بواسطة القائمة المزعومة، وحتى انني واجهت مجموعات القراصنة التي تبنت الموضوع، وحتى الآن وردني رد من انونيموس العرب الذين لديهم 10000 عضو على الانترنت بانهم يفحصون الامر وسوف ينشرون فيديو بتوضيح الصورة، وبعد فترة قصيرة تنصلوا من المسؤولية واتهموا فريق آخر يدعى SECTOR 707 بنشر القائمة".

ومما يثير للدهشة، تقول، أنه بعد ساعات قليلة من رسالة بعثتها لجميع المواقع التي نشرت القائمة، بدأت تلك المواقع بالاعتذار الواحد تلو الاخر.

تلقت مها الرد الاول من اول موقع نشر القائمة، والذي تُحمّل القائمة منه آلاف المرات يوميا، على حساب المحرر المسؤول وجاء فيه "نحن حصلنا عليها (القائمة) من أحد القراصنة الذين ساهموا بعملية التهكير، ولم تبقَ على الموقع سوى أقل من ساعتين أو ثلاث، فقد قمنا بسحبها بعد أن اكتشفنا أنها مسحوبة من قاعدة بيانات شركة اتصالات أو ما شابه ذلك".

وموقع اخر كبير لوكالة انباء معروفة بعث اعتذارا جاء فيه "كانت الفترة الأخيرة ومنذ إعلان أنونيموس هجومها على سلطة الاحتلال الإسرائيلية الكترونياً، بمثابة يوم انتصار لأي مواطن عربي لديه حس وطني وداعم للقضية الفلسطينية، هذا خطأي وأنا اعترف وسأقوم بنشر اعتذار لكل من ورد اسمه بالقائمة لعل هذا يصحح قليلاً ما فعلت.... وبالنسبة للتأكد من الخبر قمنا على مدى يومين بجمع العديد من المعلومات التي أكدت صحة الخبر وللأسف المعلومات التي جمعت كانت من أكثر المصادر التي نثق بها، في ذلك الوقت على أقل تقدير، أطلب منك مسامحتي وتأكدي أني وعند انتهائي من هذه الرسالة سأقوم على الفور بكتابة خبر الاعتذار وإنكار القائمة ومصداقيتها. لكم كل الحب والولاء أنتم في البال، فلسطين أرض الفلسطينيين كانت وستظل أبداً."

وتوضح مها أنها في البداية لم تُعِر الأمر الاهتمام الكبير ولكن بعد أن سارعت مواقع الكترونية لنشر الاسماء والبيانات الخاصة باصحابها بات الأمر مقلقا ويشكل خطرا على حياة الاشخاص وأسرهم، متسائلة من يعوّض الذين تعرضوا لكل هذه المعاناة وسمعتهم باتت على المحك خاصة عند اولئك الذين لا يعرفون بشكل شخصي الاشخاص المنشورة اسماؤهم.

وفي ذات السياق توجه مواطن عربي من قرى الجليل الاعلى لموقع بانيت، بعد ان ورد اسمه في قائمة "عملاء الموساد"، قائلا: "لقد اصبت بالصدمة بعد لفت انتباهي ان اسمي وتفاصيلي يظهران في قائمة عنوانها (قائمة لعملاء الموساد)، ومما اثار دهشتي واستيائي اكثر هو أن بعض الناس قد تعاملوا مع القائمة كما لو أنها قائمة حقيقية وبدأوا يتناقلون أسماء من فيها كما لو أنهم عملاء وهذا محض افتراء وأمر في غاية الخطورة".

وأضاف "ان هذه القائمة لا تمت للواقع بصلة وقد تم الاستيلاء عليها من موقع للمشتريات على الانترنت أثناء قرصنة ذلك الموقع".

وتؤكد مها انها تعمل كجزء من فريق عمل ذو مهنية عالية، من محامين وصحفيين ومحامين وشخصيات عربية هامة على تقصي مصدر القائمة وكشف الحقيقة لوضع حدا لهذه "المهزلة" على حد وصفها.