وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ندوة توصي ببلورة خطة وطنية وعربية لدعم الأسرى

نشر بتاريخ: 15/04/2013 ( آخر تحديث: 15/04/2013 الساعة: 19:51 )
جنين - معا - أوصت ندوة سياسية نظمتها جبهة العمل الطلابي التقدمية في الجامعة العربية الأمريكية في جنين اليوم الاثنين، ببلورة خطة وطنية نضالية داعمة للأسرى في سجون الاحتلال، وإعادة النظر في الأساليب النمطية في معالجة هموم الأسرى وعائلاتهم.

وشارك في الندوة راغب أبو دياك رئيس نادي الأسير الفلسطيني ومنسق اللجنة الشعبية لاطلاق سراح الاسرى في جنين، ود.محمد خلوف أستاذ الصحافة والإعلام المساعد في الجامعة، ود.رزق سمودي أستاذ الحقوق بالجامعة العربية الأمريكية، وعدد من المهتمين وممثلي المؤسسات الوطني والفعاليات الشعبية والقوى الوطنية، والأسير المحرر خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي.

وشدد ابو دياك على أن الاهمال الطبي الاحتلالي بحق الأسرى يعد جريمة قانونية وأخلاقية، ونهج مخالف للاعراف والمواثيق والقوانين الدولية.

وأوضح أن إسرائيل تضرب بعرض الحائط جميع القوانين الدولية الخاصة بالأسرى، ما تسبب باستشهاد ما لا يقل 207 منهم كان آخرهم الاسيران ميسرة أبو حمدية، والأسير عرفات جرادات.

وطالب أبو دياك بعدم حصر الفعاليات المؤازرة بالأسرى بذكرى معينة، داعيا القوى والفعاليات الوطنية والشعبية لتفعيل هذا النشاط دائما.

وقدم د.محمود خلوف نظرة تحليلية وتقيمية لواقع الإعلام الفلسطيني، والعربي في التعامل مع قضية الأسرى، ضارباً الكثير من الأمثلة من أرض الواقع، واستناداً إلى تغطيات في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.

وشدد على أنه ينقص وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية إلى حد ما التغطية النقدية للمسائل المتعلقة بالأسرى، مضيفاً: وسائل الإعلام تناولت رسالة دول الاتحاد الأوروبي للأسير المضرب سامر العيساوي بخصوص موافقتها على استضافته بأي بلد أوروبي يريد في حالة موافقته على الإبعاد.

وقال: كان يفترض من الصحفيين والإعلاميين والسياسيين بدلاً من التعامل مع هذا الموضوع بحسن نية زائد، الإشارة إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تنفذ سياسة تصب في خدمة إسرائيل التي كثيرا ما شعرت بالحرج نتيجة إضرابات الأسرى، وأن إقامة العيساوي في بلده حق ممنوح من الخالق، ولا يحق لأية قوة بأن تصادره منه.

وأضاف د.خلوف: في الوقت الذي تعتبر قضية الأسرى هماً وطنياً وموضوعاً سياسياً يجب ألا يغيب عن بالنا، بأن معالجته من مداخل إنسانية أفضل وأكثر تأثيراً في ذلك الاختلال في موازين القوى، مطالباً بالاهتمام بالكتابة الإبداعية والقصصية في معالجة هذا الموضوع.

واعتبر أن من أهم ما يعيب الرسالة الإعلامية الفلسطينية تركيزها على مخاطبة الذات(الشعب الفلسطيني)، مضيفاً: مع أنه مطلوب بأن نخاطب الرأي العام الدولي، والشعوب الأخرى وأحرار العالم، فلا داعي للتركيز على مخاطبة شعبنا وإغفال الشعوب الأخرى.

وقدم د.خلوف نظرة تحليلية أظهر خلالها القسور الواضح في الأداء الإعلامي في ممثليات فلسطين في الخارج، بما يخص قضية الأسرى وبعض الملفات الأخرى الحساسة مثل القدس، واللاجئين، مطالباً برفد السفارات بخبرات إعلامية وكفاءات بما يسهم في إحداث حراك إعلامي مساند لقضايا الشعب الفلسطيني في الدول المضيفة.

وطالب بضرورة مراعاة أهمية المصطلح عند توجيه أية رسالة تخص بالأسرى، متسائلاً: هل نريد أن نتعامل معهم أسرى تنطبق عليهم اتفاقية جنيف الثالثة، أم معتقلين ومدنيين تنطبق عليهم اتفاقية جنيف الرابعة، أم مختطفين تم اختطافهم من قبل السلطة القائمة بالاحتلال من داخل مناطق السيادة الفلسطينية؟، داعياً إلى تضافر الجهود لفضح مخاطر التعامل مع عدد مع الأسرى استناداً قانون المقتل غير الشرعي.

وبدوره قدم أستاذ القانون الدولي د.رزق سمودي تحليلاً قانونياً مفصلاً حول الممارسات الإسرائيلية بحق الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال بالاستناد إلى القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني.

وتحدث بالتفصيل عن اهتمام إسرائيل بـ"التشبيك" والاستعانة بخبرات كبار القانونيين وخبراء القانون، لغرض التغطية على جرائمها أو محاولة إضفاء نوع من الشرعية على ممارساتها.

وأشار د.سمودي إلى أن عدم حسم أو مناصرة قضية الأسرى ليس سببه عجز أو ثغرات في القانون، بل يعود ذلك لاختلال موازين القوى.

بدوره، قدم المناضل خضر عدنان تقريرا حول نتائج الإضرابات الفردية في سجون الاحتلال، مشدداً على أنها عادت بنتائج مهمة على صعيد تقليل فترات الاعتقال الإداري، أو تحقيق بعض المكاسب للأسير.

وعبَر عن حزنه نتيجة وصول حالة الانقسام بين القوى والأحزاب منذ عام 2007 على واقع الحركة الأسيرة، مشدداً على ضرورة التعزيز على القواسم المشتركة، وإعلاء المصلحة العليا للشعب الفلسطيني.

وأدان عدنان أية محاولات للإساءة للأسرى من خلال إظهارهم بأنهم يعيشون بشكل مريح وأنهم يحصلون على مبالغ كبيرة نتيجة اعتقالهم، مشددا على أن الكرامة والحرية أسمى مع أي أمر مادي آخر.

وتطرق عن تجربته الشخصية في الإضراب، وعن الأسباب التي دفعته لخوض هذه التجربة، داعياً أبناء الشعب الفلسطيني لتنظيم زيارات تضامنية لأهالي المعتقلين المضربين عن الطعام.

كما وجه الأسير المحرر خضر عدنان تحيات بالاسم لكل أسير وأسيرة خاض تجربة الإضراب عن الطعام، داعياً قادة الأحزاب والسلطة الوطنية الفلسطينية إلى القيام بكل ما هو ممكن لمناصرة الأسرى، وفضح ممارسات الاحتلال بحقهم.

وتخلل الندوة مداخلات لعدد من القيادات الطلابية طالبت بعدم حصر مناصرة الأسرى بمناسبات معينة مثل يوم الأسرى، وكذلك بضرورة القيام بحملات توعية على الصعيد الدولي لفضح الجرائم الإسرائيلية.