|
استثمار أجنبي لإنقاذ برك سليمان من غزو التلوث
نشر بتاريخ: 18/04/2013 ( آخر تحديث: 18/04/2013 الساعة: 16:02 )
بيت لحم- معا - في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، وبين أحضان الأشجار، يقبع التاريخ الطويل مشوه الملامح، عند ثلاث برك تزيد مساحة كل منها عن ملعب كرة قدم، ويبلغ عمق كل بركة خمسة عشر مترا، غير أنها تخلو تماما من كل معالم الحياة.
ويعود تاريخ هذه البرك الضخمة إلى القرن الثاني قبل الميلاد، حيث حفرها الرومان ونقلوا المياه منها بطرق هندسية وفنية إلى مدينة القدس عن طريق ممرات مائية في باطن الارض، قبل أن يقوم السلطان العثماني سليمان القانوني بترميمها وترميم القنوات الناقلة للمياه، لتحمل البرك اسمه بعد ذلك. تملؤها النفايات حتى العام (2008) كانت البرك مقصدا للرحلات المدرسية والسياح الأجانب في بيت لحم، وبحسب حارس البركة عنان صلاح فقد أغلقت بأسلاك شائكة ومنع الاقتراب منها تلبية لمطالب المواطنين بمنع السباحة فيها إثر ارتفاع عدد حالات الغرق، مضيفا أن المياه في البرك غير صالحة للسباحة وغير نظيفة. ويوضح أن المياه المسحوبة من البركة تعود لأصحاب مصانع الحجر بالإضافة إلى المزارعين الذين يستفيدون منها في سقاية المزروعات. ويشير مدير قسم الصحة في بلدية الخضر إبراهيم زيدان إلى تلوث كبير في مياه البرك وخاصة البركة الثانية، وهو ما أكده الفحص الذي أجراه قسم صحة المياه قبل قرابة شهر من الآن. ويبين أن مياه المجاري التي يتركها السكان القريبون من البرك، وتحديدا في فصل الشتاء تشكل أهم أسباب التلوث، بسبب سيرها مع مياه الأمطار ودخولها إلى البرك، مما يؤدي إلى ظهور الطحالب التي باتت تشكل نسبة من المياه بجميع البرك. ويضيف زيدان أن السياح يسهمون بدورهم في عملية التلوث من خلال رمي النفايات، وكذلك الأمر بالنسبة لسكان المنطقة من غير القريبين من البرك أيضا. وتتعرض البرك لاقتحامات المستوطنين المتكررة بحماية جيش الاحتلال، تحت ذريعة ممارسة الطقوس الدينية كمقدمة للسيطرة عليها، رغم تصنيفها بمنطقة (أ) حسب اتفاقية أوسلو بين الجانين، فيما يزعم المستوطنون أن هذه البرك تقع في إطار المنطقة السياحية التابعة لتجمع "غوش عتصيون" الاستيطاني. مشاريع تجارية ويبدو أن مستقبلا أفضل ينتظر البرك ولكن لحساب غير فلسطيني، فشركة (ccc) التي تتخذ من أثينا مقرا رئيسيا لها، استأجرت البرك وما حولها من أراض تبلغ مساحتها (250) دونما حتى عام 2027، لبناء مشاريع تجارية وسياحية، مطلقة على نفسها اسم "شركة برك سليمان". ويقول مدير تسويق الشركة ماجد إسحق أن مشاريع ستبنى داخل البرك من مطاعم وفنادق ومدينة ملاهي لتعزيز السياحة ولتطوير المنطقة. وأضاف، بدأنا بخطوات كان منها قصر المؤتمرات ومطعم "كاني يماني" بالإضافة لمتحف القلعة. وبحسب إسحق فإن العمل سيشمل مشاريع أخرى في وقت قريب، من بينها مشروع "الباص الأخضر" وهي حافلات لونها أخضر، تختص بنقل السياح بين المناطق السياحية في بيت لحم على مدار الساعة. وتضم المشاريع أكثر من (85) مطعما ومحلا تجاريا في المنطقة، تحمل شكلا مشابها لأسواق القدس. لكن هذه المشاريع وإن شكلت نوعا من التميز للمنطقة، إلا أنها تطرح سؤالا كبيرا عن امتناع السلطة أو شركات فلسطينية عن استثمار هذه المنطقة، من باب أولى إن لم يكن من باب دعم الاقتصاد الوطني. |