|
سياسيون ونشطاء يطالبون بتبني استراتيجية المقاومة بعيدا عن الانقسامات
نشر بتاريخ: 18/04/2013 ( آخر تحديث: 18/04/2013 الساعة: 18:25 )
رام الله- معا - أوصى سياسيون ونشطاء وممثلو سفارات اليوم، بأهمية دعم القيادة الفلسطينية للمقاومة الشعبية كاستراتيجية تحقق أهداف الفلسطينيين بإنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مؤكدين على ضرورة تضافر جهود الفلسطينيين بشكل متناغم وموحد بعيدا عن الانقسامات الداخلية التي من شأنها تبديد أي انجاز فلسطيني.
كما طالبوا القيادة الفلسطينية وكافة المؤسسات والأحزاب والهيئات بضرورة التعبئة الجماهيرية والتوعية التثقيفية حول المقاومة الشعبية وابجدياتها وأهدافها بالاطلاع على تاريخ التجارب العالمية الحافلة حول المقاومة الشعبية اللا عنفية التي أنهت الاستعمار وحررت شعوب العالم عبر التاريخ، مشددين في الوقت ذاته على أهمية لغة الخطاب الإعلامي الثاقب المقاوم اللاعنفي المستقل. جاء ذلك خلال طاولة مستديرة نظمها معهد العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد" بمشاركة لفيف من السياسيين والأكاديميين ونشطاء المقاومة الشعبية والعديد من المؤسسات المجتمعية والمدنية وسفراء دول عربية وأجنبية تجاوز عددهم 25 مشارك. في بداية اللقاء، استعرض الدكتور نادر سعيد مدير عام أوراد أبرز نتائج استطلاع أوراد حيث أشار إلى أن 50% من المستطلعة آراؤهم بأنهم سمعوا عن فعاليات المقاومة الشعبية مؤخرا كمبادرة قرية باب الشمس وكانت الفجوة المعرفية كبيرة بين الضفة والقطاع، حيث صرح 29% في غزة بأنهم سمعوا بها، مقابل 62% في الضفة. وفي المقابل، صرح 71% في قطاع غزة بأنهم لم يسمعوا عن باب الشمس، مقابل 38% في الضفة. كما صرح 69% من عموم المستطلعين صرحوا بأن المقاومة الشعبية ستحدث تأثير حقيقيا على طريق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، بينما صرح 28% عكس ذلك. وحول انعكاسات الهجوم الإلكتروني الأخير على إسرائيل، أكد الدكتور صبري صيدم مستشار الرئيس محمود عباس لشؤون الاتصالات تكنولوجيا المعلومات أن الفضاء الإلكتروني الإسرائيلي تم اختراقه حقيقة ولا يفسر الصمت الإسرائيلي على أن ما حدث ليس أمرا بسيطا، مشيرا إلى أن حالة من الارتباك والذعر الحقيقي سادت أجواء الأنظمة الأمنية الإسرائيلية المحصنة، مؤكدا على أن المقاومة الشعبية وأشكالها متاحة أمام الفلسطينيين وأن الشباب أمامهم فرصة لإثبات وجودهم وليس مطلوب منهم انتظار القيادة كي تقرر لهم أدوات وشكل المقاومة الشعبية. وحول المقاومة اللاعنفية، قال الأستاذ الجامعي في جامعة بيرزيت زياد عزت "إن الحالة الراهنة في الشعوب تجذر العنف بكل مقاييسه في المجتمعات بشكل عام، وعبر التاريخ فإن وصول الفلسطينيين إلى فلسفة المقاومة اللا عنفية خطوة شجاعة يمكن البناء عليها باعتبارها ممارسة تنفي فكرة العنف والتشهير السائد للا إنسانية"، مشددا على أن الفلسطينيين يجب أن يكون لديهم تفكير معمق وعلمي في طريقة ادارة المقاومة اللا عنفية من حيث التنويع، وأن تكون ضمن إستراتيجية واضحة المعالم، وفي سياق نظري كفيل بضمان نجاحها. وبين عزت أن نجاح المقاومة الشعبية اللاعنفية يتم بتضافر كافة الجهود مجتمعة على الأرض بمعنى أنه عندما نقول أنها مقاومة شعبية يجب أن يكون هناك حراك شعبي وأقرب مثال الانتفاضة الفلسطينية الأولى حيث التعبئة الجماهيرية ومشاركة الكل الفلسطيني بحيث يكون الانخراط فاعلا وناظما وليس بالطرق العشوائية، موضحا أن استقاء الدروس والعبر التي خاطتها دول العالم كما حدث في الهند وجنوب أفريقيا وأمريكا يمكن أن يكون مدخلا حقيقيا لتحول أشمل في نوع المقاومة اللاعنفية. وفي مداخلته حول المقاومة الشعبية، أكد الناشط صلاح الخواجا على أن الفلسطينيين يعترفون بالقانون الدولي الإنساني الذي يجيز للشعوب حق استخدام كافة أشكال الكفاح والمقاومة بما فيها المقاومة المسلحة كطريق لإنهاء الظلم والاستعمار، مشددا على أن الأداة الأنسب لإنهاء الاحتلال هي المقاومة الشعبية كون إسرائيل دولة نووية تمتلك أكثر من 400 رأس نووي، ورابع دولة مصدرة للسلاح على مستوى العالم وتسيطر على أكبر شركات الاعلام العالمية وتظهر نفسها الضحية لتكسب تأييد حكومات واحزاب وشعوب العالم والشعب الفلسطيني يناط "بالإرهاب". وأوضح الخواجا أن المقاومة الشعبية بكل أشكالها شكلت انتصارات حقيقية للشعب الفلسطيني كونها تعطي حق الجميع للمشاركة في مقاومة المحتل، وساعدت في نشر ثقافة وطنية جامعة بعيدا عن الانقسامات الفئوية والحزبية الضيقة، كما أن الانتفاضة الاولى ونماذج المقاومة ضد الاستيطان والجدار كباب الشمس وأحفاد يونس كسرت قاعدة الجيش الذي لا يقهر، كما أنها أعطت بعدا دولية لتعاطف العالم أجمع مع القضية الفلسطينية العادلة. وفي استعراضه لتجربة جنوب أفريقيا، أكد السفير السابق لدولة جنوب أفريقيا د. رفيق غاغنوت على أن المقاومة الشعبية تبدأ عندما يكون وحدة شعبية وجماهيرية تتجه نحو شكل واحد من المقاومة مؤكدا أن التجربة الأفريقية مثلت وحدة الافريقيين في وجه الاستعمار والبطش، مشيرا إلى أن التجربة الافريقية قد لا تشبه التجربة الفلسطينية من حيث شكل ونوع المحتل ولكن هناك فرص وإمكانيات أمام الفلسطينيين تعزز من مكانة قضيتهم أمام العالم من خلال استحداث متحدثين اعلاميين بلغات العالم وخصوصا الانجليزية وذلك من أجل تأثير على مواقع صنع القرار حول الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الانسان الفلسطيني. |