وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نيسان في اليمن /ضحايا كذبة ابريل... بين الابتسامة والبكاء ..!

نشر بتاريخ: 01/04/2007 ( آخر تحديث: 01/04/2007 الساعة: 19:30 )
صنعاء- نشرت وكالة الانباء اليمنية اليوم سردا لوقائع واحداث تتراوح بين الابتسام والبكاء تبادلها اليمنيون في اليوم الاول من نيسان .

وفيما يلي نص التقرير

قد لا يكون الجميع حذرون من مقالب هذا اليوم الذي يبدأ كثير من الناس يومهم فيه بنسج خيوط من الكذب لمجرد الضحك والفكاهة عن ردة الفعل لمن شرب المقلب، وغاب عن ذاكرته أن أول ابريل خصص عند البعض للكذب والمزاح والطريف.

هناك من يتوخى الحيطة والحذر تجاه كل ما يسمع فلا يصدق أي معلومة من صديق أو قريب، والمحزن أيضا أن يقع في براثن الكذب أناس لا يتحملون الأخبار السيئة فهناك من يسقط مغشيا عليه من هول الفاجعة والبعض يجهش بالبكاء وآخر يأخذ موقفا سلبيا وصارما ويقاطع الكاذب فيما يقبل البقية ما حدث له متوعدا بانتقام اكبر مع ابريل أخر.

* كل عام والجميع أكثر حذرا

مواقف للكذب في أول أبريل سجلتها " سبأنت " قد يكون البعض منها طريف ومضحك لكن اغلبها كانت مؤلمة وقاسية ومؤثره خاصة على نفسية البعض وأول وقفة لكذبة مؤلمة كانت مع سلطان عبدالرحيم (35عاما ) الذي هرول أليه احد أصدقائه إلى مكان عمله ليخبره أن منزله المكون من طابقين قد احترق بسبب ماس كهربائي حيث كان يلعب به الأطفال وان رجال الإطفاء يقومون بواجبهم وهو مطلوب للتحقيق حول الحادث.

كان الخبر كالصاعقة بالنسبة لسلطان الذي حاول أن يتماسك ويشد أعصابه لكن لا فائدة فطلب من أحد زملاء العمل أن يقوم بإيصاله إلى منزله لأنه غير قادر على قيادة سيارته وبينما كان زميله يهديء من روعه يصل سلطان إلى باب منزله المغلق كالعادة ولا توجد أي أثار لحريق سوى دخان سيجارة وضحكات عالية لثلاثة من جيران سلطان الذين سارعوا بمباركة جارهم المخدوع بكذبة أبريل وكل عام وهو أكثر حذرا من هذا اليوم !!!

لم يكن صالح أقل حظا من سلطان في حجم الكذبة التي وجهت إليه إلا أنه كان أكثر تماسكا عندما أتصل به أبن خالته عصام ليخبره أن حافلة كبيرة لم يستطع سائقها السيطرة عليها فتدحرجت نحو سيارته التي لم يمر على شرائها ثلاثة أسابيع و وقد حولتها إلى قطع حديدية صغيرة أمام منزله وان إدارة المرور تطالب بصاحب السيارة لاستكمال إجراءات الحادث .. ليفوض صالح أمره إلى الله ولا عزاء !!

كان الصمت الطويل هو ردة فعل صالح لكن عصام قطع صمته الطويل بالقول كذبة أبريل يا رجل وتعيش وتسمع غيرها.

أما بالنسبة لسماح التي أخبرها أخوها الأكبر أن خطيبها سيأتي مع ثلاثة من زملائه لتناول الغداء فقد اعتكفت منذ ساعات الصباح الأولى لتتفنن في تجهيز وتنويع الطعام الذي تعلم مسبقا انه المفضل لدى خطيبها وتحضير الحلويات لما بعد وجبة الغداء ليعلن أخوها بعد أن تناول هو و اصدقاؤة كل ما تفننت به سماح أنها أجمل سفرة أكل على الإطلاق لكنه كان ينقصها وجود خطيبها ليتعرف على مهارات خطيبته في الطبخ وانه كذب عليها لما لليوم من خاصية الكذب وحتى لا يحظى أصدقاؤه بسفرة أكل معتادة فما كان من سماح إلا أن أجهشت بالبكاء للموقف الساخر و المتعب الذي وضعها أخوها فيه.

* فن الكذب

يظل الكذب كذبا ولكن هناك من ينتقي أكذوبة قد تكون نتائجها مضحكة ومسلية لأن خبرها ليس سيئا للغاية وهناك من يتقن فن الكذب و ينقب عما يجرح المشاعر ويؤلم النفس وأحيانا كثيرة يتعرض أصحابها لصدمة نفسيه قد تفقده وعيه وهذا ما حدث لسعاد التي تتمنى أن تكون أما منذ ثمانية أعوام وقبل ثلاثة أيام من أول ابريل أعطتها إحدى صديقاتها نوع من أنواع الأعشاب الطبية التي ادعت أنها تساعد على الحمل وبعد ثلاثة أيام أصرت صديقة سعاد بالذهاب لإحضار نتيجة الفحص التي أعلنت لصديقتها أنها تحمل طفلا وفور سماع سعاد الخبر أغمي عليها من شدة الفرح وعندما حاولت صديقتها إقناعها أن النتيجة كانت تحمل كذبة ابريل وليس طفلا بعدها أعلنت سعاد مقاطعتها لصديقتها التي حزنت كثيرا على خسارتها بسبب مزحة قد تكون عابرة بالنسبة لها لكنها كانت مؤذية جدا لمشاعرها.

كثيرا ما كان يحلم ماجد بلقاء أخيه وعائلته الذي غادر أرض الوطن منذ أكثر من عشرين عاما إلى إحدى الدول المجاورة وفي أول أبريل قام احد زملاء مهنته بالتعاون مع سنترال المؤسسة التي يعمل فيها بالاتصال بماجد وإخباره أن أحد الأشخاص ترك له رسالة صوتيه مفادها أن يتواجد في مطار صنعاء خلال ساعتين لاستقبال أخيه وعائلته التي ستكون متواجدة في صالة الوصول خلال ثلاث ساعات من الاتصال.

لم يتوان ماجد دقيقة واحدة فور سماعه للخبر بالذهاب إلى مطار صنعاء والفرحة كانت قد غطت كافة زوايا وجهه وعند وصوله استفسر عن الرحلة التي ستصل خلال ساعتين أوضح له استعلامات المطار أنه لا توجد رحلة من المكان الذي يستفسر عنه عاد ماجد وهو يجر أذيال خيبة اللقاء التي اتضح له أنها كذبة ابريل عند ما سمع مجموعة عمال في مطار صنعاء يتحدثون عن مقالب كذبة ابريل التي توعد ماجد انه سيرد على تلك الكذبة ولن ينتظر إلى ابريل القادم!!

انتهز عزمي هذا اليوم لزعزعة نوم صديقه بشير الذي يبدي ولاءه المحض لأحد الأحزاب السياسية فيعلن له في الهاتف انه قد تم إحراق مقر الحزب من قبل مجهولين الهوية وأصبح كل شيء في ذلك المكان رماد يتطاير في الهواء ؟!! فيستيقظ بشير من نومه ويسارع إلى المقر فلا يجد شيء مما اخبره زميله فاتخذ عهدا أن يكون حذرا جدا في مثل هذا التوقيت.

فيما يرى أحمد العجمي (25عاما ) أن الكذب مرفوض بكل أشكاله وليس هناك كذبة ابريل أو مارس وان الكذب واحد ومحرم لما له من عواقب وخيمة وهو لا يرى في ذلك الكذب أي من الفكاهة أو الضحك الذي تكون أثاره على النفس مؤلمة سواء كان الخبر سيئ أو مفرح.

وتوافقه الرأي حليمة طالبة جامعية حيث تبدي استغرابها من زميلاتها في الجامعة حين يبحثن عن كذبة مؤثرة يمكن أن تدخل البهجة إلى قلوبهن ولا يهم مشاعر الإنسان المخدوع والذي أستهزأ الآخرون بمشاعره وكذبوا عليه بخبر أيا كان نوعه مشيرة إلى أن المزاح الذي يصاحبه ترويع وتخويف فهو منهي عنه شرعا مستندة إلى ذلك بالقول (عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدثنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى نبل معه فأخذها فلما استيقظ الرجل فزع فضحك القوم فقال (ما يضحككم ؟) فقالوا لا إلا أنا أخذنا نبل هذا ففزع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يحل لمسلم أن يروع مسلما ).