|
الحسيني يستقبل وفد أمناء اللجان الوطنية العربية
نشر بتاريخ: 24/04/2013 ( آخر تحديث: 24/04/2013 الساعة: 01:28 )
القدس- معا - دعا وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني الى رؤية أعمق وأكثر شفافية للمشهد العربي الحالي والانتباه الى ما يحاك للامة العربية من مؤامرات استعمارية جديدة، تأتي في اولوياتها استهداف المسجد الاقصى المبارك ومدينة القدس على وجه الخصوص والقضية الفلسطينية على وجه العموم وسلب مقدرات الامة؛ لإفراغها من مضمونها الحضاري والثقافي واقتحامها من اوسع ابوابها الاستعمارية الحديثة.
جاءت أقوال الحسيني هذه خلال استقباله يوم الثلاثاء، وفد أمناء اللجان الوطنية العربية للتربية والثقافة والعلوم والذي يزور فلسطين منذ اسبوع حيث كانت محطته الاكبر بالنسبة له المدينة المقدسة، والتي كانت تشكل حلما جعل منه الفلسطينيون حقيقة حين تمكنوا من التكبير ورفع الاذان واداء الصلاة في اولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، حسبما افاد أعضاء الوفد الذين لم يستطيعوا حبس دموعهم لدى وصولهم الى المسجد الاقصى المبارك. وجرى وضع الوفد التربوي العربي بصورة الاوضاع الفلسطينية عامة ومدينة القدس على وجه الخصوص، وما يكابده أهلها من معاناة جراء الممارسات الاسرائيلية اللانسانية وتجاوز الخطوط الحمراء في العلاقات الثنائية والعلاقات مع العالم العربي والاسلامي، من خلال الانتهاكات المتكررة لحرمات الاماكن المقدسة واقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الاقصى المبارك والمدعومين من الحكومة الاسرائيلية، وتوسيع رقعة الاستيطان بكافة أشكاله وعدم الكف عن الحفريات اسفل البلدة القديمة والمسجد الاقصى، والعمل على تغيير معالم المدينة المقدسة في محاولة مكشوفة لتزوير التاريخ وقلب الحقائق وخلق وقائع جديدة، تهدف الى قطع الطريق على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومترابطة وسلخ مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني والعربي والاسلامي والدولي. وأشار الى أن التغلغل الاستعماري الجديد في المنطقة العربية وتكالبه على تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وطمس أوجه المعالم التي تعبر عن عراقة وعظمة الحضارة العربية والاسلامية وتؤكد على وجودناً وتاريخناً وتراثناً، موضحاً ان القضية الان لم تعد صراعاً فلسطييناً اسرائيلياً انما هي قضية الامة بأكملها، والتي بدأ هذا الاستعمار العبث بها للسيطرة على مقدراتها دون اية خسائر تذكر من الاستعمارين. وأكد الحسيني أن استباحة المسجد الاقصى المبارك وتقسيم الارض الفلسطينية عبر المستوطنات وجدار الفصل العنصري وسياسة الاعتقالات وكسر معنويات الاسرى، وهدم المنازل وتشريد الفلسطينيين ما هو الا جزء من مخطط مدروس مرتبط بما يجري في الساحة العربية، ما يدعو الى وقفة عربية جدية وجادة بعيدة عن لغة الاستجداء والاستعانة بمجلس الامن والإعداد الجيد لمقارعة الاحتلال ودحره عن الارض الفلسطينية، وإفشال المؤامرات الدولية الاستعمارية في المنطقة العربية، موضحاً أن الزيارات العربية المتكررة لفلسطين والقدس تحديداً جزء من هذا الاعداد الذي يؤدي الى الحفاظ على الوجود الفلسطيني شعباً وارضاً. بدوره أوضح مفتي القدس والديار الفلسطينية للوفد الاهداف الكامنة وراء اقتحامات سلطات الاحتلال وانتهاكاتها في المسجد الاقصى المبارك في محاولة لهدمه وبناء الهيكل المزعزم على أنقاضه، منوها الى التجربة السابقة التي جرت في الحرم الابراهيمي الشريف حيث تقسيمه بين المسلمين واليهود، مبينا ان هذه الاقتحامات تدلل على بدء التقسيم الزمني لقبلة المسلمين الاولى تمهيدا لاقدر الله الى تقسيمه مكانا. ودعا المفتي الاشقاء الى نقل رسالة من الشعب الفلسطيني رئيساً وقيادة وشعباً، الى جميع الجاليات العربية بضرورة تكثيف الزيارات الى فلسطين والقدس تحديداً لما لها من اهمية في دعم وتعزيز صمود هذا الشعب الذي يناضل ويكابد منذ أكثر من ستة عقود خلت، منوها الى الفتوى الشرعية التي جرى توزيعها على السفارات الفلسطينية في الخارج والتي توضح أهمية هذه الزيارات وتبين محاذيرها وتؤكد على طبيعتها الشرعية والدينية والوطنية. من ناحيته استعرض سماحة الشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس الاوقاف الاعلى لوفد الجالية الفلسطينية الخطوات التي تقوم بها دائرته من ترميم وإصلاحات في باحات المسجد الاقصى المبارك وأهمية الرعاية الاردنية لهذا المكان المقدس، خاصة في مثل هذا الوقت الذي تشتد فيه الاخطار وتتوسع دائرة الاطماع فيه، مؤكدا ان الشعب الفلسطيني أخذ على عاتقه تحمل المسؤولية والوقوف في خط الدفاع الاول عن قبلة المسلمين الاولى وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، داعيا الاشقاء العرب الى اهتمام أكبر ومضاعفة ما يمكن تقديمه من دعم للمدينة المقدسة ومقدساتها وأهلها المرابطين وعموم أبناء الشعب الفلسطيني. وثمن سلهب الدور الوطني الذي تقوم به اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم خاصا الدكتور اسماعيل التلاوي والاهتمام الذي توليه للاماكن المقدسة في مدينة القدس وخاصة المسجد الاقصى المبارك وترميم الكثير من المباني فيه تجسيدا للتراث العربي الاسلامي في هذه المدينة المقدسة وتحديا للإجراءات الاسرائيلية التعسفية بحق هذا المكان المقدس والمضايقات التي تقوم بها بحق المصلين، من حيث منعهم من الوصول اليه لأداء عباداتهم. بدوره شدد رئيس الوفد العربي الدكتور عبد الله المطوع وكيل وزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين، رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم على اهمية شد الرحال الى مدينة القدس والمسجد الاقصى المبارك لما في ذلك من اهمية قصوى في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، ورفع معنوياته وشحذه بالطاقات والهمم لمواصلة الدفاع عن عاصمته وأرضه وتحديه لإجراءات التهويد والاحتلال التي تقوم بها سلطات الاحتلال. وأوضح ان هذه الزيارة ما هي الا مبادرة اولية بكل تأكيد ستلحقها زيارات مماثلة خاصة بعد كسر الحاجز النفسي الذي يخالف ما يشار اليه من تطبيع، منوها الى انه وبقية الاعضاء سيدافعون وبشدة بالمنظمات التربوية والثقافية والعلمية عن ضرورة تكثيف مثل هذه الزيارات وسينقلون ما شاهدوه من معاناة وإجراءات تعسفية احتلالية الى شعوبهم لحثهم على الوقوف الى جانب الاشقاء الفلسطينيين. واشار الى الحلم الذي كان يراودهم منذ سنين بزيارة المسجد الاقصى والذي تحقق بمساعدة المسؤولين الفلسطينيين والتسهيلات التي قدموها من اجل ذلك ما جعلنا نرجع عشرات السنين الى الوراء في ذاكرتنا وجعل منا مما شاهدناه بوصلة لحكامنا تجاه فلسطين وشعبها وقضيتها العادلة. |