|
ماراثون .. الرواية الفلسطينية
نشر بتاريخ: 24/04/2013 ( آخر تحديث: 24/04/2013 الساعة: 21:52 )
بقلم :بدر مكي
كان عرسا وطنيا بامتياز.. في يوم الاحد المنصرم.. منذ ساعات الفجر الاولى .. توافد المئات من العداءين للمشاركة في ماراثون فلسطين الدولي الاول .. اكثر من عشرين دولة .. كانوا في الميدان .. في الساحة الحبيبة لكنيسة المهد .. المشهد يؤجج المشاعر.. على مدار اليوم.. كان العمل من اجل تحقيق الانجاز.. وكان برسم الاعجاز.. امطار غزيرة تتساقط ولكن الفلسطينين اقبلوا من كافة المواقع.. وقد كانت غزة غائبة بفعل فاعل ..طارئ ..سيرحل باذن الله .. عنوان الفعل الشائن .. الاحتلال ..ومن غيره !! فيما كان المشاركون الاجانب والعرب قد وصلوا قبل سويعات من الانطلاقة ..تحول فيه قر بيت لحم الشديد الى مشاعر جياشة .. كانت تطال عنان السماء . " ماراثون الحق في الحركة " ..هذا العنوان .. حرية الحركة.. المحروم منها الفلسطيني .. مثبتة .. في مواثيق حنيف .. والعهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية.. ولكن في عرف الاحتلال وابجدياته.. وادبياته.. لا يلتزمون . نجحنا في الاعداد والتنظيم .. بفعل اخلاص القائمين .. واصدقاءنا من الدنمارك .. من جمعية "ماراثون الحق في الحركة " . الدنماركيتان سينا ولاكا .. خاضتا اجتماعات ماراثونية .. لاجل الماراثون .. في المجلس الاعلى .. وفي بيت لحم .. شارك العديدون في انجاحه.. ولكن المجلس الاعلى واللجنة الاولمبية .. قدما استحقاقهما عن طيب خاطر .. من اجل ضمان نجاح الماراثون .. وعديد الاجهزة والمؤسسات في محافظة بيت لحم .. ومن خلال تواجدها في الموقع .. قامت بواجبها على خير ما يرام .. وكانت تعليمات اللواء الرجوب .. قد تحددت بضرورة توفير كل اسباب النجاح .. وهكذا كان .. وكان الجانب الدنماركي سعيدا بالتعامل مع التلميذة العرفاتية .. اعتدال عبد الغني .. نائب الامين العام للجنة الاولمبية .. التي اشرفت على الحدث من بابه لمحرابه ..وهي المنسق العام للماراثون .. اخت الرجال .. واخت الشهيد ..نجحت بامتياز ..لانها عملت بانتماء من اجل بلدها ..وفي لحظة تكريم الفرسان من العداءين .. وبحضور اللواء الرجوب ..تواجدت صورة الاسطورة الحية .. المقاتل من اجل الحرية.. سامر العيساوي .. كما حضر المفتاح الدال على حتمية العودة الى الديار ..ركض العداءون في المسار المتاخم لجدار الفصل العنصري .. ادوات النجاح .. وادوات قهر الاحتلال .. كانت حاضرة . ان الاخلاص في العمل .. سيدفع المؤسسات الدولية الداعمة والمتضامنة مع قضية شعبنا .. سيدفعها لتقديم المزيد من الاسناد .. ونقل صورة حقيقية عن شعب الجبارين ..الى الدول التي تنتمي اليها ..بمثل هكذا مبادرات يمكن لنا ان نغير في تفكير الرأي العام في اوروبا .. والتأثير على حكوماتها. كبار في السن من المتضامنين الاجانب شاركوا في الماراثون .. والد الدنماركية سينا شارك في سباق 10كم وهو في الستينات من العمر.. وكذلك الدنماركية لاكا .. كان والداها .. متواجدين في الماراثون .. اكراما لفلسطين . الشكر موصول لكل حبة عرق .. تجملت بها الجباه التي كانت تحت زخات المطر.. في منظر آخاذ ، ولا بد من توجيه الشكر لشرطة المرور والكشافة والهلال الاحمر والدفاع المدني والاجهزة الامنية ومحافظة بيت لحم والجامعة الاهلية وجمعية التلاسيميا ..كلهم كانوا على قلب رجل واحد من اجل نجاح الماراثون .. الذي اجتمع فيه الجامع والكنيسة والاسرى والشهداء ومفتاح العودة والجدار والمخيم .. بل الرواية الفلسطينية كانت حاضرة بقوة .. تتحدث عن معاناة شعبنا .. امام اكثر من خمسين وسيلة اعلام اجنبية من مرئي ومقروء ومسموع .. كما لعب اعلامنا المحلي الدور الايجابي المناط به .. في التسويق للماراثون .. الذي تحدث عن نفسه عبر صدى ايجابي في العديد من دول العالم . ان نجاح الماراثون بهذه الصورة .. يتطلب انصهار القطاع الخاص .. في عملية تمويله ورعايته في المستقبل المنظور .. وهو استحقاق على هذا القطاع .. الذي نأمل ان يكون اضافة لتلك الاضافة النوعية .. التي بذلها المخلصون على انجاحه . |