وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ربيع زاهر في أزقة بلدة الخليل العتيقة

نشر بتاريخ: 26/04/2013 ( آخر تحديث: 26/04/2013 الساعة: 02:00 )
الخليل- معا - لا تزال البلدة القديمة في الخليل تعاني من ويلات الاحتلال والحصار الخانق الذي يفرض عليها منذ سنوات طويلة، ومع هذا لا زالت تحتفظ برونقها التاريخي الجميل ورائحة حلقومها الزكي، وبحجرها المعتق البني وبأبواب محلاتها المرممة باللون الوردي.

ومع بداية الربيع الزاهر من كل عام تزهر اسواق البلدة القديمة وازقتها الضيقة بالزائرين والمتسوقين والسياح الاجانب والمحليين، فهناك من يتوق لمشاهدة جمالها و موروثها التاريخي، فيقومون بالتقاط الصور التذكارية لهم في هذا المكان للإحتفاظ بها.

وهناك من نرى على وجوههم الاستياء اتجاه ما يسمعون من الأخبار عن أحوال المواطنين الذين يعيشون في البلدة القديمة، فتستدعيهم ضمائرهم لمساندة ودعم بقاء هؤلاء المواطنين للصمود في منازلهم وأرضهم فهي ملكٌ وحق لهم.

وهناك الشيخ الذي يصطحب معه اولاده واحفاده ويحيي صلاته بين أروقة الحرم الابراهيمي الشريف، وهناك آخرون تستدعيهم رائحة البهارات الزكية، السيرج، السمسم، الدبس، والعسل والتطريزات الكوفية، فيتسوقون من سوق اللبن والقصبة والسكافيه، وزائرون اخرون يأتون مع رحلات منظمة من مدارس وجمعيات ومؤسسات رسمية.

ومن هنا تسعى لجنة إعمار الخليل جاهدة لاستمرار هذه الحياة داخل أسوار البلدة القديمة، فتقوم باستقبال الوفود واطلاعهم على الأوضاع السائدة في البلدة القديمة نتيجة وقوعها بين خمس بؤر استيطانية تمكنت من تهجير العديد من الفلسطنيين بعد اندلاع حادثة مجزرة الحرم الابراهيمي الشريف، وتنظم لهم الجولات الميدانية لاهم المواقع السياحية بالتنسيق مع العديد من المؤسسات المحلية، الا ان هدفها الاول هو تحقيق رؤيتها في انعاش الحركة الاقتصادية في اسواقها واعادة فتح المحلات التجارية والترويج السياحي لها؛ لتحسين المستوى المعيشي لاصحاب هؤلاء المحلات، ولوقف انتشار سرطان الاستيطان في الخليل القديمة.

وفي هذا السياق إستقبلت لجنة اعمار الخليل امس 400 طالب مدرسي من مدينة نابلس، كان باستقبالهم المدير العام عماد حمدان ليرحب بزيارتهم للبلدة القديمة، ويقدم الشكر لمديريات التربية والتعليم في محافظات الوطن التي تعمل على تيسير الرحل المدرسية للبلدة القديمة وتعزز الانتماء الوطني والديني للبلدة.

وكان في اصطحابهم للجولة الميدانية مجموعة من المتطوعين من شباب "جولتنا في بلدتنا" ليزوروا سوق القصبة والحرم الابراهيمي الشريف.