وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الكاتب الصحفي ابو رزق يدعو الى عصيان مدني ضد من وصفهم بـ " أمراء الجريمة والمسئولين العجزة في السلطة"

نشر بتاريخ: 03/04/2007 ( آخر تحديث: 03/04/2007 الساعة: 18:12 )
غزة- معا- دعا الكاتب والصحفي منير أبو رزق مدير تحرير صحيفة الحياة الجديدة فى قطاع غزة نقابة الصحفيين وجموع الاعلاميين والكتاب الى تبنى استراتيجة جديدة فى فعالياتهم الاحتجاجية الهادفة الى اطلاق سراح الصحفي البريطاني المختطف الان جونستون تقضى بتحريض وحث جماهير قطاع غزة الى انتفاضة جديدة تطيح بالمسؤولين العجزة عن مراكز اتخاذ القرار فى السلطة الفلسطينية جنبا الى جنب مع من وصفهم بأمراء الجريمة والتكايا والزوايا.

ووجه ابو رزق فى مقال نشرته صحيفة الحياة اليوم انتقادات لاذعة الى الحكومة والاجهزة والقوى الوطنية والاسلامية ونواب المجلس التشريعى ووصفهم بالعجزة واللاهثين خلف مكاسب فئوية وشخصية وقال أبو رزق .

"لا يمكن فصل جريمة اختطاف الزميل ألان جونستون مدير، مكتب هيئة الإذاعة البريطانية بغزة، عن ما يحدث في قطاع غزة من فلتان أمني يطحن تحت رحاه بسطاء الناس، ويهدد نظامنا القيمي والمجتمعي، فالمشهد في غزة أشبه بلوحة سريالية تكاد لا تعرف من خلالها من يحكم غزة؛ الحكومة بأجهزتها من جهة، بما فيها القوة التنفيذية، أم الزعران، وعائلاتهم، ومن يقف خلفهم من أمراء الجريمة والفلتان" .

واضاف "فالحكومة، ومنذ اليوم الأول، أشهرت في وجوهنا عجزها عن تقديم الحد الأدنى من الأمن لمواطنيها، بل وتباهت بأنها تعرف هوية مختطفي الصحفي البريطاني ومكان احتجازه، دون أن تستطيع حتى اللحظة، أي بعد مرور ما يقارب الثلاثة أسابيع على اختطافه، فك أسره، أو حتى اعتقال متورط واحد ممن تعرف هويتهم، وسارع رئيس الوزراء بالأمس إلى تبرير ذلك العجز لجموع الصحفيين المضربين عن العمل بالقول:إن الأجهزة الأمنية تعمل سرًا لإطلاق سراحه، وهو ما يفتح الباب أمام مخاوف مشروعة من قيام الأخيرة بعقد صفقة مع الخاطفين لإطلاق سراحه، يتم خلالها الاستجابة لشروط الخاطفين، والتي عادة ما تكون شروطًا مطلبية لمنتسبين منفلشين عن الأجهزة الأمنية، وهو الأمر الذي حدث ثلاث عشرة مرة من قبل".

وتابع يقول "أما الأجهزة الأمنية، سواء تلك التي تتبع الحكومة، أو المملوكة لقادتها؛ والتي يتجاوز تعداد عناصرها السبعين ألف مسلح، فتعاني هي الأخرى من فلتان داخلي، بل لقد أضحت أشبه بمزرعة لتفريخ المنفلتين والمنفلشين، بعد أن دمر الاحتلال معظم مقراتها، وأجهزت مراكز القوى عن ما تبقى من هيبتها وسمعتها أمام الناس، وهى للتاريخ لا تتردد في تطبيق القانون بحذافيره ضد صغار السارقين ومتجاوزي القانون، أما إن كان الأمر يتعلق بأمراء وأباطرة الفلتان والجريمة؛ من أبناء العائلات الكبيرة والأجهزة، فهي تقف عاجزة لا حول لها ولا قوة، في وقت يصارع فيه صغار منتسبي هذه الأجهزة لتأمين قوت أطفالهم" .

واضاف "أما نواب المجلس التشريعي، فهم عاجزون حتى اللحظة عن عقد اجتماع لمناقشة أو تعديل أو إقرار قانون واحد، تارة بدعوى التجاذبات السياسية بين الكتلتين الرئيستين داخل المجلس، وتارة أخرى لسفر الأعضاء بوفود غير منظمة إلى دول العالم، في حين لم تسجل خيمة التضامن مع الصحفي المختطف، والتي تبعد عدة أمتار عن مقر المجلس التشريعي، أي حضور يذكر للنواب".

ووجه الكاتب انتقادات لاذعة للقوى والفصائل الوطنية وقال "تكتمل تلك اللوحة السريالية بموقف القوى الوطنية والإسلامية مما يجرى من فلتان وجرائم، فموقف معظمها لا يتعدى في أفضل أحواله إصدار بيان أو تصريح صحفي، يخرج به هذا الجهبذ أو ذاك من قيادة الفصيل أو الحزب، وغالبا لا ينسى هذا الجهبذ تضمين بيانه الصحفي بمواقف انتهازية وسياسية، تدخل في إطار ابتزاز الحكومة أو الرئاسة، هذا إن لم تكن تلك القوى هي نفسها من يشعل الحرائق بمليشياتها المسلحة المنتشرة في شوارع غزة تحت شعار المقاومة أو حماية الذات".

واختتم ابو رزق مقاله بالقول " إن بسطاء الناس هم من يدفعون فاتورة الفلتان الأمني، وهم وحدهم من يكتوون بنار الفقر والجوع، أما المسئولون على اختلاف مواقعهم ومسمياتهم، فهم منشغلون إما بحماية أنفسهم ومن لف لفيفهم، أو بخلافاتهم ولهاثهم خلف مناصب وحصص في سلطة لا تمتلك من السلطة سوى الاسم، في حين يسيطر أمراء الجريمة والفلتان بأسلحتهم على الشارع، ولذلك نعتقد أن احتجاجات وإضرابات الصحفيين لن تؤتى ثمارها بالإفراج عن الزميل ألان جونستون، أو إعادة الأمن إلى شوارع غزة، إلا إذا امتلكوا الإرادة والعزيمة لتحريض البسطاء والأغلبية الصامتة والمضطهدة على عصيان مدني، أو انتفاضة جديدة تطيح بالعجزة عن مراكز القرار، جنبا إلى جنب مع أمراء الجريمة والتكايا والزوايا".