وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سوق فراس .. محلات قديمة..ورائحة ذكريات من الماضي

نشر بتاريخ: 30/04/2013 ( آخر تحديث: 30/04/2013 الساعة: 13:46 )
غزة- معا - لكل مكان نكهته ولكل مدينة سوقا يروي حكاياتها، يحتضن تاريخها ويرافق تطورها حيث تشتهر مدينة غزة بأسواقها الشعبية على اختلاف تواجدها ومسمياتها وعندما نتحدث عن الاسواق الشعبية في غزة تتبادر لأذهاننا أكثر اسواقها شعبية الأ وهو سوق فراس الشعبي الذي ستجده مكتظا بزبائنه الذين يرتادونه من مختلف أنحاء القطاع ليتزودوا بالخضروات واللحوم والملابس المتواجدة على البسطات والمحال التجارية الصغيرة المنتشرة داخله وكأنه عالم آخر يجهله الكثيرين.

فرغم ازدحامه إلا أن الجميع يرتاده ليأخذ منه حاجته ويمضى كي يتخلص من رائحة مياه الصرف الصحي ومخلفات المحال... معا تجولت فيه لتكتشف ذاك السوق عن قرب وتوضح معالمه لمن يجهلونه فكان العم أبو محمد(50) عاما يجلس أمام باب محله الصغير وبملامح بدت عليها علامات الأسى والحزن قائلا ان سوق فراس الشعبي يزداد وضعه سوءا يوما بعد يوما نظرا للظروف الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة".

وتابع ابو محمد الذي أمضي معظم سنين عمره في السوق على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أبناء القطاع إلا أنني أجد نفسي بدكاني الصغير الذي أعمل به حيث ينتابني الشعور بالراحة بعدما أذهب كل يوم وأقوم بفتح محلي والبيع فيه.

أما المواطن أبو فراس والذي لجأ للعمل في السوق نظرا لحالة البطالة وعدم توفر فرص عمل حيث يقول "الاقتصاد في قطاع غزة ينهار تدريجيا، فالمشاريع كبيرة أغلقت أبوابها وتراجعت الحركة الشرائية في جميع الاسواق لكنني أحمد الله على كل شئ لأنني اكتسب قوت أولادي من قيامي بالبيع في هذا السوق".

الحاج أبو أسعد يقول "اعمل منذ السبعينات مع والدي في تجارة المواد الغذائية وبقيت في ذات العمل حتى هذه اللحظة، فأنا أعتز بهذا السوق لاني اعتبره من الثرات والتاريخ الذي يتميز بشعبيته ويحمل ذكريات الماضي التي لا تنسى".

ويتابع " كان الزوار يوفدون إلى سوق فراس من جميع المناطق والبلدان المجاورة، لما به من الثرات الفلسطيني الشعبي والحاجات المتوفرة فيه وبالإضافة إلى رخص ثمن البضائع به وتوافر كل متطلبات واحتياجات المواطن الغزي من أقمشة وأنواع للمواد التموينية والملابس القديمة".

وأخيرا في سوق فراس الأكثر أماكن شعبية وأثرية والمكون من عشوائيات من الصفيح القديم، ذا المحال التجارية المتنوعة إلا أنه كان وما زال يخلط بين طياته ورفوفه ذكريات الماضي ..أمل الحاضر والمستقبل ويرسم في شوارعه أمال الناظرين ليشتم من رائحته عبق التاريخ فكلما وقعت نظرات السائرين بجانبها جذبت انتباههم واهتمامهم على الرغم من بساطتها والذي استطاع أن يحظي ويلقي اهتمام حيث أصبح سوق فراس معلم حضاري يكتنفه الغموض.
|215996|
|215997|