وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مشروع "امينكا" يمدد لسنة خدمة لمشاريع تنموية في الأراضي الفلسطينية

نشر بتاريخ: 30/04/2013 ( آخر تحديث: 30/04/2013 الساعة: 19:39 )
رام الله- معا - شارك وفد من مركز العمل التنموي/ معا ومؤسسة أفيدا الاسترالية في ورشة العمل السنوية الخاصة بمشروع "امينكا" والتي عقدت في مدينة اسطنبول التركية أواخر نيسان حيث قامت المؤسسات المشاركة في هذه الورشة المنظمة من قبل الوكالة الاسترالية للإعانة والتنمية الدولية، بعرض الانجازات والتحديات التي واجهت المشروع إلى الآن وسبل تعزيز الفعالية في تطوير نشاطاته في المنطقتين المستهدفتين وهما الكفريات وخانيونس. في ذات الوقت أعلنت الوكالة الاسترالية للإعانة والتنمية عن تمديد فترة تنفيذ المشروع لسنة إضافية لتصبح الفترة الإجمالية له 6 سنوات. بحيث ستمنح هذه السنة الإضافية المؤسسات الشريكة فرصة إضافية لتعزيز تأثير واستمرارية المشروع على المستفيدين بعد انتهائه، وكذلك إعطاء فرصة إضافية للتخطيط لمرحلة جديدة خاصة بالمشروع.

ومن مؤسسة معا، التي تنفذ المشروع بالشراكة مع مؤسسة افيدا الأسترالية، استعرض منسق المراقبة والتقييم سامي بكر أهم انجازات المشروع عبر شرح إستراتيجية التنفيذ والدروس المستفادة منذ بداية تنفيذه حتى الآن. كما بين الفريق أهم النتائج الايجابية التي تحققت على الأرض بفعل نشاطات المشروع. ففي السنوات الأربع الماضية، حرص المشروع على بناء موارد وقدرات الأفراد في المناطق المستهدفة بحيث يتمكنون من إنتاج محاصيل زراعية ذات جودة عالية (عضوية) والحصول على دخل من نشاطات المشروع لسنوات قادمة وبدون الحاجة إلى دعم وإعانة إضافية.

فيما أكد المدير العام لمركز معا سامي خضر في الورشة على الحاجة الملحة لتعزيز الكفاءة والفعالية بحيث تصل اكبر نسبة من ميزانية المشروع مباشرة إلى المستفيدين، كما شدد أيضا على أهمية تعريف المجتمع المحلي ومؤسساته وأفراده بانجازات وآثار المشروع في تحقيق الأمن الغذائي للمجتمع الفلسطيني. مؤكداً على أهمية تعزيز قدرات التعاونيات الزراعية في المجتمع الفلسطيني لما تلعبه من دور ريادي في تعزيز الأمن الغذائي على المستوى المحلي، موضحا أهمية تفعيل دور المرأة في مؤسسات المجتمع القاعدية بحيث تشارك المرأة "جنبا إلي جنب" مع الرجل في البناء والإنتاج والعمل لتحقيق الأمن الغذائي وتلبية الاحتياجات المجتمعية.

بينما ذكر المنسق بكر أن المشروع استهدف حوالي 3500 مستفيد ومستفيدة، منهم حوالي 900 امرأة، في المناطق المستهدفة من نشاطات المشروع إلى الآن في منطقتي طولكرم وخان يونس، حيث تم تأهيل أكثر من ألف دونم لتزيد بذلك مساحة الأراضي الزراعية بنسبة 8,7% في منطقة المشروع في طولكرم وبنسبة 4,6% في منطقة المشروع في خان يونس. لقد قام المشروع بإنشاء 716 فرصة عمل للنساء ممكناً إياهن من المشاركة بفاعلية في دعم الاقتصاد المنزلي بشكل خاص والمجتمعي بشكل عام. وخلال السنوات الأربع الماضية، قام المشروع أيضا بتعزيز دور وقدرات مؤسسات المجتمع المحلي، حيث تم إعطاء 34 منحة للمؤسسات القاعدية وتم تدريب كوادر هذه المؤسسات من خلال 421 ساعة تدريبية. كما وفرت نشاطات المشروع أكثر من 7000 يوم عمل لحوالي 1900 عامل لغاية الان.

وعلى مدار سنوات المشروع، استطاع المستفيدون وفق بكر، تعزيز امنهم الغذائي باستثمار طاقاتهم الإنتاجية في الأنشطة المقدمة إليهم من المشروع. فعلى سبيل المثال، استطاع المستفيدون من المشروع زيادة دخلهم بما نسبته 21.5 % في الضفة الغربية و 25.3 % في قطاع غزة. وقد زاد النتاج الزراعي لمستفيدي السنة الماضية بما نسبته 29.5 % في الضفة الغربية وما نسبته 6.36 % في قطاع غزة. هذه الزيادة النوعية في الإنتاج جاءت بفضل استغلال المستفيدين لموارد إنتاجية جديدة لم تكن متاحة لهم من قبل. وقد استطاع المشروع توفير حوالي 400 بيت بلاستيكي وحديقة منزلية للعائلات الفقيرة مانحاً إياها مورد إنتاج متجدد وقادر على العطاء على مدار العام.

وقد سعى المشروع كما يفيد بكر إلى تنفيذ رؤية تكاملية تعالج الفقر وانعدام الأمن الغذائي من جوانب متعددة. فبالموازاة مع تأهيل الأراضي الوعرة مثلا، قام المشروع بشق الطرق الزراعية في بعض الأماكن لتمكين المزارعين من حراثتها آليا وتسهيل نقل الأسمدة إليها. كما وعزز المشروع بشكل كبير البنية التحتية المائية في المناطق المستهدفة بإنشاء وتأهيل 200 بئر زراعي وإنشاء شبكات ري وبرك مائية لتجميع مياه الأمطار. وقام المشروع أيضا بتأهيل بركة مائية في قرية كور بمحافظة طولكرم بسعة 4500 متر مكعب لتلبية الاحتياجات المائية للقرية التي تعتمد على هذه البركة كليا لأغراض الشرب والري، حيث تراجعت قدرة البركة على تخزين المياه في السنوات الأخيرة، مجبرة أهالي القرية البالغ عددهم 350 على شراء الماء من القرى المجاورة بكلفة عالية. أما الآن وبعد تدخل المشروع فقد انخفضت تكلفة تنك الماء من 80 شيكل إلى 20 شيكل فقط.

وقد حرص المشروع أيضا كما يشير بكر على تطوير المعرفة والثقافة الزراعية للمستفيدين لتمكينهم من الاستفادة بشكل امثل من النشاطات المقدمة إليهم. فقد استفاد أكثر من 1200 مزارع من 27 ورشة عمل زراعية دربت المستفيدين على استخدام التقنيات الزراعية الفعالة والصحية في نفس الوقت للحصول على منتجات ذات جودة عالية. فقد وصلت نسبة المستفيدين الذين يستخدمون تقنيات عضوية في الإنتاج إلى 82% في الضفة الغربية وما نسبته 60.7 % في قطاع غزة.

وقد وفر المشروع أيضا وفق بكر موارد دخل للنساء تستطيع المرأة من خلالها المساهمة الفاعلة في تعزيز الأمن الغذائي لأسرتها بشكل خاص ولمجتمعها بشكل عام. فقد استفادت النساء في المناطق المستهدفة من أكثر من 400 خلية نحل وأكثر من 200 وحدة لإنتاج الدجاج اللاحم والبيض والأرانب. وقد تلقت 20 امرأة مساعدات مالية مباشرة لفتح مشاريع تجارية جديدة أو تطوير أخرى قائمة مثل المزارع والمحال التجارية. ولم يقتصر دور المشروع على تعزيز القدرات الإنتاجية للمرأة فحسب, بل واستطاع المشروع أيضا تعزيز دور المرأة في المشاركة الفاعلة في مؤسسات المجتمع المحلية. فقد زاد تمثيل المرأة في هذه المؤسسات ليصل إلى 45.7 % في المناطق المستهدفة في الضفة الغربية و 38.2 % في المناطق المستهدفة في قطاع غزة.

وأضاف بكر: "لم يهدف المشروع فقط على تطوير دور الفرد وتعزيز قدراته، بل وسعى جاهدا أيضا إلى العمل على تطوير قدرات المؤسسات القاعدية في المناطق المستهدفة. فقد تم إعطاء أكثر من 400 ساعة تدريبية لطواقم هذه المؤسسات في الإدارة المالية ومهارات الحاسوب. كما واستفادت 12 مؤسسة قاعدية من اكثر من 30 منحة لتطوير قدراتها على تنفيذ مشاريع في مجتمعها، وأخذت بعض هذه المؤسسات زمام المبادرة وأصبحت قادرة على تنفيذ مشاريع نوعية في مجتمعها. فمثلا، استطاعت مؤسسة كفر عبوش التعاونية الزراعية أن تكون أول من يحصل على شهادة إنتاج زيت الزيتون العضوي في منطقتها. واستطاعت المؤسسات المستهدفة في قطاع غزة من تنفيذ 15 ندوة وورشة زراعية لمستفيدها في السنة الرابعة للمشروع".
واستعرض فريق مركز معا-افيدا في الورشة أيضا إستراتيجية "الاستمرارية" التي تنفذ من خلالها النشاطات، حيث تم تبيان كيفية قيام المشروع بإتباع آلية فعالة تهيئ المستفيدين "الاستفادة المستدامة" من الأنشطة المقدمة لهم لسنوات طويلة تفوق عمر المشروع بكثير، وذلك لتعزيز فرص استمرارية هذه النشاطات على المدى البعيد، حيث قام فريق معا-وأفيدا بالتعاون مع المؤسسات القاعدية بتعزيز المعلومات والمهارات الأصلية المتوفرة عن المستفيدين وأيضا بتنفيذ مشاريع تتناسب مع احتياجاتهم وظروفهم في المناطق المستهدفة.