وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سوق الجمعة بغزة... ملاذ الفقراء

نشر بتاريخ: 01/05/2013 ( آخر تحديث: 01/05/2013 الساعة: 14:10 )
غزة - معا - رغم انتشار المجمعات والمراكز التجارية الكبيرة إلا أن الأسواق القديمة ما زالت تحتفظ بجاذبية كبيرة لكثير من الناس الذين يجدون في أرجائها نكهة القديم والبساطة والعفوية في عمليات البيع والشراء.

من أهم هذه الأسواق الشعبية في غزة سوق الجمعة الذي يتجمع فيه العديد من البائعين والمشترين حيث يتوجهون في الصباح الباكر إلى هذا السوق الكائن في حي الشجاعية شرق مدينة غزة والذي يحوي عددا من البسطات والبائعين المتجولين من النساء والرجال والشباب والاطفال.

الحاج أبو محمد محيسن (60 عاما ) يقول لـ معا أنه منذ نشأته وهو يعمل مع والده في بيع الملابس وتجارتها، ويتابع "سوق الجمعة كان في البداية عبارة عن تجمع لعدد من الباعة في منطقة سوق الجمعة، وأصبح الباعة يزدادون جمعة بعد جمعة حتى أخذ السوق شكله الحالي".

ويضيف محيسن "أنه على مر الزمن كان يأتي للسوق أناس كثيرون من عدة نواحٍ مثل: "بئر العلبة" و"بئر السبع" وجميع القرى والمدن المجاورة، إضافة إلى مجيء عدد من التجار على الجمال في قوافل من بلاد الحجاز، إذ كانت الوسيلة الوحيدة للتنقل آنذاك، وكانت قوافلهم محملة بمختلف البضائع للتجارة".
|216323|
أما الحاجة أم عادل حلس البالغة من العمر (70) عاما تروي حكايتها مع سوق الجمعة الذي عايشته منذ صغرها وتعمل فيها منذ أكثر من 50 عاما، فتقول: اشتهر سوق الجمعة بحركة الباعة والمشترين فيه فكان الناس يأتون من جميع المدن والقرى المجاورة للسوق ومجيء التجار من دول عربية أخرى كي ييبعون ويشترون من داخل السوق كسوريا ومصر والسعودية."

وتؤكد الحاجة أم عادل أن سوق الجمعة جزء من التراث والفلكلور الشعبي حيث وجد هذا السوق منذ عهد الفاطميين والمماليك وكان الرجال والنساء قديما يلبسون الزي الشعبي الفلسطيني.

البائع محمد أبو الخير (30) عاما يؤكد أنه بدأ العمل في السوق منذ حوالي 10 أعوام حيث درس تخصص التاريخ في إحدي الجامعات المصرية لكن الظروف حالت دون أن يواصل تعليمه الجامعي، لكنه لا يجد متعته إلا في أثناء عمله في السوق.

سوق الجمعة كان ولا زال من الأسواق الأثرية التي تمد سكان المنطقة والمناطق الأخرى بما يحتاجونه في حدود ومتطلبات المجتمع الغزي الذي يعاني من شح في البضائع التي ترد إليه بسبب ظروف الاحتلال واستمراره لاغلاق المعابر.