وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لبست ثوب الشهادة يوم زفاف اختها: تحرير ابو جديان رحلة صراع مع الموت دام 18 شهرا !

نشر بتاريخ: 05/04/2007 ( آخر تحديث: 05/04/2007 الساعة: 19:55 )
غزة-معا- حزن ودموع ... الام واوجاع ... لونت يوما من ايام اسرة فلسطينية بسيطة كان تنتظر ان يكون يوم الفرحة والزغاريد .

عائلة ابو الجديان فقدت ابنتها تحرير ابنة التاسعة عشر من عمرها بعد مكوثها في المشفى اكثر من عامين ونصف في حالة غيبوبة تامة بسبب طلقة من قناص اسرائيلي اثناء اجتياح لجباليا وهي تنظف ساحة منزلها حيث نقلت لحظتها الى المستشفى في حالة خطيرة للغاية.

تحرير الابنة اليتيمة التي فقدت والدها منذ الصغر برصاص الاحتلال ايضا وعاشت مع امها التي ضحت وتعبت كثيرا من اجل تربية اولادها ولها من الاخوة ثلاث واخت واحدة فقط وشاءت الاقدار ان يكون يوم زفاف اختها ثورة يوم وفاتها.

ففي صباح فجر اليوم استيقظت الاسرة للتحضير ليوم زفاف ثورة وفوجئت بخبر استشهاد تحرير .

الاخت العروس حزنت كثيرا وتمنت الموت في تلك اللحظة , فهي تحضر ليوم زفافها وتنتظر اليوم بفارغ الصبر ولكن مشيئة الله ارادت ان يكون يوم حزن بدل ان يكون يوم فرح .

"ثورة" الاخت الكبرى غير الشقيقة لتحرير ابت الا ان تذهب وتودع اختها في اخر لحظات لها ,معبرة عن المها الشديد لفقدان اختها الوحيدة فالارض ارتوت من دموعها على اختها , وصراخ امها حال دون امكانية التحدث معها .

اما الجدة العجوز التي تكاد تبلغ السبعين من العمر تحدثت ودموعها تملأ وجهها , "كنت احبها كثيرا وكانت دائما بجانبي , كنت اتمنى ان اعيش ليوم اراها فيه عروسة تزف بثوبها الابيض , ولكنها اليوم زفت بثوب ابيض ولكنه ثوب الشهادة , فحمدا لله الذي اعطاها الشهادة واراحها من معاناة طويلة" .

اقارب تحرير عبرو لنا عن المعاناة الشديدة التي كانت تعانيها امها خلال كل هذه الفترة فهي اليوم تفقد ابنتها الوحيدة وسط حالة من الانهيار والصراخ والاسى لفقدانها سهرت كثيرا من اجل تربيتها و من اجل رعايتها في المستشفى وتمنت ان تعود ابنتها لحالتها الطبيعية ولكن الشهادة كانت نصيبها .

كانت الام تاخد تحرير من المستشفى الى البيت خلال فترة الاعياد , فمن الصعب في فترة العيد ان تذهب يوميا للمستشفى وفي نفس اللحظة تريد ان تبقى ابنتها بجوارها فهي لا تتركها ولو لحظة واحدة .