وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الأسير الششتري أصغر أسير فلسطيني محكوم عليه بالمؤبد

نشر بتاريخ: 06/05/2013 ( آخر تحديث: 06/05/2013 الساعة: 11:37 )
نابلس- معا - يقضي الأسير محمد موفق سلمان الششتري 28 عاماً من مدينة نابلس، حكماً بالسجن المؤبد مدى الحياة، وهو أصغر أسير فلسطيني يعيش هذا الحكم، بعد أن اعتقل وكان يبلغ من العمر 17 عاماً.

أم هاني والدة الأسير محمد، رغم آلامها وآهاتها لم تمل من التفكير في فلذة كبدها، والسؤال عنه وزيارته من سجن لآخر والدعاء لله أن يعجل في فرجه والخروج اليها.

وقالت أم هاني لمركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، إن ابنها محمد المتصف بالكتمان، كان لا يبدو عليه أي نشاط يستدعي اعتقاله من قبل جيش الاحتلال، لكنها كانت تلاحظ غيابه المتقطع عن البيت، وعندما كانت تسأله عن سبب الغياب، كان يجيبها "لا تخافي يا أمي ليس هناك ما يدعو للقلق".

الاعتقال والحكم

كما تذكرت أم هاني، ان محمد جرى اعتقاله في العام الذي قدم فيه شهادة الثانوية العامة، وقت انتظار نتيجته، إلا أن الاحتلال لم يمهل الفرحة، واعتقل محمد في الوقت الذي كان فيه الاجتياح يخيم على مدينة نابلس وضواحيها بتاريخ: 10/11/2002.

وتكمل ام هاني:"بعد اعتقال محمد، واقتياده لمعسكر حوارة، تم نقله لمركز التحقيق بتاح تكفا، واستمر التحقيق معه لثلاثة أشهر، مع تناوب المحققين، وتناوب عمليات الضرب والتعذيب ضده، ولم نتمكن من رؤيته لأول مرة إلا بعد الاعتقال بعامين".

وأضافت "بعد ثلاث سنوات من الأسر، حكم على محمد بالسجن المؤبد مدى الحياة، واعتبر أصغر أسير فلسطيني يحكم بالسجن المؤبد مدى الحياة، الأمر الذي كان مقلقاً للغاية بالنسبة لأسرته ولجميع من عرفه".

مرض الأم

تعرضت أم هاني لعدة أمراض وأزمات، وذات يوم وبينما كانت في خيمة الاعتصام على دوار الشهداء في مدينة نابلس، في الفترة التي شهدت فيها السجون إضراباً استمر 28 يوماً، والذي فجره الأسير المحرر خضر عدنان، حينها جاء خبر توقف قلب محمد عن النبض، وهنا أصيبت أم هاني بجلطة وتم نقلها للمشفى لأيام.

في ذلك الوقت، لم تكن أم هاني تعلم ما هو وضع محمد؛ لأنها كانت في أصعب اللحظات في المشفى، وكان محمد قد تم نقله لمشفى العفولة وقد كان حادثاً عارضاً بسبب التوقف عن الطعام والشراب.

فيما بعد، ازداد وضع أم هاني سوءاً، وأجريت لها عملية قسطرة قلبية، كما أجرت فيما بعد عملية قلب مفتوح، لكن رغم كل ذلك بقيت تزور محمد في سجنه وتقول:" إن زيارته هي التي تطفئ لهيب الشوق له، وهي ما يريح خاطري".

لقاء عن قرب بعد 11 عاماً

هو اللقاء الذي كتب له أن يتم قبل أسبوعين فقط، بعد فراق دام 11 عاماً، تعانقت فيه الأرواح والأجساد هذه المرة، وأقدم محمد على والدته يقبل قدميها، ويقبل جبينها ويحمد الله على أن جمعهم سوياً بعد فراق دام لعدة سنوات.

أم هاني، تقول:" إن تلك اللحظات، التي احتضنت فيها محمد أنستني ألمي ومرضي، وأحسست بفرحة تغمرني بلقياه عن قرب".

همة عالية ترسم المستقبل رغم الأسر

همة محمد بإكمال دراسته، وعدم إعطاء الحكم الصادر ضده أي بال، كانت له عوناً وأنساً، فأكدت والدته أنه اعتزم إكمال دراسته داخل السجن، فالتحق بالجامعة العبرية تخصص علوم سياسية، وها هو يكمل دراسته، ويعيش على أمل التحرر في ذات يوم.

بدوره فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان قال إن معاناة أمهات الأسرى أكبر من أن توصف وأن الإحتلال الذي يعتقل ويحاكم من هم دون الـ 18 من العمر ينتهك جميع المواثيق والقوانين الدولية ويغتال ويعتقل حق الطفل في الحياة.