وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بنك البذور الأول بغزة.. أم عبد الله بدأت المشوار

نشر بتاريخ: 08/05/2013 ( آخر تحديث: 08/05/2013 الساعة: 14:26 )
رفح- معا - بالعادة الرجال هم من يبدأون في أنتاج المشاريع لتكمله بعد ذلك النساء أو الابناء في حاله وفاتهم، أما أن يكون العكس لتبدأ الزوجة في افتتاح مشروع ويكون من انجح المشاريع وليكمله زوجها بعد وفاتها فهذا أمر غريب.

هذا هو حال زوج فاطمة شلوف "أم عبد الله" والتي استطاعت أن تبدأ في مشروع صغير بامتلاك بذور نباتات متنوعة لتكوّن بعد ذلك بما يسمى بنك البذور ويكون الأول على مستوى قطاع غزة والتي أنتجتها في مزرعتها.

وعن بداية هذا المشروع يقول أبو عبد الله زوج فاطمة لوكالة معا "كانت زوجتي تحب المزروعات كثيرا فهي من عائلة زراعية حيث كانت تساعد والديها في صغرها في الحقول الخاصة بالعائلة وبعد زواجي منها أصبحت تهتم وتساعد والدي في أنتاج المحصول ومتابعة أمور الأرض التي نزرعها".

تطور حب الزراعة ونمى لدى أم عبد الله ذلك، وأصبح لديها مخزون وفير من المعلومات في كيفت الزراعة ومتابعة الأرض وتطوير وجني الثمار وكذلك بيعها، لتبدأ في إعطاء الندوات والدورات في احد المراكز الزراعية القريبة من منزلها لمن يحتاج إلى معلومات في الزراعة.

ويضيف زوجها "كانت زوجتي تقوم بحفظ البذور وبيعها لمن يحتاج لها وكانت بالطريقة القديمة يتم أنتاج الشتل والبذور، وأول ما بدأت في هذا المشروع كان نبات الفجل والبصل ولكن بالطريقة القديمة فإنتاجها يحتاج إلى صبر وقدرة علي اختيار الشتلات وكيفت تميزها وحفظها".
|217450|

وكبداية مشروع حقيقة لبنك البذور كان بالأساس من خلال مجموعة من الأفكار أولها عن طريق العمل كمهندسة زراعية مع جمعية الإغاثة الزراعية بسبب ما تملكه من معلومات، ومن خلال إعطاء دورات في الزراعة في مركز المنطقة حيث كان في كل أسبوع يوم الأربعاء مخصص لام عبد الله تعطي فيه محاضرات عن المواضيع الزراعية للسيدات المشتركات في المركز.

تطور الأمر بعد ذلك فأصبحت تعطي الدورات في اكتر من مركز ومؤسسة علي مستوي القطاع ومن ثم حصلت علي مشروع أسمه الحديقة المنزلية، فكان احد جوانب هذا المشروع فكرة البذور والأشجار المثمرة وجوانب أخرى فأحبت أم عبد الله أن تدمج جميع الأفكار وتستفيد من الكم الهائل من المعلومات وتجاربها في أنشاء بنك للبذور.

في إثناء تواجد أم عبد الله في المؤسسة استطاعت أن تتواصل مع مؤسسة الإغاثة الزراعية لتحصل علي عدة دورات في أنتاج البذور بطريقة حديثة وكذلك كيفية تجفيفها باستخدام المجفف والذي أيضا حصلت عليه في منزلها من قبل الإغاثة.

وكان يحمل البنك عدة أهداف ليقول زوجها "كانت أم عبد الله تحاول أن تحمي الأصناف البلدية من الضياع وخاصة مع انتشار البذور التي تم أنتاجها باستخدام المواد الكيميائية والتي لا تحمل نفس الصفات الوراثية للنبتة الأصلية".
|217449|

وبين أن التقنية الحديثة في الزراعة أدت إلى ضعف الكثير من المحاصيل فما نتناوله اليوم يختلف عن الماضي، كما أن الخيارات قليلة المتاحة أمام المزارعين فيما يخص البذور الأصلية، لافتاً إلى أن البنك حاجة ضرورية وماسة، من أجل حفظ الأصناف وإنتاجها بشكل أفضل وبكميات كبيرة.

ويضيف" كانت تسعي زوجتي كذلك إلى تطوير البذور وتحسينها لتكون مناسبة للزراعة في ظروف مختلفة وفق ما تعلمته من الدورات التي حصلت عليها من الإغاثة الزراعية، لتساهم في إنتاج محصول جيد ومتميز، رغم الظروف المناخية والتربية والتي تأثرت بشكل كبير من استهلاكها وكثرة استخدام المبيدات الحشرية المختلفة".

ويوصف أبو عبد الله البنك بأنه مكان لحفظ وتجميع البذور الزراعية الجيدة بكميات كبيرة جدا من أجل استخدامها في وقت قريب أو بعدة فترات معينه لإنتاج المحاصيل الزراعية، خصوصاً الخضروات والحبوب وغيرها، التي تشتهر زراعتها في الكثير من مناطق قطاع غزة.

بعد أنشاء البنك وتثبيت الحدائق المنزلية كمشروع يوزع علي المزارعين علي مستوي قطاع غزة أصبح البنك هو الموفر الأساسي لجانب للبذور التي تحتاجها لنجتح هذا المشروع ويقول "كانت تحتاج الإغاثة الزراعية إلى كميات كبيرة من البذور لتوزع مع مشروع الحديقة المنزلية وكنا نحن الممولين لهم الأساسين والى اليوم نحن أيضا من نوفرها لهم وخاصة أنها من مزرعتنا وخالية من أي مواد كيميائية".

حققت أم عبد الله نجاحا باهرا في أنتاج وحفظ البذور لتصبح فيما بعد تعلم السيدات كيفية صناعة البذور من خلال الدورات التي كانت تعطيها لهم و تعرفهم كيفية أدرة الحديقة المنزلية، ويضيف أبو عبد الله "حاولت زوجتي أن تبين للنساء أن كل بيت قادر علي تصنيع البذور في منزلة والاستفادة منها حتى ولو بكميات قليله ولكنها توفر عليها شراء هذه البذور في الزراعة القادمة".

اليوم يكمل أبو عبد الله ما بدأت به زوجته فهو يمتلك بنك حقيقي لأنواع مختلفة من البذور وبكميات كبيرة جدا ويحفظها في غرفة مخصصة تم إنشائها لهذا الغرض وهو لا ينكر بان ما وصل له من قدرات في أنتاج وحفظ البذور يعود إلى زوجته وأنه يكمل مشوارها الذي بدأت به.
|217451|

استطاع الزواج أن يقوم بزراعة العديد من المزروعات التي لم يحاول احد في غزة علي زراعتها أو قليل من زرعها وجربها وان ينتج كمية من البذور مثل بنات الكركم والكون والسمسم والفول السوداني والحبة السوداء والبرسيم.

وعن المشاكل التي يواجهها في بنك يقول " البذور التي ننتجها بكميات كبيرة جدا وتحتاج إلى تسويق وهي ذات تكلفة عالية مقارنه مع البذور التي تباع في المحلات والتي يتم جلبها من مصر فهي ارخص وذات جودة اقل".

فالتسويق هي المشكلة الأساسية لدى أبو عبد الله رغم انه ينتج بكميات يمكن أن تغطي احتياج السوق الغزي من بذور في العديد من الأصناف فهو لا يصرف إلا القليل منه للمزارعين ولباقي يحتفظ بها إلى حين طلب الإغاثة الزراعية هذه البذور فهي تطلبها بكميات كبيرة وبأسعار مناسبة أيضا لتغطية مشاريعها.

ويضيف "كذلك نعاني في كيفية حفظها من الجرذان والسوسة وهذه يتسبب في فقدان العديد من بذور ونحاول بطرق التقليدية القديمة حفظها من استخدام الجردال والفلفل الأخضر".

ويتمني في الختام أن يتم دعم هذا البنك وان يكون الداعم الأساسي للبذور المختلفة على مستوي قطاع غزة، مشيرا إلى أن المزارعين يحتاجون إلى مثل هذه المشاريع لدعمهم والوقوف بجانبهم في زراعتهم للبذور الجيدة والخالية من المواد الكيميائية.
|217452|
|217453|
|217455|
|217456|