وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المصري.. ستيني يطمح للالتحاق بجامعات الخارج

نشر بتاريخ: 13/05/2013 ( آخر تحديث: 13/05/2013 الساعة: 14:02 )
غزة- معا - "من لا شئ أصنع شيئا" مقولة اتخذها يوسف المصري شعاراً له فهو يعمل على تحويل الأدوات التالفة غير الصالحة للاستعمال لأدوات وآلات جديدة, لا يمكن أن تصدق ما كانت عليه في السابق.

المصري الذي سيبلغ بعد شهرين الستين من عمره يقول "عندما أنظر للآلات التالفة والتي سيكون مصيرها النفايات لا اقبل بذلك, فتتسارع لدي الأفكار وأبتكر شيئا جديدا , فحوض الغسالة حولته لفرن , الحديد البالي أصنع منه "بابور غاز" واصنع الطاولات والمقاعد وغيرها , مضيفاً كل ما أقوم به يقوم على أسس علمية , والعمل فيه يكون فني متقن , ولا أحتاج لأي مواد خارجية , كله من الموجود لدي " .

هذا هو عمل يوسف المصري في هذه الأيام ولكن قبل ذلك فماذا كانت مهنته؟, سألناه فأجاب "حصلت على تعليم المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث , ثم التحقت بالتعليم المهني لأحصل على شهادة الدبلوم المهني "دبلوم ميكانيكا السيارات "وكنت متفوق جداً مما مكنني من إتقان المهنة , وبعدها اتجهت للعمل في إسرائيل وفي هذه الفترة أتقنت اللغة العبرية بمهارة , وقد كان مُعلمي في إسرائيل كبير السن فطلب مني أن أحضُر الورش والتدريبات بدلاً منه و منها كانت فرصتي لاحترافية المهنة , وفعلاً حدث ذلك , ويضيف " لم أكتف بذلك فأصبحت عضو في نقابة المواصلات لأطّلع على كل ما هو جديد ويخص عالم السيارات".

ومن ضمن الفرص التي حصل عليها المصري يقول" أخي الكبير كان يعمل أستاذا في جامعة بولتيكنك الخليل وعن طريقه طلبت الجامعة أن اصنع مجسمات لمواتير و"قير" السيارات لكي تساعدهم في التدريس , موضحاً أنه تم انتدابه لكي يُدرس الطلبة الجانب العملي في دارسة ميكانيكا السيارات لأن المدربين لم يكونوا على معرفة كافية بذلك مؤكداً أن المجسمات التي صنعها لازالت موجودة في بلوتيكنك الخليل.

ويضيف من ضمن الأعمال التي قمت بها أيضاً , الإشراف على تركيب وعمل جهاز فحص المياه في مختبرات الجامعة الإسلامية , وترجمت كتب ارشادات الاستخدام من اللغة العبرية للعربية , ثم ترجم للانجليزية , كما وترجمت كُتيبات أخرى لكي نستفيد منها في غزة و لكن واجهتني مشكلة أن العمال أنفسهم في ذلك الوقت لا يجيدون القراءة والكتابة , إضافة لذلك تعلمت اللغة الروسية من العمال الذين كانوا يعملون في الورشة عندما فتحت إسرائيل باب هجرة الروسيين لإسرائيل .

ويوضح المصري أن طموحه لا يتوقف عند حد، ففي عام 2004 صمم على أخذ الشهادة الجامعية، وواجهته الصعوبات الكثيرة لكونه حاصل على شهادة الإعدادية فقط , ومع المحاولات أجريت له اختبارات لتحديد المستوى على إثرها تمكن من الالتحاق بفرع التوجيهي الصناعي ليحصل على معدل 74% .
و مع حصول المصري على شهادة الثانوية العامة أصبح طموحه اكبر ليحصل على الشهادة الجامعية في الخارج، فحاول بشتى الطرق أن يحصل على الفرصة ولكنها لم تطرق أبوابه , فمرة عرض أمره على السفارة الألمانية وكاد الأمر أن ينجح، وأخرى أراد السفر لروسيا ومع الأسف لم يتم و يقول "كل ما أتمناه هو الحصول على فرصة التعليم الجامعي لأنني أحب العلم وأسعى له بشتى الوسائل، وقد عرضت قصتي وشهاداتي على الجمعيات والمؤسسات التي ترعى كبار السن و أنا في انتظار الرد، وإلى أن تأتي الفرصة فإنني أعمل وأطور نفسي لأصنع من اللاشيء شيئا".