|
لماذا لا تنقذ السلطة مستشفى المقاصد المنهار؟
نشر بتاريخ: 13/05/2013 ( آخر تحديث: 13/05/2013 الساعة: 16:32 )
القدس- معا - على قمة جبل الزيتون شرق البلدة القديمة من القدس يتربع مستشفى جمعية المقاصد الخيرية، ذلك المستشفى الذي تأسس منذ 45 عاما يعيش حاليا أصعب أزمة تواجهه، ويواجه أصعب مرحلة تهدده، وتهديد أصعب ما سينتهي به هو الافلاس والاغلاق.
ومسألة الأزمة المالية باتت هي التحدي الأكبر لاستمرارية عمل المستشفى، وبالتالي الحفاظ على أهم صرح مقدسي يعنى بالشؤون الطبية والتعليمية، وتأتي المطالبات من جانب ادارته ومن جانب نقابة العاملين فيه لانقاذ الوضع وحل تلك الازمة التي تهدد وجوده. الدكتور فاروق عبد الرحيم مدير المستشفى.. وللاطلاع على ما يواجهه المستشفى من صعوبات وتحديات التقت مراسلة وكالة معا في القدس بمدير المستشفى الدكتور فاروق عبد الرحيم الذي قال ان مستشفى المقاصد هو مستشفى تعليمي وتحويلي رئيسي لكافة مناطق السلطة الفلسطينية، ويقدم خدمات طبية متميزة، ومن الصعب على الادارة تغطية رواتب الموظفين في ظل ذلك العجز المالي لاسيما ان المستشفيات في كل دول العالم تُدعم من قبل السلطة الراعية. وأشار ان المستشفى يضم حوالي 250 سرير منها 68 سريرا مخصصا للعنايات المكثفة للحالات الصعبة والمعقدة والمحولة اليه وخاصة من محافظات الوطن، وتخرج منه حوالي 300 طبيب مختص في سبع اختصاصات وهم الان من خيرة الأطباء في مستشفيات السلطة بالضفة، وقال :"وصل المستشفى لمرحلة متميزة في النظام الطبي الفلسطيني وهذا شيء نفتخر به". |218484| وحول مطالب العاملين قال د. عبد الرحيم :"ان مطالب العاملين عادلة، والموظف الذي لا يرتاح لا يستطيع ان يؤدي وظيفته بصورة كاملة، ولا شك ان المستشفى وصل لهذه الدرجة المتميزة بهمة العاملين والموظفين والاداريين". وأوضح ان السلطة الفلسطينية تحول مرضى الى المستشفى وهذا يغطي جزء من المصاريف فقط، مشيرا ان الرسوم الطبية التي تدفعها السلطة الوطنية الفلسطينية لمستشفى المقاصد هي مشابهة لتلك التي تدفعها لمستشفيات اخرى في الضفة على الرغم من ان تكاليف المعيشة عالية في القدس، وبالتالي فان تكاليف المستشفيات في المدينة اعلى مما لا يقل عن 1.5 ضعف من مثيلاتها في الضفة، وهذا يعني ان المستشفى يعطي خدماته بسعر التكلفة وأحيانا أقل عن سعر التكلفة. وطالب السلطة بدعم مالي لا يقل عن مليون دولار شهريا لكي يستمر المستشفى في ادائه المتميز وبالذات في هذه الظروف الصعبة التي تواجهها المؤسسات المقدسية من هجمات الاحتلال. وأوضح د. عبد الرحيم ان مجمل ديون المقاصد على وزارة الصحة هي حوالي 26 مليون شيكل لنهاية اذار 2013، وعلى مدى السنين الماضية اصبح المستشفى مثقلا بديون قديمة ومتراكمة بالرغم من استخدام مرافقه بشكل كامل، وذلك يعود لطبيعة المستشفى غير الربحية وأضاف :"كان المستشفى الحاضنة الرئيسية لجرحة الانتفاضة الاولى والثانية وما ترتب على ذلك من اعباء، وهو اول مستشفى تحويلي تعليمي والرئيسي في فلسطين، وخرج المئات من كافة الاختصاصات والخريجين هم خيرة اطباء فلسطين". |218485| وأكد د. عبد الرحيم ان الوضع المالي للمستشفى وصل الى درجة خطيرة جدا وهو مهدد بعواقب ستنعكس على مستوى الخدمات المقدمة للمرضى، لا يقتصر ذلك على الرواتب انما هناك عدد من الموردين امتنعوا عن توريد مستلزمات طبية ودوائية وغير ذلك، اضافة الى تراكم الديون لشركة الكهرباء. وفي رسالة بعثها د. عبد الرحيم الى السيد رئيس الوزراء في الثامن من الشهر الجاري اعرب فيه عن استغرابه نية وزارة الصحة تخفيض اسعار الخدمات، مع ان ادارة المستشفى طالبت برفعها لوجوده بالقدس والتي معدل الانفاق فيها اعلى من الضفة. كما ارسال كتباً للرئاسة والى وزير الصحة يوضح فيها ان المستشفى بحاجة الى مليون دولار شهريا وبالاضافة الى فاتورة الخدمات المقدمة للمرضى لكي تبقى صامدة محتضة 800 موظف يحجون اليها من كافة الاراضي الفلسطينية. يعقوب غنيمات أمين سر النقابة.. من جهته قال يعقوب غنيمات أمين سر نقابة عمال وموظفي جمعية المقاصد الخيرية لوكالة معا ان الأزمة المالية تتدحرج سنويا في المستسفى، وهناك عدة مشاكل مالية وادارية بحاجة الى معالجة وحل لعدم الوصول الى طريق مسدود قد تؤدي الى انهيار المؤسسة الفلسطينية الصحية العريقة في القدس، وضياع جهد أكثر من 800 موظف داخل المستشفى، ثلثهم من حملة الهوية الفلسطينية. وأضاف :"يجب ان يلقى الاهتمام من قبل الرئاسة الفلسطينية والحكومة ومنظمة التحرير الفلسطينية، متسائلا" ما هي ميزانية الحكومة لدعم مؤسسات القدس؟؟، مشيراً ان المستشفى يقدم خدماته الطبية لمواطني الضفة الغربية والقطاع، ويتلقى بدل التحويلات بأسعار زهيدة مقابل الخدمات المقدمة، مطالباً السلطة اعادة النظر بالتسعيرة . وأوضح غنيمات انه تم صرف راتب شهر آذار يوم أمس، وبقي شهر ونصف للموظفين، وقال :"هناك مطالبات بانتظام الراتب شهريا، ومطالبات بصرف الزيادات النظامية حسب النظام، وهذه يجب ان تصرف في بداية كل عام، ففي العام الماضي صرفت أواخر العام عن شهر ترين ثاني في حين تراكم على المؤسسة 11 شهر لكل موظف، والعام الجاري لم تصرف حتى اليوم، اضافة الى صرف المستحقات المتراكمة لصندوق التوفير"، مشيراً ان المقاصد لم يدفع بدل نهاية الخدمة للموظفين الذين استقالوا او انتهت خدماتهم منذ سنوات. وأشار ان النقابة تطالب باعادة النظر في الواقع الاداري والمالي في المستشفى بما يخدم استمرارية المؤسسة. وأكد غنيمات ان اسباب الازمة المالي في مستشفى المقاصد تعود لعدة اسباب، منها انخفاض سعر التحويلات، واعتبار المقاصد مستشفى تعليمي لكل الأطباء، كما انه يستقبل كل المتدربين من كافة الجامعات والكليات في المجالات الصحية، اضافة الى كونه مستشفى غير ربحي ويقدم الخدمات الطبية لحالات اجتماعية كثيرة. |218483| وأشار ان تحويلات السلطة تغطي 70-95% للمرضى والمستشفى في كثير من الاحيان يغطي المتبقي للمريض لاوضاعه الاجتماعية الصعبة، كما يقدم الخدمات الطبية المجانية للاصابات خلال المواجهات مع الاحتلال سواء كانت حالات طارئة، او بحاجة الى عمليات وعناية مكثفة. ونوه انه هناك رواتب عالية يتقاضها عدد من الاطباء لاستقطابهم للعمل في المستشفى خاصة من اصحاب الاختصاصات النادرة كجراحة الاعصاب والقلب وامراض الوراثة. وعن بداية الأزمة الحالية قال غنيمات :"بدأت الخطوات الاحتجاجية في المستشفى في الثاني من الشهر الجاري وذلك بعد اتصالات عديدة مع عدة جهات رسمية لحل الازمة قبل تفاقمها". وأضاف :"وزارة الصحة مطالبة برفع اسعار بدل التحويلات لتتناسب مع الخدمات المقدمة والتكاليف، والحكومة مطالبة بتقديم الدعم المالي وليس بدل التحويلات فقط، والرئاسة مطالبة بان تضع القدس على أجندة عملها في الدعم، ومنظمة التحرير مطالبة بان تصحو من غفوتها تجاه مؤسسات القدس، والعالمين العربي والاسلامي مطالبون بدعم مؤسسات القدس وصمود سكانها". وداخليا قال غنيمات :"نطالب بايجاد نظام محوسب لضبط الاجراءات الادارية والمالية في المقاصد ، وبناء خطط استراتيجية واضحة في هذا المجال، كما ان ادارة الجمعية والمستشفى مطالبة بتحمل كامل مسوؤليتها تجاه كافة الموظفين والعاملين". وأكد غنيمات ان الخطوات الاحتجاجية التي تقوم بها النقابة تراعي تقديم العناية والخدمة للمرضى، من حيث عدم المساس بالمريض بأي شكل، محذرا من عدم حل المشاكل القائمة في المستشفى. وأشار ان هناك من العاملين من لا يستطيع الوصول الى مكان عمله، ولا يستطيع توفير الاحتياجات البسيطة لاطفاله وعائلته، والعديد منهم يضطر للاستدانة من الاقارب او الاصدقاء او القروض من البنوك والتي باتت تشكل عبئا اضافيا على الموظف. واشار ان مستحقات المترتبة لصناديق التوفير منذ مطلع 2008 المتراكمة على المؤسسة تفوق 30 مليون شيكل، اضافة الى مستحقات مترتبة للموظفين المنتهية خدماتهم. وأوضح ان المستشفى يستقبل اكثر من 600 مريض يومياً في العيادات الخارجية. وأشار ان وزير الصحة د. هاني عابدين قام بزيارة المستشفى أمس الأحد واجتمع مع الادارة ونقابة العاملين، وخلال الاجتماع أكد عابدين انه سيتم تحويل مبلغ من مستحقات (بدل التحويلات للسلطة) خلال اسبوعين، وعليه تعهدت ادارة الجمعية والمستشفى ان تعصرف المستحقات لصالح الرواتب المتراكمة للموظفين، كما أكدد بالالتزام وزارة الصحة بدفع بدل التحويلات بشكل منتظم ووعد النظر بتسعيرة التحويلات للتتناسب والتكلفة. وأوضح ان النقابة اجتمعت مع الموظفين صباح اليوم الاثنين لاطلاعهم بوعدات الادارة ووزير الصحة وتقرر تعليق الخطوات الاحتجاجية مع ابقاء الخيمة منصوبة على مدخل المستشفى لحين صرف الرواتب المتراكمة خلال اسبوعين، واعطاء الفرصة لادارة الجمعية والمستشفى لتنفيذ المتفق عليه، كما قرر مواصلة التفعيل الاعلامي بما يحفظ الحقوق ويراعي المؤسسة. واعتبرت النقابة ان الفترة هذه ستكون بمثابة فرصة ذهبية للادارة لتحقيق مطالب العاملين، واتخاذها فرصة لتقييم ومراجعة كافة الشؤون الادارية والمالية العالقة. إدعمونا كما دعمتم "محمد عساف"!! من جهته طالب ممرض العمليات مجدي دبابسة من الرئاسة الفلسطينية دعم هذه المؤسسة الطبية التي تقدم الرعاية الصحية لأي مواطن، كما تم دعم المطرب الفلسطيني محمد عساف لتأهيله لمراحل أرب ايدول. أما الموظف ابو محمد فقال انه تم صرف راتب شهر اذار امس ولكن معظمه كان سلف واخر ديون ولم يتبقى شيء من الراتب أصلاً بسبب غلاء المعيشة وعدم انتظام صرفة بداية كل شهر. |