وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في ذكرى النكبة: الكبار يموتون... والصغار لا ينسون

نشر بتاريخ: 16/05/2013 ( آخر تحديث: 16/05/2013 الساعة: 06:44 )
الخليل- معا - منذ 65 عاماً ولا زال المؤرخ الفلسطيني محمد حسن مهدي يرزح في مخيم العروب للاجئين الفلسطينيين شمال مدينة الخليل، ويحلم بالعودة إلى قريته في عراق المنشية والتي هُجر منها قسراً في العام 1948.

ويستذكر مهدي طفولته والمكان الذي كان يلعب ويلهوا حوله، وأيام القصف والنزوح الممزوجة بمرارة اللجوء وسنين الحرمان، ولحظة الفراق الأخير التي ودع بها القرية، عندما غنها لها "لطلع على الجبل واشرف على الوادي وأقول يا مرحباً نسم هوى بلادي".

ويقول محمد مهدي إن الشعب الفلسطيني استطاع بصموده أن يحطم كل المقولات وكل الكلمات التي قيلت بأن الكبار سيموتون والصغار سينسون، واستطاع جيل النكبة أن ينقل حب الارض والوطن للأبناء ليكون امالهم بالعودة دائماً حاضراً.

|219033|

ويضيف مهدي أن نكبة فلسطين عام 1948 هي بداية النكبات على الشعب الفلسطيني والتي استمرت حتى يومنا هذا ورغم كل العذابات إلا إن الشعب الفلسطيني بقي صامداً متمسكاً بحق العودة وكلاجئين لم نترك ارضنا طوعاً بل هجرناها قسراً تحت القصف والدمار وما خلف الاحتلال من مجازر في دير ياسين وناصر الدين.

ويؤكد مهدي ان القوة الاستعمارية وبعض الدول المتخاذلة ادعت ان جيل ما قبل عام 1948 سيكبر وما ان يصل إلى العام 1970 لن يتذكر من عذبات اللجوء ومن قرآهم المدمرة شيء، فذلك اثبت فشله بكل حتمية لان جيل النكبة استطاع أن ينقل ما ورثه من ابائه لأبنائه بكل اخلاص وأن لا يتنازل عن أي حق من حقوقه في حلم العودة للقرى المهجرة، وهذا ما يعيشه مهدي مع احفاده حين يسأل احفاده "من أين أنت ليقول له أنا من القرية التي هجر منها اجدادي، وأنا اسكن حالياً في مخيم للاجئين وأنتظر عودتنا الى بلادنا المهجرة والمحتلة".

واشار مهدي إلى أنه وفي اول زيارة لقريتيه المدمرة "عراق المنشية" بعد النكبة سجد 3 مرات على ترابها، وحينها فقط ادرك قلبه الطمأنينة، فالقرية والعودة اليها بنسبة له حلم يراوده منذ 65 عاماً، ويؤكد أن لن يقبل في يوم من الايام بوطن بديل لقريته ولن يتنازل عنها او ينساها.