وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ذهب الزوجة.. "قرش أبيض ليوم أسود"

نشر بتاريخ: 15/05/2013 ( آخر تحديث: 15/05/2013 الساعة: 15:54 )
غزة- تقرير معا - "ما يقدِّمه الزوج من مهر فهو ملك للزوجة, ولها حقُّ التصرُّف فيه كيفما شاءت, وإذا كان الذهب الذي يقدِّمه الزوج للزوجة جزءاً من المهر, فله حُكم المهر, وإن لم يكن جزءاً من المهر "هدية", فالهدية ملك لصاحبها, ولا يحقُّ للزوج الرجوع في هديَّته بعد إعطاءها لزوجته".

هكذا بدأ زياد الحاج "48 عاما" احد القضاة الشرعيين حديثه لمراسل معا ، عند سؤاله حول الموضوع، مشيرا إلى حرية تصرف الزوجة بما ملكت يمينها"كل ما ملكت" كيفما شاءت.

أثار الموضوع الذي لا يخلو من اغلب بيوت قطاع غزة فريق معا، فأخذه من زاويته الشرعية، ولم يغفل زاويته الاجتماعية من خلال وقائع حية لبعض سكان بمخيم النصيرات.

وأشار الحاج إلى انه يحق للزوج التصرف بذهب زوجته ما إذ وافقت الزوجة على ذلك "بالتراضي فيما بينهما"،مؤكداً على أن الزوجة وما ملكت ملكٌ لزوجها.

محمد حميدة:"45 عاماً عسكري بالحكومة الفلسطينية قال لمعا:"لو أن أحدنا أخذ بنصيحة المثل القائل "خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود"، والآخر الذي يأتي على غراره "يوم إلك ويوم عليك"، لما لجأ مضطراً إلى الاستعانة بذهب زوجته".

وأشار حميدة إلى انه اضطر إلى بيع ذهب زوجته من اجل بناء شقة بنفس بناية والده، حيث كان يسكن في غرفة ببيت والده،منوهاً إلى سحبه لقرض من البنك لإتمام تجهيزات الشقة.

أما المواطن زياد القيسي "33 عاما" فقال:"كنت املك بقاله صغيرة، أعيش منها أنا وأبنائي الخمسة، ونظرا للظروف الحياتية الصعبة، كان دخل البقاله لا يكفي احتياجات البيت اليومية، فأضررت إلى بيع البقالة والاستعانة بذهب زوجتي، واشتريت سيارة تاكسي".

بعض الأزواج في قطاع غزة يميلون إلى ذهب زوجاتهن، كوسيلة للخروج من مأزق مادي يمرون به، وأخرى لتأمين مستقبل العائلة الذي قد يتوقف على ذهب الزوجة.

ويدفع الرجل عند طلب يد الفتاة مبلغاً نقدياً يسمى بـ "المهر"، كي تتمكن من شراء مستلزمات زواجها أو بصيغةٍ أخرى "جهازها" المكون من ذهب وملابس تذهب بها إلى بيتها الجديد.

ليس غريباً أن تكون حاجة أبو فراس دفعته إلى سداد ديون زواجه من خلال بيعه لذهب زوجته بعد زواجهما بأقل من شهر، مشيراً إلى العبء المادي الذي يقع على عاتق العريس من تكلفة الفرح وغيره.

وما كان من أبو فراس إلا الاستعانة بذهب زوجته، باعتباره الباب الوحيد المفتوح أمامه ومفتاح الخروج من أزمته، فبدأ محاولاته التي كان على يقين أنها ستبوء بالفشل، بحكم أن زوجته لن تتخلى عن حقها، وفق قوله ولا سيما أنها عروس جديدة.

وما كان للزوجة في نهاية المطاف إلى إعانة زوجها في وقت ضيقه.

بعد عشرين عاما من زواج أبو إياد الهور "48 عاماً" أراد أن يؤمن مستقبل أبناءه الثلاثة بشراء قطعة ارض صغيرة، حيث كان أبو إياد يدخر مبلغا جيدا، إلا أن المبلغ الذي يدخره لم يكفي لشراء ارض، الشيء الذي دفع أبو إياد لبيع ذهب زوجته لإكمال ثمن الأرض.