وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خان يونس تحيي ذكرى النكبة بمهرجان تراثي

نشر بتاريخ: 15/05/2013 ( آخر تحديث: 15/05/2013 الساعة: 20:53 )
خان يونس-معا - أطفال يتمسكون بأرض أجدادهم يحمل كل واحدا منهم ورقة تذكر اسم بلدته الأصلية , عرس فلسطيني تراثي مصحوب بحناء, دبكة شعبية على الحان موسيقى من تراثنا العتيق , را...ئحة خبزا مصنوعا على الفحم والصاج , هذه مشاهد احياء ذكرى النكبة 65 في مدينه خان يونس.

فبعنوان "حق العودة حق مقدس لا يمكن التنازل عنه ولا يسقط بالتقادم " , نظمت اللجنة الشعبية للاجئين بخان يونس مهرجانا تراثيا ضخما , في نادي شباب خان يونس بحضور فئات وشرائح مجتمعية مختلفة من كل محافظات القطاع إلى جانب بعض الشخصيات الاعتبارية من القوى الوطنية والإسلامية والإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام.

ويأتي هذا المهرجان ضمن عدة فعليات أعلنت عنها اللجنة الشعبية للاجئين بخان يونس لإحياء ذكرى النكبة تمتد لمدة أسبوعين , للتأكيد على أن حق العودة مقدس كفلته كل المحافل الدولية للشعب الفلسطيني وعدم القبول بأي تسويات تسقط هذا الحق .

|219027|

وعن هذا المهرجان يقول مازن أبو زيد رئيس اللجنة الشعبية للاجئين – خان يونس " أن هذا المهرجان هو بمناسبة الذكرى 65 للنكبة التي حلت على الفلسطينيين عام 1948م, حيث ستبقى هذه الذكرى بأذهان شعبنا وكافة أحرار العالم حتى عودة اللاجئين إلى بيوتهم و أراضيهم التي طردوا منها بقوة السلاح " .

وأكد أبو زيد أن هدف اللجان الشعبية للاجئين هو الحفاظ على حق العودة و توريثها للأجيال القادمة جيل بعد جيل، لذلك تسعى اللجنة جاهده لعمل عدة نشاطات متميزة تهدف إلى إنعاش الذاكرة الفلسطينية و نقش أسماء القرى في عقول الأطفال وان هناك العديد من الفعاليات ليس فقط بأسبوع النكبة بل كذلك خلال العام لكشف معاناة ألاجئين وترسيخ النكبة .

وعن الفعاليات التي قامت بها اللجنة بهذه الذكرى يقول أبو زيد ” هناك العديد من الفعاليات مختلفة تشمل كل المناطق في محافظة خان يونس و خاصة منطقة المخيم الذي له طابع خاص كونه يضم ما يقارب 75 ألف لاجئ فلسطيني , ومنها اصدار250 بطاقة لعدد من أطفال اللاجئين في المخيم , وهذه البطاقات تهدف لترسيخ القرى الفلسطينية في ذاكرة الأطفال التي هجر منها أبائهم و أجدادهم ويستطيع أي طفل أن يحصل عليها من خلال زيارة مقر اللجنة ، اضافة الى ماراتون رياضي وبطولة كرة قدم بين المحافظات وغيرها ”.

|219026|

ودعا أبو زيد في ختام حديثه إلى ضرورة المشاركة بجميع الفعاليات التي تقام بذكرى النكبة حتى لا تغيب أي يوم عن ذاكرتنا وتبقي مرسوخه للأجيال القادمة ,وانه لا سلام مع الاحتلال دون عودة اللاجئين وتحرير الأسرى و قضية القدس وتحريرها من دنس الاحتلال .

ومن جانبه شكر جودت جودة مدير عام ادارة المخيمات في قطاع غزة بدائرة الشئون اللاجئين مجهودات اللجنة الشعبية اللاجئين في خان يونس على مجهوداتها لهذا العام في أحياء ذكرى النكبة وخاصة في هذا المهرجان الذي عايش الماضي بنكهة الحاضر حيث تذوقنا القهوة العربية والأكلات الشعبية وتذكرنا العرس الفلسطيني واستمتعنا بالدبكة وذكرتنا الخيام بهجرة أجدادنا .

ودعا إلى المزيد من هذه الفعاليات على مستوي قطاع غزة والى ضرورة مشاركة جميع المؤسسات والقوي الوطنية والإسلامية لترسيخ مبدأ العودة وتذكير الأطفال بأراضي الأجداد وخاصة في المدارس وتذكيرهم بالعادات والتقاليد القديمة التي تطورت مع تطور المجتمع وكلها يجب أن تبقى وان نتناقلها في كل جيل .

|219025|

ويحمل الطفل احمد السنوار خمس سنوات يافطة يحمل اسم بلدته الأصلية, ويقول " أنا من مدينه المجدل وسأعود لها يوما ولن أتخلي عنها " وشاركه العديد من الأطفال وهم يحملون أسماء بلداتهم الأصلية , فالحق لا يسقط بالتقادم وتفنيدا لمقولة " الكبار يموتون والأطفال ينسون " فبذلك اثبت أن ـ( لا ) الكبار ماتوا بتجاربهم وانتمائهم وتاريخهم وارثهم العريق ، و( لا ) الأطفال نسوا قضيتهم ووطنهم وعشقهم الأبدي لفلسطين الوطن والهوية ، فالأجيال تتوارث تاريخاُ مترابطاً وثورات مستمرة حتى دحر الاحتلال وتحرير الأرض والإنسان .

أبو محمد الذي تجاوز عمره السبعين عام, قال "أنا سعيد جداً بمثل هذا المهرجان فعند دخولي رأيت كيف يتم عمل خبز الطابون والمفتول , إلى جانب استذكاري للخيمة البدوية وما فيها من البكارج ومواقد النار حيث تنقلت بين أركان المهرجان وشربت القهوة وتذوقت المفتول فتذكرت الماضي لأننا لم نعد نري هذه الأمور إلا في المناسبات” .

وأكد أبو محمد أنه إلى اليوم يقوم بالاحتفاظ بكل ما كان لديه من الماضي لافتاً إلى أنه سيقوم بتوريثها لأبنائه وأحفاده حتى يتناقلوا هذا التراث وخاصة مفتاح بيته في مدينة سدود ,داعيا إلى ضرورة تكثيف المهرجانات والفعاليات المختلفة التي تهتم بذكرى النكبة وليس الاكتفاء فقط بهذا اليوم .

وخلال المهرجان علت أصوات الزغاريد من خلال عرض للعرس الفلسطيني القديم حيث قالت دعاء أبو شحمة والتي تقلصت دور العروسة “انه من خلال هذا العرس تذكر الحضور كيف كانت العادات والتقاليد قديما في الأفراح الفلسطينية وما أهي أهم الرموز فيها ,حيث اختلفت عن الأعراس في الحاضر ,حتى انأ لم أكن اعرف العديد من العادات التي كان يتبعها أجدادنا أثناء الأعراس “.

|219024|

ويبتسم أبو زهير وهو ينظر ويستمتع بالدبكة الشعبية والتي كانت ضمن فعاليات المهرجان ويقول :” كم استمتع بالدبكة الشعبية والتي تناسها العديد من أبناء شعبنا كما استمتع بالاستماع إلى ألشبابه و اليرغول فهي تذكرني بالماضي الجميل والذي لا يمكن أن يتناسى ومازال خالدا في ذكراتي “.

وأشارت سعاد حجو رئيسة دائرة المراة في اللجنة الشعبية للاجئين “,انه يوجد العديد من الفعاليات التي تنظمها اللجان الشعبية ويشارك فيها العديد مختلف من المؤسسات في جميع محافظات قطاع غزة للتذكير باليوم الحزين وهو ذكرى النكبة .

وعن المهرجان بينت انه جاء ليؤكد على حق العودة الذي أقرته الأمم المتحدة والشرعية الدولية إضافة إلى تعويض اللاجئين عن سنوات التهجير والعذابات التي مرت على الفلسطينيين وأن الشعب لن ينسى ذكرى النكبة مادام هناك لاجئ فلسطيني لم يعود إلى أرضه.

و قد استمتع الحضور بمشاهدة مجموعة من الصور التي لا زالت شاهد على جرائم الاحتلال و إظهار لحقيقة أحداث عام 48 حين دخلت قوات الاحتلال مدججة بالسلاح على أناس عزل ليقتلوهم و يشردوهم من ديارهم .

يذكر ان النكبة مصطلح فلسطيني يبحث في المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره. وهو الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عام 1948. وهي السنة التي طرد فيها الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه وخسر وطنه لصالح، إقامة الدولة اليهودية- إسرائيل. وتشمل أحداث النكبة، احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يربو على 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية. وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد طبيعي أوروبي.