وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هلال العاصمة".. المهمة الأولى أنجزت والأنظار تتجه نحو اللقب الآسيوي

نشر بتاريخ: 15/05/2013 ( آخر تحديث: 15/05/2013 الساعة: 21:24 )
بقلم :محمد العمري

لا أحد منا يستطيع أن ينكر أن ما حققه فريق هلال القدس في تصفيات كأس رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والتي دارت رحاها في العاصمة الكمبودية
فنوم فنه قبل أيام، يعد إنجازا بعد تأهل الفريق للنهائيات الآسيوية المقررة في أيلول المقبل.

الإنجاز لم يكن بسبب تأهل الفريق القدسي للنهائيات، ولكن لأن التأهل جاء في ظروف صعبة عاشها الفريق من حيث الغيابات العديدة عن صفوفه، وغياب مدرب
يقود الفريق، وغياب لاعبي الاحتياط حيث إنه لم يكن في اللقاء الأول سوى لاعب احتياط واحد!، إضافة إلى عدم القدرة على إقامة أي معسكر خارجي أو إقامة مباريات ودية حتى مع أنديتنا المحلية، إضافة إلى الأجواء الصعبة في كمبوديا، خاصة أن لاعبينا غير معتادين عليها.

وبعيدا عن لغة العاطفة التي ترتبط كثيرا بشعبنا في مختلف الميادين، فإن تأهل الهلال كان متوقعا، ولكن غير المتوقع كان عدم قدرة الفريق على التأهل، خاصة أن البطولة تعتبر للدول الناشئة والضعيفة بكرة القدم في القارة الآسيوية، لذلك ما يمكن اعتباره إنجازا هو إحراز اللقب الذي سيكون أول لقب قاري للكرة الفلسطينية.

وجاء تأهل فريق الهلال بعد حلوله ثانيا في مجموعته من فوزين وهزيمة، وبدأ مشواره بهزيمة غير مستحقة كانت امام بلقان تركمانستان بهدفين لثلاثة،
علما أنه تقدم بالنتيجة بهدفين لهدف حتى قبل 15 دقيقة من النهاية، وفي اللقاء الثاني اكتسح الجيش السريلانكي بأكبر نتيجة بالتصفيات بواقع عشرة أهداف نظيفة، وفي اللقاء الثالث أكد تأهله بعد فوزه على المستضيف بيونغ كيد الكمبودي بهدف وحيد، رغم أنه كان بحاجة للتعادل.

والبطولة والتي يشارك فيها فريق يمثل فلسطين للمرة الثالثة، كانت انطلقت عام 2005 وهي تقام سنويا بين 11 فريقا من الفرق المصنفة في الفئة الثالثة في الإتحاد الأسيوي لكرة القدم، وهي مخصصة للفرق التي تتوج ببطولة الدوري في بلادها.

وكان أول تمثيل عن طريق جبل المكبر عام 2011 ولم يستطع الفريق التأهل للأدوار النهائية، وودع البطولة من دورها الأول أي من التصفيات التمهيدية، حيث خسر يومها المكبر في مباراتين واستطاع تحقيق الفوز بنتيجة كبيرة على حساب أضعف فرق التصفيات وهو يزدين من جمهورية بوتان.

نادي الأمعري مثل فلسطين في النسخة الماضية في ثاني مشاركة للكرة الفلسطينية، وقدم الأمعري صورة رائعة عكست مدى التطور اللافت في أدائه وقدرته على تشريف الكرة الفلسطينية بأبهى صورة، وكان قريبا جدا من إهداء فلسطين أول لقب آسيوي، لكن قلة الخبرة حرمته من ذلك بعد أن تقدم بالنتيجة بهدف قبل 20 دقيقة من النهاية لكن فريق استقلال طاجكيستان استطاع قلب النتيجة لصالحه والفوز بهدفين لهدف.

وبالعودة للهلال، لن تكون الطريق مفروشة بالورود لممثل فلسطين في البطولة المقرر أن تقام في الـ 24 من شهر أيلول المقبل دون أن يحدد مكان إقامتها بعد، كما لن تكون صعبة او معقدة بالنظر إلى الفرق التي ستشارك في البطولة، وعلى لاعبي الفريق وإدارته تقديم كل ما هو مطلوب لإحراز اللقب.

ولعل أبرز المنافسين للفريق المقدسي في هذه البطولة سيكون نادي البلقان من تركمانستان الذي خسر أمامه في التصفيات بثلاثة أهداف لهدفين، إضافة لفريق دوروي من قرغيزستان والذي سبق له أن أحرز اللقب من قبل، وواحد من هذين الفريقين سيقابل الهلال في نفس المجموعة.

كما يشارك في البطولة فريق ثري ستارز من نيبال، واركيم المنغولي والذي تأهل في أول مشاركة لدولة منغوليا في البطولة، ومختبرات خان للأبحاث (كي آر ال) الباكستاني والذي اكتسحه شباب الأمعري في النسخة الماضية بخمسة أهداف لهدف.

إذا مهمة هلال القدس لن تكون صعبة بحضور هذه الأندية، ولكن ذلك بحاجة إلى الاستعداد الجيد والمكثف هذه المرة، من خلال خوض المعسكرات الداخلية
والخارجية، وإقامة لقاءات مع أندية في نفس مستوى الفرق المشاركة وعدم الاكتفاء بمعسكر تدريبي دون خوض أي لقاء ودي، وتحديد من هم اللاعبين
المشاركين وتعزيزهم بلاعبين مميزين من أنديتنا، خاصة أنه باقي على البطولة أكثر من أربعة شهور.

كما يجب تعيين مدرب يقود الفريق وعدم الوقوع بخطأ التصفيات حيث اعتذر المدرب رائد عساف في آخر لحظة عن قيادة الفريق لعدة أسباب، وتقديم الدعم المالي اللازم لفريق الهلال من المؤسسات الفلسطينية المختلفة لأنه يمثل فلسطين ولا يمثل الهلال فقط، خاصة في ظل الوضع المالي الصعب للفريق
ولمختلف أنديتنا.

وأخيرا، هل ستكون هذه المرة هي الفيصل والتي يستطيع من خلالها فريق فلسطيني التتويج بأول لقب على صعيد القارة الآسيوية، ما سيعتبر انجازا
كبيرا له دلالات كثيرة ولعل أبرزها السماح من قبل لجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي بمشاركة فريق يمثل فلسطين ببطولة أكبر وهي كأس الاتحاد ولما لا المشاركة بالبطولة الأكبر والأهم وهي بطولة دوري أبطال آسيا، أم أننا سننتظر لعام آخر ولعل وعسى يستطيع فريق الظاهرية إحراز اللقب.