حصاد موسم كروي

بقلم : عبدالمطلب الشريف

تُذكر الأمم برجالاتها العظام الذين كتبوا امجاد امتهم بعرقهم وتضحياتهم ويُميزهم رحابة الصدر وطول الأناة ليغيروا انماط الحياة لما يريدون وما يرغبون ، وتذكر الأمم ايضاً بإنجازاتها الكلية أو الجزئية في مسألة أو موضوع ما أو جانب من جوانب حياتها الإجتماعية أو الثقافية أو الرياضية وغيرها كالصناعية والزراعية وما الى ذلك من أمور بها يُقاس تطور الشعوب وقدرتهم على بناء المجتمع المحلي ومدى مساهمتهم وفعاليتهم كشركاء في بناء المجتمع العالمي .

وعودة الى عنوان المقال نقول أننا ومع اقتراب نهاية دوري المناطق ، نكون قد ودّعنا موسماً كرويا حافلاً بالإنجازات رُغم المعوقات والظروف الإستثنائية التي نعيش ، موسمٌ كروي عنوانه العطاء والإصرار على الخروج من دائرة الصعب والمستحيل الى دائرة الممكن إذا ما توفرت القيادة الواعية والتخطيط السليم والتنفيذ الدقيق ، وصدقت النوايا وتوفرت عناصر ومعطيات النجاح البشرية والمادية بأنواعها وأشكالها المختلفة .

موسم عملت فيه كل يد فلسطينية شريفة لتحقيق النجاح والطموحات والأحلام والإنتقال بكرة القدم الفلسطينية من مرحلة المشاركة البروتوكولية الى مرحلة المنافسة الحقيقية ، وتضافرت جهود السياسيين والرياضيين والإعلاميين والداعمين بدأً من رأس الى الهرم ومرورا بما يلي ذلك من مراتب متتالية في قاعدته لمساعدة ربان مركبنا الرياضي الذي استطاع بحنكته وإصراره توظيف كل هذه المعطيات لتحقيق عبور آمن لمركبه وصولاً الى شواطئ الأمان عبر الكثير من الأمواج الهادرة والرياح العكسية العاتيه ، فها هو الدوري الفلسطيني بكل درجاته وفئاته العمرية ذكوراً وإناثاً يحط رحاله في خان النجاح والتميز بعد طول غياب امتد لسنوات عجاف ، وها هي كرة القدم العالمية بقيادتها وعناصرها تأتي الينا هنا حيث نحن صامدون في مشاركات وبطولات ومؤتمرات تحمل في أحشائها معانٍ وجودية وسياسية مغلفة بأغلفة رياضية ، وها هم فرسان الفدائي يجوبون الأرض طولا وعرضاً لإثبات الذات وقد فعلوا ، يحملون في حلهم وترحالهم قضية شعب كافح وناضل من أجل حياة كريمة ، يوصلون الى العالم رسائل محبة وسلام ومقدرة عالية وإصرارعلى مشاركة العالم إعادة بنائه على أسس من الإخاء والعدالة والمساواة .

هنيئاً لك يا فلسطين الرياضة ما انجزت ، وهنيئاً لك يا قائدها ، وهنيئاً لكم يا فرسانها ،نعتز بكم وبكم نفخر والله ندعو لكم التوفيق والثواب .