وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مسجد النصر... عراقة وأصالة تاريخية

نشر بتاريخ: 21/05/2013 ( آخر تحديث: 21/05/2013 الساعة: 10:42 )
غزة- تقرير معا - مَعلم تاريخي اسلامي حضاري تعود جذوره للعصر الأيوبي من تاريخ الدولة الاسلامية, إنه مسجد النصر في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة.

مسجد النصر يرجع تاريخ بنائه إلى سنة 636 هـ - 1239م ويعتبر المسجد النموذج الفريد المتبقي من مساجد العصر الأيوبي والذي أقيم تخليداً للانتصار الذي حققه الأيوبيون على الصليبيين في وقعة أم النصر على يد القائد شمس الدين صنقر, وسمي الحي الذي يوجد فيه المسجد بحي النصر تخليداً للنصر الذي حققه المسلمون.

إمام المسجد الحاج يوسف المصري يقول "مع مرور السنوات لم يبق منه سوى حُجرتان مبنية من الحجارة تسمى بـ " قناني الفخار " وهي عبارة عن مثلثات كروية الشكل, كما ان اللوحة التأسيسية نقش عليها بالخط النسخ الأيوبي ويتميز بسقفه الجميل ويتوسطها قبة ضحلة".

ويعتبر مسجد النصر أول مسجد بني في قرية بيت حانون قبل ان تصبح مدينة وثاني مسجد في قطاع غزة بعد المسجد العمري لذلك يعتبر معلما تاريخياً سياحياً كان السياح يتوافدون اليه وخاصة "السياح اليهود" عندما كان القطاع محتلاً من قبل الاحتلال الاسرائيلي, وتم ترميم المسجد عدة مرات للمحافظة عليه وعلى اصله التاريخي ومكانته الدينية.
|220001|

وأضاف المصري "وفي نوفمبر 2006 هدمت قوات الاحتلال المسجد في اجتياحها للمدينة ومحاصرة المقاومين فيه وفشل القوات الخاصة الاسرائيلية من تحقيق أهدافها في القضاء على المقاومة والتصدي لهم, وقد تدمر المسجد بالكامل كما تم تدمير 3 منازل مجاورة له, والمقبرة المقابلة له لم تسلم من قبورها من الهدم فقد تم تجريف بعضها".

ويتابع "عندما هدم المسجد بكيت عليه كما لو أنني فقدت احداً من أبنائي لما له ممن مكانة في قلبي وقلب كل مسلم يغار على دينه, فبعد هدمه واعادة بنائه لازال يحتفظ بمكانته على الرغم من تغيير معالمه الاصلية, مضيفاً "المسجد قديما كان أجمل لانني عندما ادخله كنت أشعر بعراقة وأصالة بنائه ".

من جهته قال مؤذن المسجد محمود الكفارنة "لقد كان الاسرائيليون معنيون بهدم المسجد لانهم يهدفون لقهر الشعب الفلسطيني بشتى الوسائل ونظراً للمكانة الدينية والتاريخية له وما يعنيه لنا نحن الفلسطينيون قاموا بهدمه وأيضاً لأنه كان شاهداً على هزيمتهم في المعركة التي جرت بينهم وبين المقاومين الفلسطينين".

ويوضح الكفارنة أن المسجد بقي على حاله مهدماً ما يقارب الست سنوات وفي ذلك الوقت قام اهل المدينة ببناء مصلى صغير في النادي الاهلي لكي يصلوا فيه إلى أن تم اعادة بناءه وافتتاحه في يناير 2012.

وأضاف "المسجد لازال يحتفظ بمكانته بالرغم من تغيير ملامحه الاصلية وبنائه على الطراز الحديث لعدة اسباب منها: أن سبب بنائه هو الاعتزاز بالنصر الذي حققه المسلمون بهزيمتهم للصليبين, والأرض الذي انشئ عليها هي أرض ساحة المعركة التي دارت بينهم, وأخيرا لأن عدداً من الشهداء المسلمين دفنوا في نفس المكان".
|219999|
|220000|