|
الجامعة العربية الأمريكية ومركز رام الله ينظمان مؤتمرا حول الأكاديميون في الجامعات الفلسطينية
نشر بتاريخ: 11/04/2007 ( آخر تحديث: 11/04/2007 الساعة: 02:05 )
جنين- معا- نظم مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان بالتعاون مع الجامعة العربية الأمريكية في جنين مؤتمرا بعنوان "الأكاديميون في الجامعات الفلسطينية ومسؤولياتهم" بمشاركة نخبة من الاكاديميين والمتخصصين.
وقالت الدكتورة ميرفت عياش الاستاذة في كلية العلوم والآداب في الجامعة عريفة المؤتمر "إنه يأتي في اطار حرص الجامعة على ترسيخ العلاقات بين الجامعة والمجتمع الفلسطيني، ويأخذ أهمية كبرى من حيث تبادل المعلومات والأفكار التي تختص بتطوير أداء مؤسسات التعليم العالي في فلسطين". وافتتح الدكتور عدلي صالح القائم بأعمال رئيس الجامعة المؤتمر بكلمة رحب فيها بالمشاركين والحضور، وعبر عن أمله في عقد المزيد من الفعاليات المماثلة والتي تهدف إلى تطوير مؤسسات التعليم العالي كافة والقائمين عليها على نحو يلبي متطلبات الشعب الفلسطيني التنموية في كافة المجالات. وأضاف "ان مشاركة أعضاء الهيئة التدريسية في هذا التطوير ومراجعة دورهم الأساسي والرئيس انطلاقاً من روح المسؤولية والواقعية هي خطوة في الإتجاه الصحيح، لأن أعضاء الهيئة التدريسية يشكلون نقطة الإلتحام والتواصل مع أبنائنا وبناتنا الطلبة في قاعات الدراسة ومختبرات البحث العلمي". وأضاف الدكتور صالح قائلاً "إن مؤسسات التعليم العالي كانت، ومازالت، قادرة على تلبية متطلبات المراحل التي عاشها الشعب الفلسطيني والتي كان أهمها صون الهوية الوطنية الفلسطينية في زمن الإحتلال. وكانت أيضاً قادرةً على لعب الدور المناط بها من تخريج وتدريب الكفاءات العلمية والأكاديمية اللازمة، ونحن اليوم وأكثر من أي وقت مضى بحاجة لمراجعة المسيرة وتعزيز قدرة مؤسساتنا التعليمية على التعامل مع متطلبات المرحلة في مجالات التعليم والتدريب والتنمية الشاملة ، وبناء دولة المؤسسات والارتقاء بالمجتمع الفلسطيني حضارياً ليلعب الدور الذي يليق به". من جانبه قال الدكتور اياد البرغوثي مدير مركز رام الله لدراسات حقوق الانسان في كلمته الافتتاحية "إن التعاون بين المركز والجامعة يمثل نموذجا للتعاون السليم بين المؤسسات، وأن محافظة جنين يجب أن تكون في قلب خطط التنمية الفلسطينية، وهذا يعتمد بالاساس على الدور الذي تلعبه المؤسسات". وأشار الدكتور البرغوثي الى أن المركز يهتم بالتعليم في كافة قطاعاته لحيويته في المجتمع الفلسطيني سعياً الى تطويره للمستوى المأمول. وأضاف أنه حان الوقت ليأخذ الاكاديميين دورهم الصحيح بالمجتمع وهذا لا يأتي الا من الاكاديمي الحر القادر على الابداع. وتحدث في الجلسة الأولى التي ترأسها زياد عثمان من مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان، الدكتور غسان عليان أستاذ القانون في كلية الحقوق في الجامعة حول حرية الاعتقاد، حيث قال "إن الحريات هي أقدس ما يمتلك الإنسان منذ الأزل، وهي غير محددة بزمن ويزيد تمسك الإنسان بها كلما زاد وعيه". وأشار إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي كفل لكل إنسان حرياته الدينية والثقافية والاقتصادية والسياسية والفكرية، وهذه الحريات لها شروط وضوابط كالسلامة العامة وحرية الآخرين وغيرها من الضوابط، وبالتالي لا يجوز الحديث عن هذه الحريات بشكل شمولي دون الحديث عن هذه المحددات، كما كفل الدستور الفلسطيني حرية الاعتقاد شريطة عدم الإخلال بالنظام العام كغيره من الدساتير العربية. ومن جانبه تحدث الدكتور عامر مرعي من جامعة القدس حول واقع البحث العلمي وامكانية تطويره، حيث قال "إن فلسفة الجامعات الفلسطينية متشابهة وهي تعتمد على التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع، الا أن التدريس هو الذي يأخذ الحيز الأكبر كونه لا يوجد ميزانيات للبحث العلمي ولا يوجد لدينا ثقافة البحث العلمي". وقدم نبذة عن عمادة البحث العلمي ووحدة المشاريع والابحاث في جامعة القدس وآليات عملهما، وأشار الى جامعة القدس كان مختبرات تدريسية فقط ولكن خلال السنوات الخمس الماضية تم بناء مختبر بحثي لكل دائرة من الدوائر الأكاديمية، كما تم ادخال نظام الحوافز للباحثين. وحول معيقات البحث قال الدكتور مرعي "إن أهمها هو عدم توفر ميزانيات خاصة لتطويره والاعتماد بشكل أساسي على التمويل الخارجي، اضافة الى البيروقراطية المتبعة في شراء الأجهزة وعمليات التجهيز واعادة التأهيل للمختبرات، وقلة عدد مختبرات البحث العلمي وعندما توجد لا تكون مهيأة لاجراء أبحاث، اضافة الى الزام الباحث بساعات الدوام الرسمي، كما يوجد كما قال معيقات متعلقة بالكادر البشري وضعف الكادر الفني المساند، وأن البحث العملي يأتي في المرحلة الثانية أو الثالثة من حيث الأهمية في فلسفة الجامعات". وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور أكرم داود أستاذ القانون في كلية الحقوق في الجامعة العربية الأمريكية تحدث الدكتور بشار سعد، عميد البحث العلمي في الجامعة العربية الأمريكية حيث قال "إن أساس عمل الجامعات هو انتاج المعلومات من خلال البحث العلمي الذي ينقسم الى انتاج المعلومات الأساسية وانتاج المواد، ونتيجة لذلك أصبح لدينا المجلات العلمية ولكن المهم والمعتمد من هذه المجلات لا يزيد عن 40% منها والباقي لا يفيد البحث العلمي في شيء". وأشار الى نجاح جامعة بيرزيت بالحصول على الترتيب الخامس على مستوى جامعات الشرق الأوسط وهذا لا يأتي الا من خلال الأبحاث العلمية المحكمة ذات النوعية العالية والتي تعتمد على الشراكة في القيام بها. وأضاف أنه لا يمكن اجراء الابحاث العلمية بدون تمويل مالي قوي، كما انتقد نظام التعليم الذي يعتمد على كتاب مخصص للمادة فقط ولا يشجع على الرجوع للمصادر الأخرى وخاصة المكتبات والابحاث المنشورة. وتحدث الدكتور سعد عن سياسة البحث العلمي واجراءاتها المتبعة في الجامعة لتشجيع عملية البحث بين الأكاديميين والطلبة، وتناول في مداخلته الطب العربي البديل والأعشاب الطبية وأهمية اجراء الأبحاث العلمية عليها. وتناول سامي عوض المحاضر في قسم الحاسوب في كلية تكنولوجيا المعلومات في الجامعة في مداخلته تطور العلاقات بين المعلمين والطلاب في الجامعات الفلسطينية من منظور العلاقات الانسانية والاكاديمية والقيادية. وقال "إنه غلب على عملية نقل المعرفة نموذج المعلم-الطالب، وفي الوقت الحالي لا يجب أن لا يكتفي الطالب بتعليمات المعلم بل بما يقوم به الطالب بنفسه من خلال التعلم بالعمل، حيث يجب أن تشمل العملية احفيز الخبرات والمهارات والتوجهات القيادية عند الطالب". وأشار الى ضرورة تعليم الطالب كيفية أن يفكر بطريقة نقدية من خلال استخدام الأسئلة المنوعة التي يكون لها اجابات متعددة صحيحة ومن خلال المناقشات الطلابية. واستعرض عدد من المشاكل التي يعاني منها طلبة الجامعات الفلسطينية كالنقص في المعلمين القادة اضافة الى ضعف عادة القراءة الاضافية التي تؤدي الى الحد من مصادر المعلومة، وعدم مشاركة الطلبة في الانشطة الثقافية والرحلات العلمية، وتراجع علاقة الطالب بالمعلم في ظل الظروف السائدة، وتطرق عوض الى آليات تحسين طرق التعليم والتعلم لدى الهيئات التدريسية والطلابية. وقال محمد بني عودة المدير التنفيذي لمنتدى الخريجين الثقافي في طوباس، "إنه من الضروري التركيز على الجامعات ودورها في العملية التنموية في المجتمع، والتركيز على دور الطالب الجامعي وسلوكياته في الجامعة كونه هو الذي تبنى عليه الآمال في التنمية والبناء والنهضة". واضاف أن العلاقة بين الطالب والأستاذ يلزمها دور توعوي ودور تقيفي ودور توجيهي حتى تستقيم هذه العلاقة وتصبح لبنة تعمير وبناء لا لبنة بناء عشوائي متخبط يعزز من الفوضى التي نعيشها في شتى المجالات، وركز على ضرورة أن تنطلق عملية البناء السليم لعقلية الطالب من الأسرة فالمدرسة وصولاً الى الجامعة. وقد قامت فاطمة ارشيد القائم بأعمال مدير مركز التعليم المستمر في الجامعة العربية الأمريكية، منسقة المؤتمر بصياغة وعرض التوصيات التي خرج بها هذا المؤتمر والتي تلخصت بتشجيع الحوار المبني على الاحترام بين طلبة الجامعات، وبين الطلبة والادارة، وبين عناصر العملية التعليمية بمجملها للنهوض بالواقع التعليمي وتشجيع ثقافة الحوار واحترام الرأي الاخر وترسيخ ثقافة الابداع، والابتعاد عن ثقافة التلقين والخوف وضرورة إدخال مفهوم البحث العلمي إلى المجتمع المدرسي وتفعيل دور كل من الأكاديمي والطالب والإدارة للنهوض بواقع البحث العلمي. وتوضيح حدود العلاقة بين الأكاديمي و الطالب بحيث تضمن سلامة العملية التعليمية التي تضررت بسبب الوضع السياسي والأمني السائد. |