وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

دراسة علمية: إذاعات غزة تعزز التعصب الحزبي

نشر بتاريخ: 24/05/2013 ( آخر تحديث: 24/05/2013 الساعة: 11:17 )
غزة- معا - أعتبرت دراسة علمية أجراها الباحث الإعلامي يحيى المدهون أن الإذاعات الفلسطينية في محافظات غزة تعزز التعصب الحزبي ولا تهتم كثيرا في نشر قيم الحوار والتسامح وقبول الرأي الآخر في المجتمع الفلسطيني.

وقال المدهون: "إن دراسته هدفت إلى التعرف على دور الإذاعات المحلية في تعزيز منظومة القيم التربوية من وجهة نظر طلبة الإعلام في الجامعات بمحافظات غزة ولتحقيق ذلك ولتحقيق ذلك استخدم المنهج الوصفي التحليلي، وأعد استبانة مكونة من ثلاثة مجالات تندرج تحتها 31 فقرة وطبقها على عينة الدراسة المكونة من (124) طالباً وطالبة من جامعة الأزهر، والجامعة الإسلامية، وجامعة الأقصى، وجامعة فلسطين".

وبين المدهون أن نتائج الدراسة وفقا لتقدير أفراد العينة حول درجة إسهام الإذاعات المحلية في تعزيز منظومة القيم التربوية، جاءت كالتالي "مجال القيم الأخلاقية حصل على الترتيب الأول بوزن نسبي (68.9%)، أما مجال القيم الاجتماعية فقد حصل على الترتيب الثاني بوزن نسبي (67.5%)، يليه مجال القيم السياسية الذي حصل على الترتيب الأخير بوزن نسبي (61.8%)"، والدرجة الكلية للاستبانة حصلت على وزن نسبي (66%)، ويعتبر ذلك درجة جيدة نوعا ما.

وفي تحليل النتائج لفقرات الاستبانة في مجال القيم السياسية أظهرت النتائج أن الفقرة القائلة بأن "الإذاعات المحلية تعمل على تعزيز صمود شعبنا وقدرته على البقاء" احتلت المرتبة الأولى، وبوزن نسبي (72.6%).

وفسر الباحث هذه النتيجة قائلا: "نظرا للاهتمام الكبير التي توليه الإذاعات المحلية في نقل آخر الأخبار والمستجدات على الساحة الفلسطينية فقد أثبت الإذاعات المحلية قدرتها الفائقة في نقل الحدث بشكل عاجل لوضع المستمع في تفاصيل الحدث وتداعياته بتغطيته شمولية نالت اهتمام المستمع الذي يعيش الحدث وتداعياته بسرعة كبيرة وبشكل متواصل دون تأخير حيث أصبح المستمع في قلب وفي صورة الحدث، فالإذاعة تذكره دوما بالجرائم الإسرائيلية والانتهاكات التي يتعرض لها شعبنا ومقدساته، وكذلك الاهتمام الواضح والتركيز بدرجة كبيرة للإذاعات المحلية على البرامج السياسية وكذلك إحياء المناسبات الوطنية وتناولها بالعرض والتحليل".

أما الفقرة القائلة بأن "الإذاعات المحلية توصي بضرورة الابتعاد عن التعصب والحزبية" احتلت هذه الفقرة المرتبة الأخيرة، وبوزن نسبي (48.9%)، مما يعني أن الإذاعات الفلسطينية في غزة تساهم بدرجة قليلة في التوصية بضرورة الابتعاد عن التعصب والحزبية.

وعلق الباحث على هذه النتيجة قائلا "إن الإذاعات المحلية الحزبية قد أسهمت بشكل واضح في نشر ثقافة التعصب، ورفض الآخر والعديد من الآفات التي تعمق الخلافات وتزيد من الاحتقانات وتغذي مظاهر التوتر والعنف في المجتمع الفلسطيني حيث عمدت هذه الإذاعات على انتقاء وعرض الأخبار التي تخدم مصالح الحزب وتوجهاته دون الالتفات إلى خدمة الصالح العام".

وفي ضوء تلك النتائج لفت المدهون إلى ضرورة الانتباه إلى الدور المحوري للإذاعات المحلية وأهميتها في خدمة مجتمعاتها من خلال تحملها المسؤولية الوطنية لتعمل بحرص على غرس ثقافة الحوار وقبول الآخر في إطار من الشراكة والوحدة لتعزيز القيم التربوية باعتبارها مرتكزاً أساسيا لخدمة المجتمع الفلسطيني.

وفي توصياته أكد المدهون إلى ضرورة الابتعاد عن بث المواد الإعلامية التي من شأنها تأجيج الصراعات الداخلية وتنتهك حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، ونبذ الحزبية الضيقة التي تٌفرق المجتمع وتضعفه، والعمل على معالجة قضايا المجتمع المختلفة بمهنية وموضوعية، لإشاعة أجواء التسامح والحوار البناء، داعيا إلى توسيع دائرة التنسيق بين الإذاعات المحلية في محافظات غزة والمؤسسات التربوية النظامية "رياض الأطفال والمدارس والجامعات" لتحقيق دور متكامل بين المؤسسات التربوية النظامية وغير نظامية لخدمة التربية بما يسهم بفاعلية أكثر في تعزيز منظومة القيم التربوية في المجتمع الفلسطيني.

وشدد الباحث المدهون على ضرورة توظيف الإعلام في خدمة التربية والالتفات إلى قضية التكامل التربوي القائم بين المدارس والجامعات ووسائل الإعلام.

وقال "إن الإذاعات المحلية أصبحت جزءا من حياة الناس ولا يمكن الاستغناء عنها وعليه من الضروري أن تخدم الإذاعات التربية لنصنع جيلاً متعلما واعياً يخدم وطنه ومجتمعه، حتى لا تكون العلاقة بين الإعلام والتربية تصادمية، لأن دور المؤسسة الإعلامية لا يقل قيمة عن دور المؤسسة التربوية في التنشئة الاجتماعية للفرد" .