|
الملك عبد الله الثاني: إنهاء الاحتلال شرط لتعايش إسرائيل مع بليون مسلم.. لا سلام من دون حل مشكلة اللاجئين
نشر بتاريخ: 11/04/2007 ( آخر تحديث: 11/04/2007 الساعة: 11:38 )
عمان- معا- قال الملك عبدالله الثاني إن على إسرائيل إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية إذا أرادت أن تتعايش مع أكثر من بليون مسلم، وشدد على ضرورة إدراك إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة أن القضية الفلسطينية تأسر عواطف كل المسلمين.
وأكد في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية "أ ف ب" نشرت أمس، أن مبادرة السلام التي أقرتها قمة بيروت العام 2002 وأعادت الدول العربية تأكيد التمسك بها في قمة الرياض أواخر آذار (مارس) الماضي "فرصة نادرة" من أجل تحقيق السلام. وزاد أن على الشعب الإسرائيلي أن "يدرك تماما أن مبادرة السلام العربية تعبر عن الإرادة العربية الجماعية لبناء السلام الذي يضع حدا لسنوات طويلة من العنف والمعاناة". وحذر أن على الإسرائيليين أن "يدركوا أيضا أن هذه الفرصة (هي) فرصة نادرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. وقد آن الأوان لهم كي يعملوا على إقناع قادتهم بضرورة التحرك الفعلي باتجاه استئناف مفاوضات السلام وفق هذه المبادرة التي تشكل ضمانة حقيقية لترسيخ أمن واستقرار الجميع". وقال الملك عبد الله إن "من مصلحة إسرائيل أن تتبنى عرض السلام الذي قدمه العرب في المبادرة وإلا فإننا سنشهد المزيد من الدمار والفوضى والإحباط واليأس". وقرر القادة العرب في قمة الرياض تشكيل فرق عمل لتسويق المبادرة وحشد الدعم الدولي لها. ومن المقرر أن تعقد لجنة كلفتها القمة بتفعيل المبادرة اجتماعا لها في القاهرة في 18 نيسان (أبريل) الحالي. وشدد الملك على أنه "لا يمكن بأي حال من الأحوال التفكير بالوصول إلى سلام حقيقي دون الأخذ بعين الاعتبار حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين" من خلال التفاوض المباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين وعلى أساس القرار 194. وستكون المبادرة العربية والأوضاع في المنطقة بشكل عام في مقدمة المواضيع التي سيبحثها جلالته مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك خلال زيارة تستغرق عدة ساعات سيقوم بها إلى فرنسا اليوم. وفي الشأن العراقي حذر العاهل الاردني من أن انسحابا أميركيا من العراق من دون تحديد جدول زمني سيسهم في زيادة حدة العنف والاقتتال بين العراقيين. وحذر أن انسحابا أميركيا من دون تهيئة الظروف التي تضمن تعزيز دور الحكومة المركزية وتمكينها من إدارة شؤون البلاد وضمان وجود قوات عراقية قادرة على توفير الأمن والاستقرار "قد يعمق المشكلة". ولفت إلى انقسام العراقيين حول وجود القوات الأميركية في العراق بين مؤيد لهذا الوجود ومقاوم له. لكنه اعتبر أن المهم هو معالجة الموقف المتأزم في العراق والذي لن يتم إلا من خلال تحقيق التوافق والمصالحة الوطنية ومشاركة مكونات الشعب العراقي في العملية السياسية "وتقديم مصلحة ووحدة العراق وسلامة أراضيه ومستقبل شعبه على كل مصلحة ذاتية أو فئوية أو طائفية". وحذر الملك الاردني من العنف الطائفي، مؤكدا أن الجميع في المنطقة يدرك أن السير في هذا الاتجاه سيكون كارثيا عليهم. وسئل عن العلاقات مع إيران فأجاب أن "قنوات الحوار ينبغي أن لا تكون مغلقة مع أي طرف كان ونحن نؤمن أن الحوار البناء البعيد عن التعنت هو السبيل للوصول إلى قواسم مشتركة للخروج بحلول لأية مشاكل تواجهنا". وشدد أن ما يربط بين الأمة العربية والشعب الإيراني أكثر مما يفرق بينهما "ونحن نسعى إلى علاقات تفاهم واحترام متبادل بعيدا عن أساليب الهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين". وتطرق الملك عبد الله خلال المقابلة إلى مساعي الأردن استعمال الطاقة النووية لأغراض سلمية فأكد أن "الأردن، منذ سنوات، ونتيجة الأعباء التي يفرضها استيراد الطاقة من الخارج، يبحث عن مصادر بديلة، تساعدنا في مواجهة الارتفاع المتزايد في أسعار المحروقات". وشدد على أن سعي الأردن للحصول على الطاقة النووية "مرتبط باحترامنا للمواقف الدولية الناظمة للاستخدام السلمي (...) ما يتطلب تنسيقا مباشرا مع المؤسسات الدولية المعنية". وقال إن الأردن سيناقش المسألة مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، الذي سيزور المملكة السبت المقبل. |