وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اعتصام جماهيري في الخليل احتجاجا على سياسة الإهمال الطبي بحق الاسرى

نشر بتاريخ: 27/05/2013 ( آخر تحديث: 27/05/2013 الساعة: 18:04 )
الخليل - معا - نظم نادي الأسير الفلسطيني في محافظة الخليل اليوم، اعتصاما جماهيريا حاشدا امام الصليب الاحمر الدولي في الخليل احتجاجيا على سياسة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال، وللمطالبة بالإفراج الفوري عن الأسير محمود محمد جبريل ابو صالح المصاب بمرض السرطان.

ونظم هذا الاعتصام بالتعاون مع لجنة اهالي الاسرى ووزارة شؤون الاسرى ولجنة الاسرى والمحررين في جنوب الخليل واقليم حركة فتح جنوب الخليل.

وشارك في الاعتصام الذي أقيم أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي بالمدينة ممثلوا القوى الوطنية والمؤسسات الرسمية والشعبية إلى جانب المئات من أهالي الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي وممثلوا المجالس البلدية وضباط الاجهزة الامنية والمكتب الحركي للمتقاعدين العسكريين وحشد كبير من عائلة الاسير ابو صالح.
|220873|
ورفع المشاركون في الاعتصام صور ابنائهم الاسرى وخاصة صور الاسير محمود ابو صالح ويافطات كتب عليها شعارات تحمل الاحتلال المسؤولية عن حياة الاسير محمود ابو صالح واخرى تطالب الصليب الاحمر ومنظمة الصحة العالمية بالتدخل للفراج عن الاسرى المرضى واخرى تناشد القيادة الفلسطينية بسرعة العمل للافراج عن الاسرى المرضى والذين اصبحت حياتهم مهددة بالموت جراء سياسة الاهمال الطبي المتعمد بحقهم.

وفي كلمة مدير نادي الأسير في المحافظة امجد النجار مؤكدا ان الأوضاع الصحية التي يعيشها الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي لا تعبر عن أدنى احترام من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية لحقوق الإنسان ولا تعكس أدنى التزام بالقانون الدولي بل تشكل إنتهاكا صارخا لما تضمنته احكامه من تأكيدات على ضرورة توفير ظروف اعتقال لائقة ورعاية صحية مناسبة.

وأشار النجار ان استشهاد اكثر من خمسون اسيرا بسبب سياسة الاهمال الطبي المتعمد بحق اسرانا يؤكد بوضوح مدى استهتار مصلحة السجون بحقوق الاسير الفلسطيني وامعاتها في انتهاك القاون الدولي الانساني وتصميمها على المضي قدما في حرمان الاسرى المرضى من الحقوق التي منحتها لهم اتفاقيات حقوق الانسان الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الثالثة والرابعة في المواد ((29، 30، 31)) وذلك المواد (( 91، 92)) والتي كفلت حق العلاج والرعاية الطبية والافراج الفوري عنهم.
|220875|
وأضاف النجار ان تصريحات ادارة السجون ان هناك مستشفى سجن الرملة يقدم العلاج للاسرى بأن هذا كذب وتضليل اعلامي للمؤسسات الدولية فالموجود هو عيادة صورية وجدت فقط لاشهاد المؤسسات الدولية على وجودها لا اكثر ولا اقل .

وأكد النجار العيادة موجودة والطبيب موجود ولكن العلاج والاختصاص مفقود والدواء المطلوب للعلاج محتجز حتى اشعار اخر.

وحمل النجار حكومة الاحتلال وادارة السجون المسؤولية الكاملة عن حالة الاسير محمود ابو صالح الذي عاني من سياسة اهمال طبي متعمد على مدار اربع سنوات بالرغم من وجود انتفاخ في رقبته حيث يشتبه بإصابته بسرطان الحنجرة مطالبا المؤسسات الدولية التدخل العاجل للافراج الفوري عنه حتى يتمكن من تلقي العلاج المناسب.

وفي كلمة مدير وزارة الاسرى في الخليل ابراهيم نجاجرة مؤكدا ان العلاج داخل سجون الاحتلال شكلياً وشبه معدوم في ظل ازدياد عدد المرضى، وبات موضوع علاج الأسرى موضوعاً تخضعه إدارات السجون الإسرائيلية للمساومة والابتزاز والضغط على المعتقلين
|220876|
وأضاف النجاجرة أن عيادات السجون والمعتقلات الإسرائيلية، تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الصحية، والمعدات والأدوية الطبية اللازمة،والأطباء الأخصائيين لمعاينة ومعالجة الحالات المرضية المختلفة، وأن الدواء السحري الوحيد المتوفر فيها هو حبة الأكامول كعلاج لكل مرض وداء.
كما تستمر إدارات السجون في مماطلتها بنقل الحالات المستعصية للمستشفيات، والأسوأ من ذلك أن عملية نقل الأسرى المرضى والمصابين تتم بسيارة مغلقة غير صحية، بدلاً من نقلهم بسيارات الإسعاف، وغالباً ما يتم تكبيل أياديهم وأرجلهم، ناهيك عن المعاملة الفظة والقاسية التي يتعرضون لها.
وفي كلمة رئيس لجنة اهالي الاسرى عبد الرحيم سكافي قائلا إن رسائل الأسرى المرضى في سجون الاحتلال تعبر عن حالة القهر والألم التي يعيشونها نتيجة للظروف الاعتقالية السيئة وسياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تمارسها إسرائيل بحقهم، وأضاف أنهم بحاجة إلى وقفات إسنادية جادة تستنفر وتستصرخ الدور الهام لمنظمة الصحة العالمية، وتوفير الحماية الطبية والدولية لهم خاصة في ظل قيام إسرائيل باستخدام الأسرى كحقول للتجارب.

وأوضح أن هناك عشرات الحالات المرضية في سجون الاحتلال التي تعاني من أمراض مزمنة وخطيرة كالسكري والقلب والكلى والضغط، وآخرين بحاجة ماسة لعمليات جراحية عاجلة تستدعي هبة طبية وجماهيرية وإعلامية وحقوقية وإنسانية دولية للضغط على الاحتلال وإلزامه باحترام حقوق الإنسان في الحرية والحياة والصحة.

وفي كلمة القوى الوطنية القاها الرفيق عبد العليم دعنا أكد فيها ان الأسرى المرضى ينظرون إلى أنهم سيمضون على نفس الطريق التي مضى بها زميلهم الشهيد أبو حمدية، بسبب الإهمال الطبي وعدم اكتراث إدارة السجون لمعاناتهم، إلى جانب عدم ارتقاء الحراك الشعبي والرسمي إلى مستوى إحداث ضغط قوي على الاحتلال لوقفها مطالبا بتكثيف حالة الحراك الشعبي مع الاسرى مع الاسرى المرضى وخاصة الاسير محمود ابو صالح والتي بينت الفحوصات الاوليه ان حالته شبيهة بحالة الشهيد ميسره ابو حمديه.
|220877|
وفي كلمة حركة فتح القاها وائل عويمر امين سر منطقة دورا التنظيمية داعيا الى تكثيف الفعاليات الإسنادية للأسير البطل محمود ابو صالح والأسرى كافة مؤكدا أن الأسرى محاصرون بألوان ووسائل وأساليب عدوانية في سجون الإحتلال الإسرائيلي ما يستدعي حراكا شعبيا ورسميا وإعلاميا لنصرة الأسرى.

وطالب بتشكيل لجنة تقصي حقائق مع الصليب الأحمر الدولي والإطلاع عن كثب على أوضاع الأسرى المرضى ومطالبته الحكومة الإسرائيلية تقديم العلاج اللازم لهم والإفراج عن الحالات المستعصية وملاحقة الجهات الإسرائيلية المختصة والمسئولة عن استشهاد الأسرى المرضى وسياسة الإهمال الطبي وعن حياة أولئك الذين ترفض هذه الجهات الإفراج عنهم رغم تردي وضعهم الصحي ومعرفتها اليقينية بالخطورة الفائقة لحالتهم.

وأستعرض عويمر السيرة النضالية للاسير القائد محمود الشرحة كمثال للمناضل الحقيقي وكلاعب محترف في نادي شباب دورا الرياضي ومناضل في كتائب شهداء الاقصى واسيرا سابقا في الانتفاضة الاولى وجريحا في انتفاضة الاقصى وكمطاردا للاحتلال الا ان تم اعتقاله من قبل وحدات خاصة.
|220878|
ونيابـة عـن عائلـة الاسير ابو صالح القى الاستاذ ذياب ابو صالح كلمة رحب فيها بالحضور مؤكدا التزام عشيرة الشرحة على الوقوف مع ابنها حتى يتنفس الحرية ودعا لتكثيف الجهود والوقوف في خندق واحد لوقف سياسة الاهمال الطبي بحق الاسرى المرضى ومحملا فـي الوقت نفسـه حكومـة الاحتـلال وادارة السجون المسؤوليـة الكاملـة عن حياة ابنهم ومطالبـا الصليب الاحمر الدولي بالتحرك العاجـل لانقاذ ابنهم من خطر الموت المحدق به
يذكر ان الأسير محمود الشرحة معتقل منذ 12 عامًا وهو يعد من ابرز لاعبي شباب دورا الرياضي ويعمل ضابطا في جهاز المخابرات العامة الفلسطينية واعتقل كذلك أبان الانتفاضة الأولى عام 1991م لمدة عامين والمرة الأخيرة بتاريخ 3/7/2002م وحكم بالسجن لمدة 22 عاما حيث يعتبر من قادة كتائب شهداء الأقصى وتعرض للمطاردة لعدة سنوات ونجا من محاولة اغتيال حيث أصيب برصاص حي متفجر في رجليه وهو مطارد إلا أن تم اعتقاله في بلدة دورا وهو على عكازين لا يستطيع المشي آنذاك.

وبدأ قبل عامين يعاني من ورم في الرقبة وانتفاخ في الغدة، ورفض الاحتلال لشهور طويلة إخراجه للمستشفى لإجراء فحوصات للتأكد من طبيعة هذا الورم، وبعد احتجاجات من قبل الأسرى، قامت الإدارة بنقله إلى المستشفى وإجراء بعض الفحوصات له دون أن تعطي النتائج الحقيقية الأسباب الورم في رقبته.
|220879|
وفي نهاية الاعتصام قام مدير نادي الاسير امجد النجار وابراهيم نجاجرة مدير وزارة الاسرى وعبد الرحيم سكافي رئيس لجنة اهالي الاسرى بتسليم مذكرة الى رئيسة بعثة الصليب الاحمر في جنوب الضفة السيدة باتريشيا حول الوضع الصحي للاسير محمود الشرحة ابو صالح ومطالبتهم بكشف حقيقة المرض المصاب به.