|
سوق الباشورة.. إهمال رسمي يُقابله إغراء إسرائيلي
نشر بتاريخ: 30/05/2013 ( آخر تحديث: 30/05/2013 الساعة: 15:29 )
القدس- تقرير معا - بعيدا عن ضوضاء أسواق البلدة القديمة الرئيسية يقع سوق الباشورة الذي يزيد عمره عن 2000 عام، سوق يحاذي سوق العطارين الا انه يتميز بتخصص محلاته في بيع التحف والتذكارات للسياح الأجانب" محلات سنتوارية".
ومن ناحية أخرى وبعيداً عن الضوضاء أيضا تتم محاربة تجار ذلك السوق في أرزاقهم من قبل الجهات الاسرائيلية المختلفة، فيمنع السواح من مختلف الجنسيات من دخوله، وتغلق ابوابه أيام الجمع والسبت، وتفرض الضرائب الباهظة والمخالفات. |221372| ولا يمكن ان يصف ما يعانيه تجار السوق الا من لديه محل تجاري ومنهم التاجر محمد عابدين الذي يملك عدة محلات مخصصة لبيع التحف الشرقية واغراض خاصة بالسياح، حيث يقول :"الاحتلال يمنع السياح من دخول السوق منذ عام 1987، وفقط يقومون بالتسوق من المحلات التجارية في حارة اليهود، ومنذ عام 2006 ازدات التحريض على التجار العرب والتضيق عليهم بشكل ملحوظ". وأشار ان السوق يفصله عن المحلات في حارة اليهود باب حديدي يتم اغلاقه يومي الجمعة والسبت، وبقية ايام الاسبوع يقف حراس عليه لمنع تقدم السياح اليه، فيما يحذر "الدليل السياحي الاسرائيلي" المرافق للسياح في جولتهم من الدخول لسوق الباشورة خوفا عليهم من السرقة ولارتفاع الاسعار على حد زعمه. |221371| وقال احد التجار:"في احدى المرات سمعت المرشد السياحي يقولون لهم ان التجار يقومون بشراء السلاح في حال توفرت لهم أموال من البيع". وأضاف التاجر عابدين الذي يملك هو واشقائه 7 محلات في سوق الباشورة ورثوها عن والدهم :"تراكمت علينا الضرائب للجهات الاسرائيلية حتى وصلت الى مليون ونصف المليون شيكل، فيما يعتاش من هذه المحلات 45 فردا". |221373| وطالب عابدين السلطة الفلسطينية والدول العربية والاسلامية تقديم الدعم المادي لتجار سوق الباشورة لتمكينهم من الصمود والثبات في هذا السوق الذي يحاول الاسرائيليون اغراء تجاره لبيع محلاتهم بمبالغ مالية خيالية، وطالب المسؤولين زيارة السوق والاطلاع على معاناة تجاره. ويقول :"والدي اشتغل بالمهنة منذ عام 1973 وكان الشغل أفضل بكثير لا يوجد عنصرية وتحريض على التجار العرب". |221374| وأوضح عابدين :"نضطر للعمل بأشغال اخرى لتوفير احتياجات منازلنا الاساسية، كما نصرف على المحلات من اعمالنا، بعد عام 1987 طلب منا عدم دفع الارنونا، وكل المحلات تعاني من مديونية عالية يمنع اصحابها من السفر ويتم احتجاز ممتلكاتهم". وأضاف :"منذ عام 2006 احيانا نجلس طوال النهار ولا نبيع بشيقل واحد، ونتحمل مضايقات المستوطنين واستفزازاتهم اليومية لنا حيث يمرون من السوق باتجاه حائط البراق، ويقومون بشتمنا وتوجيه الالفاظ النابية لنا، اضافة الى البصق علينا، وتخريب البضاعة". حال التاجر عابدين واشقائه هو حال كافة التجار في سوق الباشورة، الذي بات مهددا باغلاق محلاته التجارية بعد تراكم الديون على الجهات الاسرائيلية. |221369| ويتوسط سوق الباشورة مقهى للمواطن أنور السلايمة قائم منذ 2000 عام وحجارته وأعمدته تؤكد على ذلك، فمنها ما هو مملوكي وبيزنطي وروماني، ويقصده السياح من كافة الاماكن لكنهم يمنعون من شراء اي شراب منه او اكل. ويقول صاحبه السلايمة :"مبالغ مالية كبيرة تعرض علي باستمرار لبيع المقهى، لكني صامد ورافض، ونطالب فقط بالاهتمام بنا من قبل المسؤولين وعدم تركنا لوحدنا نواجه صمودنا، وقد حاولت تحويله لمطعم لجذب السياح لكن سلطات الاحتلال رفضت منحي التراخيص اللازمة، فبقي المقهى يقدم المشروبات الساخنة والباردة اضافة الى الساندوشات السريعة". وأشار ان سطح المقهى مصادر ويؤمه يوميا ما بين 500-1000 سائح، وهو مطل على القدس الغربية والشرقية بأكملها. |221370| |