وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

دولتان لشعبين...هل أصبح حلا متأخرا تجاوزته المستوطنات ؟

نشر بتاريخ: 01/06/2013 ( آخر تحديث: 02/06/2013 الساعة: 10:13 )
بيت لحم - معا - يعتبر شعار" دولتين لشعبين" جزءا أساسيا من القاموس السياسي الإسرائيلي منذ أكثر من 46 عاما فهو ليس بالشعار الجديد إسرائيليا وليس بدعة أمريكية مستحدثة لكن الواقع الإسرائيلي ورغم ترديد قادة إسرائيل على مدى العقود الأربعة لشعار "دولتين لشعبين", فقد اتسعت المستوطنات ونمت بشكل كبير وزاد عدد سكانها عن 350 ألف مستوطن دون احتساب المستوطنين الذين يقيمون في مستوطنات داخل حدود القدس الشرقية .

هل إعادة العجلة للخلف ما زالت ممكنا ؟ هل يود زعيم إسرائيل يرغب وقادر على القيام بهذه الخطوة القوية والحادة؟ أسئلة طرحتها القناة التلفزيونية الثانية الناطقة بالعبرية في مستهل تقرير موسع بثته الليلة الماضية " الجمعة " وتناولت فيه حقائق الاستيطان وتأثيرها على شعار حل الدولتين ومدى جدية هذا الشعار .

واستهلت القناة تقريرها باستعراض تصريحات قادة إسرائيل حول حل الدولتين مؤكدة أن كل زعيم سياسي إسرائيلي تقريبا قال وردد الكلمات السحرية " دولتين لشعبين " ليعود هذا الشعار ويهز الدولة مرة أخرى لكن لعدة ثوان بعد ان ردد شمعون بيرس أكثر الكلمات انتشارا في القاموس السياسي الإسرائيلي أمام المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي عقد الأسبوع الماضي في الأردن .

أثار القول المعروف جيدا للإسرائيليين الذي ردده شمعون بيرس في الأردن موجة غضب فورية, فقد قال الوزير " يوفال شتاينتس" لم اعلم بان شمعون بيرس قد أصبح ناطقا باسم الحكومة " فيما فضل الوزير المتطرف عوزي لاندو اقتباس تصريح وزير خارجية إسرائيل الأسبق " ايبي ايبان " الذي قال " ان حدود 1967 هي حدود معسكر اوشفيتس " .

الأرقام والوقائع تشير إلى نهاية حلم حل الدوليين واصل معد التقرير التلفزيوني حديثة تحت عنوان جانبي " إخلاء الضفة الغربية سيكلف الاقتصاد الإسرائيلي 42 مليار شيكل ".

أيضا الأرقام تعزز نهاية حلم الدولتين, فاسرائيل عاشت داخل الخط الأخضر فقط 19 عاما من عام 1948 إلى 1967 فيما عاشت ثلاثة أضعاف هذه الأعوام تقريبا 46 عاما مع المناطق الفلسطينية المحتلة حيث يعيش فيها حاليا أكثر من نصف مليون مستوطن وبعملية حسابية جافة يتضح بان واحد من عشرة يهود يعيش خارج حدود الخط الأخضر .

ارتفع عدد " الإسرائيليين" الذين يعيشون خارج الخط الأخضر باستمرار خلال السنوات الماضية ليصل إلى 550 ألف وإذا استبعدنا مستوطنات القدس الشرقية من الحسبة يبقى 350 ألف مستوطن يعيشون في الضفة الغربية, ووفقا لسيناريو الإخلاء الأشد تفاؤلا بالنسبة لإسرائيل فان 70 ألف مستوطن سيضطرون إلى مغادرة منازلهم ما يعادل عشرة أضعاف المستوطنين الذين تم إخلائهم من قطاع غزة .

وحتى نفهم وندرك إلى أي مدى يدور الحديث عن لعبة نظرية وان الحديث يدور عن اقتراح لا يمكن للفلسطينيين أن يقبلوه حيث يطالب الطرف الفلسطيني بإخلاء ما يقارب 150 ألف مستوطن فان مثل هذا الإخلاء وفقا لدراسة اعدتها صحيفة " غولبس" سيكلف إسرائيل 42 مليار شيكل أي أكثر من 10% من حجم ميزانيتها .

وعرج التقرير التلفزيوني إلى الجانب الفلسطينية محاولا الإجابة عن السؤال : ماذا يحدث على الطرف الفلسطيني ؟

ماذا يحدث على الجانب الفلسطيني؟ أوضح الدكتور خليل الشقاقي المختص بأبحاث الرأي العام واستطلاع الرأي بان الفلسطينيين يؤمنون بحل الدولتين لكنهم ليسو متأكدين من إمكانية تحقيقه ".

" الغالبية العظمى من الفلسطينيين تؤمن بحل الدولتين ومستعدة لدفع الثمن المطلوب لتحقيقه لكن غالبية الفلسطينيين لا تؤمن بان هذا الحل قابل للتحقيق وعملي وان هناك واقعا قائما رغم أن أحدا لا يرد ذلك لكن الواقع يقول بأننا نحن الفلسطينيين وانتم الإسرائيليين نعيش في واقع الدولة الواحدة " قال الشقاقي .

تتعالى في الفترة الأخيرة أصوات فلسطينية كثيرة تعرب عن استعداداه التسليم بواقع الدولة الواحدة " على مدى 19 عاما لم نحرز تقدما بالمفاوضات إذا منحنا ذات الحقوق ونفس مستوى المعيشة لماذا لا نقبل؟ المهم ان نعيش بكرامة وإذا حكمت إسرائيل فان وضعنا سيكون أفضل " نقل التقرير عن احد سكان منطقة الخليل قوله.

واختتم التقرير بالقول " يبدو ان تسيفي ليفني الوحيدة في حكومة إسرائيل التي لا زالت تؤمن بإمكانية تحقيق حل الدولتين حيث قالت " هناك طريقة واحدة للحفاظ على إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية هي إقامة دولتين قوميتين وأنا لست مستعدة لإعلان استسلامي استطيع رصد ومشاهدة الصعاب الكامنة وأدرك بان الأمر معقد ومركب لكنه ليس بالمستحيل فإذا أضعنا مزيدا من الوقت قد يتحول الأمر إلى مستحيل ".