|
الغرب وإسرائيل يتوقعان انتهاء إيران من مفاعل آراك قريبا
نشر بتاريخ: 02/06/2013 ( آخر تحديث: 03/06/2013 الساعة: 09:34 )
القدس- معا - تتطلع ايران الى تشغيل مفاعل نووي العام القادم يخشى الغرب من أن يمكنها من إنتاج قنبلة نووية اما اسرائيل التي قصفت مواقع بناء مماثلة في مناطق متفرقة من الشرق الاوسط من قبل فربما تحاول منع استكمال المفاعل.
وتجري متابعة الجدول الزمني لبدء التشغيل المزمع لمفاعل اراك الذي يعمل بالماء الثقيل عن كثب. ويقول خبراء اسرائيليون وغربيون إن اي مهاجم سيفضل على الأرجح التحرك قبل تشغيله تفاديا لانبعاث إشعاعات. وتقول الجمهورية الإسلامية إنها ستنتج نظائر مشعة للاستخدام الطبي والزراعي. لكن محللين يقولون إن هذا النوع من المنشآت يمكن أن ينتج ايضا بلوتونيوم لاستخدامه في صناعة الأسلحة اذا تمت إعادة معالجة الوقود المستنفد وتقول ايران إنها ليست لديها نية لهذا. ربما يكون الوقت ملحا بالنسبة للأعداء الذين يريدون التحرك. وقال عاموس يالدين رئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلية السابق "من يفكر في مهاجمة مفاعل نشط يريد تشرنوبيل اخرى" مشيرا الى حادث المفاعل السوفيتي الذي وقع عام 1986 والذي أدى الى انتشار غبار مشع في معظم أنحاء اوروبا. وكان يادلين الذي يدير معهد دراسات الامن القومي بجامعة تل ابيب من بين ثمانية طيارين قصفوا مفاعل اوزيراك بالعراق عام 1981. وكان تحت الإنشاء آنذاك وكانت اسرائيل تعتقد أن تزويده بالوقود النووي اقترب وقررت قصفه لتفادي انبعاث اشعاعات الى بغداد القريبة. ومما يبرز اصرار اسرائيل على منع أعدائها من اكتساب سبل إنتاج قنابل نووية هجومها على موقع في سوريا عام 2007 قالت الولايات المتحدة إنه مفاعل يجري بناؤه بمساعدة كوريا الشمالية. ونفت سوريا ذلك. ويعتقد على نطاق واسع أن اسرائيل هي الدولة الوحيدة بمنطقة الشرق الاوسط التي تملك اسلحة نووية وتعتبر أن البرنامج النووي الايراني الذي تقول طهران انه سلمي بحت هو اكبر خطر يواجهها وهددت بالقيام بعمل عسكري اذا فشلت الدبلوماسية والعقوبات في إقناع الجمهورية الإسلامية بالتراجع. وتتركز معظم المخاوف الغربية والاسرائيلية بشأن ايران على محطات تخصيب اليورانيوم المدفونة تحت الارض في نطنز وفوردو لأن تنقية هذه المادة الى درجات أعلى يمكن أن توفر القلب الانشطاري لقنبلة نووية. لكن دبلوماسيين وخبراء يقولون إن مفاعل اراك يمكن أن يوفر لايران طريقا ثانيا للقنابل النووية اذا قررت إنتاج هذا النوع من الأسلحة. وقال دبلوماسي غربي في فيينا حيث يوجد مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية "بات الخوف من مسار البلوتونيوم وموقع اراك أقوى كثيرا." وأضاف المبعوث الذي لا ينتمي الى احدى القوى الكبرى "أعتقد أنه خط احمر آخر". وكان يشير الى "خط احمر" حدده رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لايران في سبتمبر ايلول حين قال للأمم المتحدة إنه يجب عدم السماح لايران بتخزين كمية من اليورانيوم المخصب لدرجة متوسطة يمكن استخدامه في تصنيع قنبلة اذا خضع لمزيد من التنقية من خلال عملية غير معقدة نسبيا. ومنذ ذلك الحين تحافظ ايران على أن يكون مخزونها من اليورانيوم المخصب لدرجة متوسطة أقل من هذه الكمية من خلال تحويل جزء منه الى وقود للمفاعلات وهو ما يؤجل اي موعد نهائي لقيام اسرائيل بعمل عسكري. وقال وزير الشؤون الاستراتيجية والمخابرات الاسرائيلي يوفال شتاينتز إن مفاعل اراك "مثار قلق بالتأكيد" لكن مسار تخصيب اليورانيوم الايراني لايزال قضية "اكثر إلحاحا بكثير". وتقول ايران إن أنشطتها النووية تهدف الى توليد الكهرباء وإحراز تقدم في مجالات أخرى من البحث العلمي. وتنفي طهران اتهامات بأنها تسعى لإنتاج أسلحة نووية. وقال مارك فيتزباتريك مدير قسم منع الانتشار ونزع السلاح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن من المحتمل أن يتمكن مفاعل اراك من إنتاج بلوتونيوم في العام من الدرجة المستخدمة في الأسلحة يكفي لصنع قنبلة. وهو يرى أن اراك سيكون "واحدا من الأهداف الرئيسية اذا اتخذ اعداء ايران قرارا باستخدام القوة العسكرية ضد البرنامج النووي." لكن كليف كابتشان محلل شؤون الشرق الأوسط في مجموعة اوراسيا للاستشارات يقول إنه سيكون من العسير من الناحية السياسية ضرب موقع يراقبه مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. وقال كابتشان "احساسي يقول إن التحرك العسكري الاسرائيلي سيرتبط اكثر بمعلومات تفيد بأن ايران تنتج او تسعى" الى امتلاك القدرة على إعادة معالجة الوقود النووي. وتقول ايران إنها ليست لديها اي انشطة لإعادة المعالجة وهو ما يلزم للحصول على البلوتونيوم من وقود المفاعلات. ولدى طهران مفاعل واحد في محطة بوشهر النووية على الخليج لكن حكومات غربية لا ترى أنه يمثل تهديدا عسكريا لأن نوعه غير ملائم لانتاج البلوتونيوم. وساعدت روسيا في بناء المحطة الذي بدأ في عهد شاه ايران الراحل في السبعينات وتصر على استعادة الوقود المستنفد. وتقول طهران إن ترسانة اسرائيل النووية التي يعتقد أنها تكونت من البلوتونيوم الذي أنتج في مفاعل ديمونة هي التي تهدد السلام والاستقرار. لكن رفض ايران تعليق الانشطة النووية المدنية وتلك ذات الأبعاد العسكرية المحتملة في تحد لمطالب مجلس الامن الدولي ورفضها التعاون الكامل مع الوكالة الدولية أذكيا الشكوك في الخارج بشأن اهدافها. وأظهر تقرير أصدرته الوكالة للدول الاعضاء في 22 مايو ايار أن ايران تمضي قدما في بناء مفاعل اراك بما في ذلك نقل حاوية المفاعل الى الموقع. وقالت الوكالة إن ايران تعتزم تزويد المفاعل بالوقود النووي في الربع الاول من عام 2014 وتشغيله في الربع الثالث من العام القادم مؤكدة أن من الضروري إن تمدها طهران بمعلومات عن تصميم المحطة. وقال دبلوماسي "هذا جدول زمني طموح جدا." وقال فيتزباتريك إنه لا يتوقع تشغيل المفاعل الواقع جنوب غربي طهران قبل عام 2015. وعبر الكثير من الخبراء عن تشككهم في مدى قدرة القوات النظامية الاسرائيلية من إلحاق ضرر دائم بالمنشآت النووية الايرانية البعيدة والمقامة في أماكن متفرقة وتتمتع بتحصين شديد. ولدى سؤاله عما اذا كان موقع اراك سيكون هدفا اسهل من فوردو ونطنز لكونه فوق الأرض قال القائد السابق للقوات الجوية الاسرائيلية ايدو نيهوشتان إن هذا قد يكون صحيحا. وأضاف "من الواضح... أن هناك اختلافا كبيرا على صعيد نوع وكم الأهداف." (رويترز) |