وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خبير بيئي: المطلوب الحد من النفايات الغذائية للحفاظ على البيئة

نشر بتاريخ: 04/06/2013 ( آخر تحديث: 04/06/2013 الساعة: 10:54 )
رام الله -معا- يصادف يوم الخامس من حزيران من كل عام ما يعرف بـ "اليوم العالمي للبيئة"، ويتم الاحتفال بهذا اليوم كل عام في مدينة او دولة، ويتم التركيز على موضوع بيئي محدد، والهدف منة هو زيادة التوعية باهمية البيئة ، وفي هذا العام تم اختيار موضوع "الحد من النفايات الغذائية" والحفاظ على الغذاء من التلف وتلويث البيئة ، اواختيار شعار "فكر، تناول الغذاء وحافظ علية" للاحتفال في هذا اليوم.

وقد تم اختيار دولة منغوليا كدولة مضيفة لاحتفالات اليوم العالمي للبيئة لهذا العام، وذلك لجهودها في الحفاظ على البيئة وفي التحول نحو الاقتصاد الاخضر وفي تعزيز الوعي عند الشباب للحفاظ على البيئة، وتعتبر منغوليا من اكثر الدول تعرضا لظاهرة الاحتباس الحراري وبالتالي تأثيرات المناخ التي قد تنتج عنة، وما لذلك من مضاعفات على انتاج الغذاء.

واشار الخبير البيئي الفلسطيني الدكتور عقل ابو قرع، انه وفي ظل محدودية المصادر في بلادنا، ومن ضمن ذلك مصادر انتاج الغذاء وبكافة انواعة، فأن الحفاظ على الغذاء والحد من النفايات الغذائية من المفترض ان يكون من ضمن الاولويات الوطنية، وهذا يشمل الاستخدام الامثل للمصادر المتاحة من مياة وارض، وكذلك التوعية وتطبيق القوانين والاجراءات البيئية الملزمه ، وكذلك ايجاد الية للتنسيق بين الجهات العديدة سواء اكانت حكومية او اهلية التي تعمل او تهتم بالبيئة الفلسطينية، من اجل العمل للحد من النفايات الغذائية، وتقليل تأثيرها على البيئة.

واوضح الدكتور عقل ابو قرع انة حسب تقديرات منظمة الغذاء والزراعة الدولية، فأن حوالي ثلث انتاج العالم من الغذاء، او حوالي 1.3 مليار طن من الغذاء يتم تبذيرة او ضياعة كل عام، وفي نفس الوقت فأن شخص من بين سبعة اشخاص في العالم يذهب الى النوم وهو جائع كل يوم، وان حوالي 20 الف طفل ممن اعمارهم اقل من خمس سنوات يموتون يوميا بسبب نقص الطعام، او الجوع، وبالتالي فأنة يمكن تصور كيف ان الحد من ضياع الطعام على شكل نفايات يساهم في انقاذ ملايين الاشخاص في العالم، هذا بالاضافة الى الاثار البيئية الوخيمة لنفايات الغذاء، سواء اكان غذاء مصنع او طبيعي، وهذه الاثار تتمثل بتراكم الغذاء كنفايات صلبة، واحتمال تلويثها لمصادر المياة، وكذلك للاثار الصحية على شكل امراض، المترتبة من هذه النفايات، وتشويها للمنظر العام.

واضاف ان ضياع الغذاء على شكل نفايات، يترتب علية ضياع المصادر والجهود التي تم استخدامها في انتاج الغذاء، وعلى سبيل المثال فأنة لانتاج لتر واحد من حليب البقر، يتطلب استخدام حوالي الف لتر من المياة، وان كميات الغاز التي يتم بثها في البيئة من الحيوانات خلال عملية انتاج الطعام، يصبح سلبياتها مضاعفة حين يضيع الغذاء الذي تم انتاجة خلال هذه العملية.

واشار الدكتور ابو قرع ان مصادر الغذاء والمصادر الطبيعية محدودة في بلادنا، وانة لا داعي للتذكير اننا في بلادنا بالاحوج لحماية البيئة وبكافة مصادرها، ومع الزيادة في بناء مؤسسات او مصانع او ازدياد في اعداد السيارات، ومع النشاط العمراني و العقاري المتزايد ، فأن الانتباة الى الجانب البيئي لكل هذه النشاطات هو امر هام، ومن ضمن ذلك التركيز على الغذاء العضوي، واختيار الغذاء بشكل يقلل من نفاياتة، والاتجاة اكثر نحو الطعام الطبيعي، والابتعاد من الاغذية المصنعة والوجبات الزائدة.

واردف الدكتور عقل ابو قرع ان ارتفاع درجات الحرار ولو بدرجة او اثنتين، نتيجة التغيرات المناخية في بعض الدول، يمكن ان يؤدي الى نتائج كارثية على انتاج الغذاء، سواء من حيث الكمية او نوعية الغذاء، ورغم اننا في فلسطين ليس بالبلد الصناعي الذي لة تأثير على التغيرات المناخية، الا اننا سوف نتأثرمن ذلك، ان لم يكن عاجلا أي ألان، فربما أجلا بما يتم في العالم من التغييرات المناخية ومن التدمير البطئ للبيئة، ومن التأثير على انتاج الغذاء، وبالتحديد من ما يعرف " غازات البيت الزجاجي او الاحتباس الحراري" وما لذلك من انعكاسات وتغييرات دراماتيكية على المناخ والبيئة في العالم.

وأضاف د.ابو قرع ان الاقتصاد الاخضر هو الاقتصاد الذي ينفث معدلات او كميات قليلة من النفايات ومن ضمنها النفايات الغذائية الى البيئة المحيطة، وهو الاقتصاد الذي يحافظ على التنوع الحيوي والنظام البيئي، والاقتصاد الذي يستخدم المصادر المتاحة بفعالية وبدون استنزاف وبشكل مستدام، وهذا ما يتطلبة الاقتصاد او النمو الاقتصادي في بلادنا، التي تتمتع بمصادر طبيعية ضحلة، وان هناك العديد من الدول التي تتجة وبشكل متزايد نحو الاقتصاد الاخضر، وعلى سبيل المثال فقد اقرت الحكومة الاسرائيلية قبل فترة خطة تهدف الى الاستغناء عن مصادر الطاقة التقليدية من فحم ونفط بحلول عام 2020، حيث سوف يتم بعد ذلك فقط استخدام تكنولوجيا الطاقة ومصادر الطاقة النظيفة او المتجددة مثل الطاقة الناتجة عن الشمس اومن الرياح وما الى ذلك، ومن ضمن ذلك في انتاج الغذاء.

واوضح الدكتور عقل ابو قرع ان التاثير السلبي للنفايات الغذائية على البيئة يزداد مع ازدياد وجود بقايا للمبيدات الكيميائية في الطعام، وأن المبيدات سواء اكانت مبيدات حشرية او فطرية او مبيدات اعشاب، تستخدم في الاراضي الفلسطينية، وربما يكون هذا الاستخدام بشكل مكثف وغير امن في بعض المناطق، حيث لا يتم الالتزام من قبل المزارع الفلسطيني بما يعرف" فترة الامان" للمبيد، وهي الفترة الزمنية الواجب انقضاؤها بين عملية رش المبيد وقطف المحصول، وبالتالي فأنة من المتوقع ان تصل الى الاسواق الفلسطينية وبالتالي الى المستهلك الفلسطيني محاصيل تحوي بقايا من المبيدات اعلى من المسموح بة، ومن ثم تجد هذة المواد الكيميائية طريقها الى البيئة، مع نفايات الطعام.

واوصى الدكتورابو قرع بتطبيق سياسات بيئية وصحية وبان يعتبر ذلك اولوية ، خاصة فيما يتعلق بالتخلص من النفايات الصلبة ومن ضمنها النفايات الغذائية، والمياة العادمة، وكذلك حول استخدام المبيدات او المواد الكيميائية الاخرى، وكذلك اتباع سياسات صحية حول اختيار الطعام والحفاظ علية، والاهم كيفية الحد منة وعملية التخلص من فضلاتة، وكذلك ترسيخ ثقافة عدم التبذير والتوجة نحو اساليب وعادات اعادة التدوير، للنفايات ومن ضمنها النفايات المنزلية والغذائية.