|
الن جونسون وطواحين الهواء الفلسطينية/ بقلم :عطا مناع
نشر بتاريخ: 14/04/2007 ( آخر تحديث: 14/04/2007 الساعة: 22:14 )
بداية اريد أن اؤكد أن اختطاف الصحفي البريطاني ألن جنسون مرفوض فلسطينيا لان الشعب الفلسطيني وقف ضد القرصنة والعربدة بكافة اشكالها، ولان الشعوب التي تسعى للوصول الى الاستقلال وحق تقرير المصير وعلى رأسها الشعب الفلسطيني تختلف مع هذة الثقافة من حيث الجوهر ، وخاصة ان النخبة الفلسطينية المقاومه عانت من شتى انواع القمع والاضطهاد التي قام بها الاحتلال الاسرائيلي على مدى العقود الماضية ، نعم يجب ان تقوم الدنيا ولا تقعد على رؤوس الخاطفين ، ويجب ان تتعامل الحكومة الفلسطينية بجدية اكبر مع هذة القضية وتبتعد عن سياسة استغباء الشعب بالتصريحات الديماغوجية ، وهذا ينطبق على الرئاسة التي تتخبط ليل نهار في بحر من التصريحات المتناقضة مع الواقع وكأنها تعيش في الفضاء الخارجي.
نعم، الحرية للصحفي البريطاني ألن جنسون ، ونعم لتصعيد الإحتجاجات وابقاء الباب مفتوحا امام فعاليات من طراز جديد ولكن، لا بد من وقفة ازاء الانتهاكات التي ارتكبت ولا زالت بحق الصحافة والصحفيين الفلسطينين ، من حق الصحافين الفلسطينين الذين استشهدوا جراء سياسة الاحتلال القمعية تجاه الصحفيين الفلسطينين،فلا زالت ذكرى المصور الصحفي الشهيد نزيه دروزة خير شاهد على همجية الاحتلال الاسرائيلي، عشرات الصحفيين الفلسطينين والعرب والاجانب الذين سقطوا في فلسطين والعراق نتيجة العنف الاسرائيلي الامريكي، الصحفي طارق ايوب مراسل قناة الجزيرة الذي استشهد في عام 2003 جراء اصابة مباشرة ومقصودة بقذيفة اطلقها جيش الاحتلال الامريكي ، المصور الصحفي الشهيد مازن دعنا مصور وكالة رويترز استشهد عام 2003 بعد اصابته بعدة رصاصات اطلقها علية وبشكل مباشر جندي امريكي خلال تصويرة دبابة امريكية، والقائمة تطول عشرات الشهداء والجرحى من الصحفيين الذين سقطوا بالرصاص الاسرائيلي الامريكي، ناهيك عن المئات من الصحفيين الذين اعتقلتهم دولة الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1967، لقد وصل العنف ضد الصحافة العربية والفلسطينية الى حد الخيال ، سامي الحاج مصور قناة الجزيرة الذي زجت به الولايات المتحدة الاميريكية في غوانتنامو وبدون تهمة ، واذا وجدت تهمة فهي تسليط الضوء على الجرائم الامريكية في افغانستان لماذا يستغرب البعض عمليات الاختطاف التي تستهدف الصحفيين في فلسطين؟ ولماذا تدفن النخبة السياسية رأسها في الرمل؟ ولا تريد ان ترى الواقع الفلسطيني على حقيقته ، وما هو الدور الذي لعبته نقابة الصحفيين الفلسطينين تجاه اعضائها والدفاع عن حقوقهم في ظل الفلتان النقابي والايد ولوجي، أين كانت نقابة الصحفيين من الفكر التكفيري والتخويني للصحفيين الفلسطينين ؟ ألم يهدد الصحفي الفلسطيني لمجرد أنه ينطق بالحقيقة ويمارس عملة بموضوعية، كم عدد المؤسسات الصحفية التي حطمت أو احرقت أو هددت في فلسطين وبالطبع الفاعل مجهول ، الا ان الشعب الفلسطيني يعلم علم اليقين ان الشمس لا يمكن ان تغطى بالغربال . عودة الى الصحافي البريطاني الن جنسون المختطف في قطاع غزة لدى أصبحت معروفة للجمبع ، جهة تتلمذت على أيدي امراء الحرب الفلسطينين ، وقد تكون ضحية لفلسفة وسلوك قيادي فلسطيني إتسم بالعربدة السياسية وضيق الافق وتغليب المصالح الفئوية على مصالح الشعب بطبقاتة وشرائحة المختلفة، فلا يعقل ان نستنكر الفلتان الامني دون ان نفتش عن الاسباب ، لان هذه السلوكيات لم نستوردها كشعب فلسطيني ولم تسقط علينا من السماء، انها نتاج استراتيجيات بعيدة المدى تستهدف المكونات الرئيسية للشعب الفلسطيني، كمقدمة لزجة في نفق مظلم يحرفة عن اهدافه التاريخية، وتحويلة الى مجموعات تابعة لهذا الزعيم أو ذاك ، وهذ ينطبق على الصحافة الفلسطسنية التي وقعت في شرك التبعية ، فخارطة الصحافة في فلسطين تتسم في معظمها بالتبعبة ، فاذا لم تكن صحفي سلطة فأنت من انصار المدرسة الامريكية واذا لم تكن كذلك مؤيدي المدرسة الاوروبية واذا لم يسعفك الحظ مع الامريكان والاوروبيين فمؤسسات الدعم بالمرصاد واذا شئت فمركز بيرس للسلام جاهز للدعم . لقد تعولمت الصحافة في فلسطين ، ليصبح جيش الاحتلال الاسرائيلي عند بعض الصحفيين الجيش الاسرائيلي، ولينادي بعض المدعمين ماليا بتسمية الشهيد بالقتيل والعملية الاستشهادية بالانتحارية ، ناهيك عن اللقاءات المشبوهة التي ينظمها زلم التطبيع للصحفيين الجدد مع اسرائيليين لاجراء عملية مسح الدماغ وتفريغ الصحفي الفلسطيني من مضمونة وانتمائه لقضيته. ان اطلاق سراح الصحفي البريطاني بمثابة تحصيل حاصل ، وربما يجب ان يكون هذا الحدث وما سبقة من عمليات اختطاف لصحفيين اجانب بمثابة درس للصحفيين الفلسطينين الذين هم بحاجه لوقفة تقيمية ازاء وضع الصحافة الفلسطينية التي فقدت هيبتها محليا ، وتنظيم ورشة عمل مفتوحة لوضع الاسس الوطنية للعمل الصحفي في فلسطين، ونبذ كل ما من شأنة تحويل الصحفي الفلسطيني الملتزم الى دونكيشوت يحارب طواحين الهواء بسيفة الخشبي ، فما احوجنا ان نمارس كصحفببن قناعتنا ونسير الى الامام في فعالياتنا المناهضة لسياسة تكميم الافوه والاستيعاب ، ولتكن قضية الصحفي البريطاني ألن جنسون هي البداية . |