وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في مبرة الرحمة.. عيون تومض بالدمع من لوعة الفراق.. وغياب الحضن الدافىء لحظة الاشتياق.. عبدالله: الحنين دوما لاول منزل!

نشر بتاريخ: 15/04/2007 ( آخر تحديث: 15/04/2007 الساعة: 10:18 )
غزة- معا- تحمل الرحمة في مبناها كما تحمله في معناها ..انها مبرة الرحمة مبنى اخضر اللون تطوقه ساحة تستمد لونها من لونه تزدحم بالأطفال يتراكضون فيها كانهم بسمات الحياة وامل المستقبل.

جمال المبنى الخارجي يحاول التخفيف من كابة المنظر وسوء المنقلب لعشرات الاطفال الابرياء الذين لايعرفون اباءهم او امهاتهم بعد ان تركوهم على قارعة الطريق او بجانب حاويات القمامة في لحظة يقسو فيها القلب ليتجاوز الحجر او اكثر.

عبد الله عبد الرحيم سالم محمد واحد من أطفال المبرة نشأ وترعرع فيها مذ صدحت صرخاته في ارجائها رضيعاً ساخنا طريا عام 1993ولم يتجاوز عمره ساعات قليلة لتحضنه القلوب الرحيمة بعد ان قست عليه من وضعته ليعيش في دفء حضانة تقيه صقيع الطريق حيث عضه الجوع والبرد في ليلة شديدة البرودة حتى ظنه حاضنوه انه جثة هامدة.

عبدالله من اوائل الاطفال في المبرة قبل ان تغادر مقرها القديم شرق الشجاعية عبر عن حنينه لاول منزل وفر له رغد حياة حرمها منها ابواه.

عبد الله.. تحدث الينا وعيناه تومض بالدمع السخين وهو يستعد لمغادرة المبرة مسترجعا شريط ذكريات تقاسم فيها مع اترابه حلو الحياة ومرها.

استذكر عبد الله لحظات وعيه لاسباب وجوده في الجمعية التي أحبها ولحظة مغادرته لها عائدا الى من تذكره ليحتضنه لعله يعوضه بعض ما فقده من حنان الام ودفء الاسرة.

واضاف قائلا "كنت مع إخوتي وفجأة جاءت المربية المسئولة عني وطلبت مني الاستعداد للمغادرة لان أناسا جاءوا ليصطحبوني معهم وبالرغم من أنني كنت علي معرفة بان أناسا سيأتون لاحتضاني بيد انني لم أتوقع أن يتم ذلك بهذه السرعة".

وتابع عبدلله وهو يغالب دموعه " لم اكترث لشيء سوى توديع من أحببت فأقبلت عليهم اعانقهم واحدا واحدا ولم اشعر بشئ سوى التفكير في حياتي ..لقد ودعت كل ركن في الجمعية بينما قلبي يتمزق على فراقهم وعيني تفيض بالدمع ..انه الفراق الصعب اااه ..كأن روحي تنتزع مني".

ويصف عبد الله لحظة مجيء اقاربه ومغادرته المبرة قائلا " تعرفت على القادمين لأخذي وخرجت برفقتهم والخوف يتملكني ،ولكن سرعان ما تبدى لي مدى طيبتهم وحبهم لي ،واستطرد قائلا :لم يبخلون علي بالهدايا والألعاب وكانوا يوفرون لي كل احتياجاتي".

وعندما سألته بأي اسم تفضل أن اخاطبك أجاب وقد ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه: أفضل اسمي الحقيقي "عبد الله محمد "وليس عبد الله خاص .وكان عبد الله يزور مبرة الرحمة كل خميس وذلك بعد أن تبنته عائلة عزمي خاص.

ذلك الطفل ..في ليلة رمضانية شديدة البرودة !!.

ومن جهة أخرى قال مؤمن بركات مدير جمعية مبرة الرحمة ان أكثر القصص التي تركت أثرا عليه إلى حد البكاء قصة الطفل الذي اسماه باسمه مؤمن واضاف قائلاً:"كنت أصلي في السابع والعشرين من رمضان في ليلة القدر فوجئت بأحد الأشخاص يبلغني بوجود طفل ملقى على مدخل الجامع الكائن في حي الشجاعية فخرجت مسرعا ووجدت طفلا رضيعا في حالة برثي لها" .

وتابع قائلا " كان جسده اسود من شدة البرودة ،مما اضطرني لاحضاره إلى مستشفي النصر والبقاء بقربه حتى فجر اليوم التالي".

واضاف "أن حالة الطفل الصحية استدعت بقاءه في المشفى أربعة أيام ؛ ولشدة تعلقي بالطفل اسميته على اسمي "مؤمن".والجدير بالذكر أن الطفل احتضن شرعيا بتاريخ 20/4/1999م .

ولم تسقط من ذاكرة بركات قصة تلك الطفلة التي تبلغ السنوات الخمس والتي احتضنتها احدى العائلات قبل ان تلقى وجه ربها مع تلك العائلة بينما كانوا في طريقهم لاداء فريضة الحج على طريق العريش .

وتشير البيانات إلى أن من 10-12طفلا سنويا يصلون إلي مبرة الرحمة ،و20 هم عدد الأطفال الموجودين فيها إضافة إلى 86 طفل حضانة شرعية .