وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاسابيع القادمة خطيرة

نشر بتاريخ: 07/06/2013 ( آخر تحديث: 10/06/2013 الساعة: 13:57 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لو فشل كيري في اصلاح ماكينة المفاوضات الصدئة والخربة ، ولو فشل الرئيس اوباما في اقناع نتانياهو باقامة دولة فلسطينية غرب النهر ، لن يبقى الكثير من الخيارات امام السلطة والفصائل والتنظيمات الفلسطينية ، ويتوقع مراقبون اعلان كيري لفشله خلال ايام او اسابيع قليلة . ومهما كانت ذريعة الوسيط الامريكي هذه المرة ، ومهما حاول نتانياهو القول ان الفلسطينيين هم السبب فان الامور سوف تأخذ اتجاهات جديدة بكل معنى الكلمة .

الأسابيع المقبلة هي أسابيع مصيرية بالنسبة لمسار المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، والقضية الفلسطينية. هذا ما قاله د.صائب عريقات ، وأضاف عريقات " إن الأيام والأسابيع القادمة ستكون مصيرية إذا ما نجح رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو بإبقاء الأوضاع الحالية على ما هي عليه و أنه وفي حال إفشال إسرائيل للمفاوضات، فسيكون أمام القيادة الفلسطينية خيار الدولة الواحدة لشعبين من النهر وحتى البحر، وخيار "الأبارتايد" العنصري.

ويميل قلب قيادة م ت ف الى مواصلة ابقاء السلطة والتوجه للمنظمات الدولية لاعلان اسرائيل كنظام ابارتهايد وهو امر مفيد على الصعيد الاستراتيجي لكنه طريق طويل وممل حتى يفيق ضمير العالم . ويميل قلب الجمهور الى اساليب اكثر حدة في مواجهة الاحتلال والمستوطنين .

استطلاع وكالة معا اشار مؤخرا ان نحو 80% من المستطلعين يرون ان خيار دولة فلسطينية غرب النهر قضي عليه وان اتفاقية اوسلو لم يبق منها سوى اسمها ورموزها . وان خيار الدولة الواحدة هو الامر الواقع الراهن . ولكن اسرائيل ترفض هذا الخيار كما ترفض خيار الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ما يعني ان الشعب الفلسطيني يحشر في زاوية اوسلو الان . وهو خطأ سياسي كبير يرتكبه نتانياهو ويشبه الخطأ العسكري الذي ارتكبه شارون حين حاصر بيروت عام 1982 من كل الجهات فاستبسل الفدائيون حينها في المعارك ثمانين يوما حتى صنعوا المعجزات .

هدوء الشارع الفلسطيني خادع ، ومخطئ من يعتقد ان الجماهير قبلت بغلاء المعيشة الفاحش والبطالة وانسداد الافق السياسي ومديونياتهم للبنوك وفشل المصالحة بين فتح وحماس واستمرار الانقسام وثقافة الجدار . ومخطئ جدا من يعتقد ان انصياع الناس للاوامر العسكرية للاحتلال ومشاهدة اعتداءات المستوطنين وحرق مركباتهم والاعتداء على كنائسهم ومساجدهم وبساتينهم واطفالهم يعني نهاية اللعبة .

ان الاسابيع القادمة خطيرة ، وفاصلة .