وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لاعب شباب دورا محمود أبو صالح قصة صمود وتحدي في سجون الاحتلال

نشر بتاريخ: 08/06/2013 ( آخر تحديث: 08/06/2013 الساعة: 16:33 )
الخليل - معا - هيثم عامر : في مدينة الشهداء والأسرى مدينة دورا ولد بطل من أبطال فلسطين عشق مدينته منذ نعومة أظفاره فكان محبوبا عند الجميع يعشق تراب فلسطين ترعرع في نادي المدينة الأول " نادي شباب دورا " التحق محمود بنادي دورا للأشبال عندما كان يبلغ من العمر ثماني سنوات. وظهر حبه لكرة القدم و شغفه لممارساتها . و تقديراً لموهبته وتميزه وقع الاختيار عليه للعب في صفوف الفريق الأول لنادي شباب دورا وهو لم يتجاوز سن الخامسة عشر من العمر، ليكون أصغر لاعب في صفوف النادي.

عندنا بدأت أخط كلماتي هذه عدوت لتلك الأيام الجميلة وإلى ملعب دورا " السمقة " الذي أبدع فيه أبو صالح وكان نجم تهابه كل الفرق وكانت قدمه اليسرى نقمة على الحراس .
منذ شهور بدأت ملامح الوهن تدب في جسد الأسير البطل محمود أبو صالح، معطوفة على الكثير من الآلام المبرحة. وكعادتها؛ لم تستجب سلطات الاحتلال لنداءات الأسرى من أجل الكشف عن حالته مبكرا،

وفي عهدة جلاد صهيوني لا يرحم، تكون رحلة الكشف الطبي أسوأ من المرض نفسه، وأكثر ألما من الآلام التي يعاني الأسير منها، وهو ما يدفعه إلى تجنب المطالبة بتحويله إلى المستشفى التي يُنقل إليها في سيارة بائسة عشرات الكيلومترات مقيد اليدين والقدمين. وفي المستشفى لا تتغير الإجراءات، إذ يبقى مقيدا طوال الوقت أيضا، وضمن حراسة مشددة.

عندما عُرض محمود أبو صالح على الأطباء، وأجريت له الفحوص المخبرية، تبين أنه مصاب بسرطان الحنجرة، لكنهم لم يفعلوا له شيئا من الناحية العملية، إذ أعطوه بعض الأدوية وأعادوه إلى السجن، ولتبدأ حالته الصحية في التدهور التدريجي، وصولا إلى نقص ملحوظ في وزنه وضعف في نطقه نتيجة الإهمال الطبي، وأن حالته لم تكن لتتدهور على هذا النحو السريع لولا تجاهل الاحتلال له شخصيا، ولعموم الأسرى فيما يتصل بالعناية الطبية لو وجد أبو صالح العناية الطبية، لكان الشفاء ممكنا، وأقله محاصرة المرض،

مع ذلك لا يريد القتلة التكفير عن جريمتهم بالإفراج عن الرجل كي يعيش حرا بين أسرته وأهله ، ما يستدعي وقفة من سائر مؤسسات حقوق الإنسان والإعلام من أجل إثارة قضيته، والتي لا تعنيه وحده، بل تشكل صرخة في وجه المحتل الذي يستهدف الأسرى بالإذلال والإهمال الطبي، فضلا عن سياساته الأخرى الكثيرة التي يعرفها الجميع، لاسيما الاعتقال الإداري الذي يشمل مئات من الرجال دون تهمة محددة.

أبو صالح أصبحت قصته قصة صمود وتحدي تجاوزت 12 عاماً في الأسر ، الأسير الصامد محمود الذي يعاني اليوم ويصارع المرض داخل سجون الغدر الصهيوني يذكرنا بالكثير من الأسرى الأبطال الذين تجرعوا مرارة الأسر وكان آخرهم أبو حمدية .

محمود أبو صالح يجب أن نفخر به أمام العالم أجمع وأن نجوب العالم لننقل له قصة صمود وتحدي لا يستطيع العقل البشري بحسب المقاييس الدنيوية تصديق تلك القصة قصة إنسان مصاب بمثل هذا المرض ويعاني سياسة الإهمال الطبي المتعمدة التي تطبقها إدارة سجون الاحتلال ضد الأسرى المرضى ويبقى يقاوم ويهدد بخوض إضراب مفتوح عن الطعام نعم هؤلاء هم أبطال فلسطين الذين لا يستسلموا ويهددون المحتل الذي لا يعرف معنى للإنسانية أو البشرية حتى وهم أسرى في سجونه الغاشمة .

محمود ينادينا فهل نهب لنصرته ؟ أم ننتظر ذلك المشهد الذي يعود فيه محمود جسدا بلا روح ويبقي اسما خالدا في الذاكرة الفلسطينية ويكون من بين المخلدين .

دورا ... تنتظرك أيها البطل وملعب دورا الذي أصبح استادا تزهو به فلسطين مشتاق إلى لعبك الجميل وتصويباتك الصاروخية الكل في انتظارك يا محمود، وليكن شعارك دائماً استبشري يا دورا فأنني قادم لا محالة، إما بالنصر على المحتل وانتزاع حريتي من بين أنيابه، وإما شهيدا عند ربي هناك في جنان النعيم، ففي كل الأحوال سأعود إليك يا دورا فتأهبي لاستقبالي لأنني قادم لا محالة.