|
بطاقة قد تصل- واد النيص بين الرياضة والرياضيات - بقلم: محمد عبد النبي اللحام
نشر بتاريخ: 15/04/2007 ( آخر تحديث: 15/04/2007 الساعة: 17:42 )
بيت لحم - معا - من الملاحظ أن التألق يلازم واد النيص الموشح بالكؤوس والألقاب عبر حضوره الكروي المميز، والذي يؤهله لاعتلاء منصات التتويج، فكل عام يسود الاعتقاد أن يخبو نور وإشراقة أبناء الوادي، إلا أن نورهم يزيد وتتسع رقعة جماله وانتشاره.
فعدا عن كون مبارياته ممتعة، فلديه جمهور لا يقل إمتاعاً من خلال تشجيع محترم ومترفع لدرجة هتافه للفريق المنافس في أكثر من مناسبة. ولا ننسى (الشبابة والطبلة)، وكذلك (الزغاريد والمهاهات) فواد النيص قصة نجاح فلسطينية، وموال شعبي يطرب له كل متذوق للفن والإبداع. فالتجربة تستحق أن نتوقف عندها، حتى في علوم الرياضيات والحساب فالقرية الصغيرة يقطنها حوالي 500 نسمة، وإذا كانت الإناث في المجتمع الفلسطيني حوالي 50%، فيبقى %50 ذكور وإذا استبعدنا من هم دون الثامنة عشر، وهم في المجتمع الفلسطيني وحسب إحصائيات جهاز الإحصاء المركزي حوالي 55%، وكذلك من هم فوق سن 38 حوالي 25%. وإذا استبعدنا بعض المرضى ومن هم خارج القرية بغرض الدراسة أو العمل، فأن المتبقي من الفئة العمرية الشابة حوالي 50 شاب فقط، استطاع الوادي أن يخرج منهم 22 لاعب يصولون ويجولون في أرض وسماء الوطن مكللين بالغار. بينما هناك مدن وقرى كبيرة يصل تعداد سكانها إلى عشرات الألوف وتقف في حيرة من أمرها أمام أبناء الوادي الشاهق بأخلاقه وكفاحه ومثابرته التي دفعت القريب والبعيد لمحبته وتكريمه، وكانت مؤسسة إبداع في مخيم الدهيشة كعادتها المبادرة حين كرمت أبناء الوادي في حفل مهيب أقيم على شرفهم لحالة التمايز والحضور الذي يجسد بالمهارة الجميلة والأخلاق الحميدة. فواد النيص ظاهرة تستحق البحث والتمحيص من قبل كافة الأندية والتجمعات السكانية. وكما قال الكاتب الجزائري الطاهر وطار في روايته (اللاز) لا يبقى في الوادي إلا حجارته..فالحجر والبشر والشجر في وادي النيص ماركة فلسطينية مسجلة نطمح للتعلم منها. |