منشآت في سيلة الحارثية آيلة للسقوط

جنين- تقرير معا - وسط بلدة سيلة الحارثية غربي مدينة جنين تقطن الحاجة الثمانينة أم سفيان في منزل قديم ذات جدران متشققة وسقف آيل للسقوط تخشى على نفسها من انهياره على رأسها في أية لحظة بسبب هبوط التربة اسفل المنزل الذي تتواجد فيه نهارا وتضطر أن تبيت ليلها عند احد ابنائها.

تقول ام سفيان لمراسل معا في جنين الذي زار المنطقة واطلع على مشكلتها "تمر علي الساعات واللحظات وأنا خايفة على حالي انه البيت يقع على راسي والله يا خالتي لو انهد البيت مش عارفة وين اروح وين احط اغراضي انا لحالي وعايشة لحالي ولازم يلاقو حل لبيتي".

لم يتوقف الأمر عند الحاجة ام سفيان ففي جوار منزلها منزل مكون من ثلاثة طوابق ومقهى جميعها مهددة بالسقوط ويزداد الأمر سوءا يوما بعد يوم.

يقول امين حامد احد سكان المنطقة بدأت المشكلة عام 2011 عندما هبط الشارع المقابل لمنازلنا وقام المجلس البلدي السابق بحفر الشارع وطمره بالحجارة والتراب لكن لم تكن عملية التصليح بالشكل المطلوب حيث وجد العاملون في التأهيل أبواب كهوف ومغر وتم اغلاق المداخل بالحجارة فقط.
|222713|
|222715|
وأضاف "منزلي مكون من ثلاثة طوابق يقطن فيه 8 انفار بدأت التشققات في المنزل في شهر 12 من العام الماضي ويبدو ان الهبوط الذي حدث في الشارع اتجه نحو المنازل وهناك تخوفات كبيرة من سقوط المنازل على رؤوسنا فأي مركبة كبيرة تمر من امام المنازل نشعر وكأن زلزالا يهز منازلنا وان لا قدر الله حدث أي زلزال صغير بالتأكيد سيسقط المنزل".

يقول محمود حامد صاحب المقهى ان التشققات كبيرة لدرجة ان الشخص بإمكانه ادخال يديه من خلال هذه التشققات ورؤية ما في داخل المقهى، مشيرا ان سكان المنطقة وجهوا عدة مناشدات الى وزارة الحكم المحلي وبلدية سيلة الحارثية والإشغال العامة ولكن ما من مجيب حسب قوله، بل تأتي لجان وتقوم بالتصوير وكتابة بعض الملاحظات ومن ثم تعود ادراجها، ومنذ خمسة اشهر الى الان لم نر أي شيء على ارض الواقع محملا المسؤولية لبلدية سيلة الحارثية عن أي مكروه يصيب سكان المنطقة.

تقرير هندسي يظهر الخطورة

وفي تقرير هندسي من مركز جنين للفحوصات الهندسية كان بحوزة احد القاطنين يقول فيه ان نوعية التربة في المنطقة المذكورة وهي وسط بلدة سيلة الحارثية "وتعتبر منطقة قديمة واثرية" هي من التربة الحمراء ذات تصنيف أ – 7 أي من اسوأ انواع التربة بالإضافة الى وجود حفر بالقرب من مبنى امين طاهر حامد كما ان الابنية لم تؤسس بالشكل الصحيح ولم يكن هناك عمق كاف للأساسات وكان من المفروض ان يتم استبدال التربة السيئة او استخدام انواع معينة من الاساسات تصلح لمثل هذه التربة السيئة.
|222716|
وأشار التقرير "ما زاد الامر سوءا هو وجود حفر امتصاصية تتسرب مياهها تحت المباني مباشرة بالإضافة الى وجود بئر عميق لتجميع مياه الامطار في البيت المجاور تتسرب مياهه تحت المباني مباشرة بالإضافة الى وجود كهوف تحت الماني كما هو ملاحظ من الحفر الموجودة".

توصيات التقرير الهندسي

وأوصى التقرير بإزالة منزل الحاجة أم سفيان لخطورة حالته وعدم صلاحيته كسكن امن وعمل صيانة للبئر الموجود فيه لضمان عدم تسرب المياه منه ان لم يكن بالإمكان الغاؤه بالطريقة الصحيحة.

كما اوصى التقرير ازالة الواجهة الامامة للمقهى بالإضافة الى الواجهة الجنوبية وحفر ارضية بعمق لا يقل عن 40 سم وعمل جسور ربط ارضية بين اعمدته كما اوصى التقرير معالجة تصريف مياه الامطار من جميع الاسطح وتنقل عبر خط ناقل او اكثر الى الشارع الرئيسي او اماكن تصريف مياه الامطار.
|222717|
وبالنسبة الى الشارع الرئيسي المقابل للأبنية اكد التقرير على ضرورة تدعيم المنطقة الفاصلة ما بين الشارع والابنة بحيث يتم فصل تمديدات البنية التحتية عن المبنى حتى لا يؤثر أي خلل في التمديدات على جودة البناء وذلك ببناء جدار داعم على عمق لا يقل عن 60 سم عن مستوى تمديدات البنية التحتية وهذا يعمل على تدعيم الابنية وإبعادها عن تأثيرات تسريب المياه او أي خلل في البنية التحتية المجاورة.

مقبل: لجنة مختصة توجهت الى المكان وأوصينا بالإخلاء

بدوره قال رائد مقبل مدير الحكم المحلي في جنين لـ معا ان المديرية تلقت مخاطبة من مديرية الدفاع المدني حول خطورة المنطقة، مشيرا ان لجنة متخصصة تشكلت في شهر نيسان من العام الجاري مكونة من مديرية الدفاع المدني ومهندسين من مديرية الحكم المحلي ومهندسين من بلدية سيلة الحارثية، وتوجهت الى المكان للإطلاع والكشف الميداني المباشر على المنطقة ليتبين لنا ان هناك منشأين ايلان للسقوط ويشكلان خطرا على المواطنين سواء القاطنين او المارين بجانب هذه المنشات كون المنطقة حيوية وتقع وسط البلدة كما انها تقع على منطقة قديمة.

وأوضح ان اللجنة المختصة اوصت بضرورة الاخلاء المباشر لمبنيين لما تشكله من خطر واضح بينما المبنى الثالث فاللجنة اوصت بضرورة عمل فحوصات مخبرية لازمة ومن ثم تقدير الواجب فعله بناء على نتيجة المختبر المختص.
|222718|
وأضاف يبدو ان اسباب التشققات هو عدم انشاء المبان على اسس فنية سليمة بالإضافة الى ان تأثيرات المنخفض الجوي الاخير سارعت في الكشف على العيوب الانشائية بالإضافة الى طبيعة التربة السيئة بالإضافة الى ان المنطقة اثرية من الممكن ان يكون اسفل المنطقة اماكن اثرية.

ودعا مقبل بلدية سيلة الحارثية التعامل مع الخطر القائم وتامين السلامة، لكن لا يفرض على البلدية ايجاد السكن البديل وخاصة ان امكانياتها لا تسمح بذلك حيث ان هناك عدة سكنات مثيلة في المنطقة بسبب قدم المكان ووجودها على تربة سيئة.

وأضاف سنقوم بوضع محافظ جنين بصورة الحالة لكي يقوم بالتنسيق مع الجهات المختصة لإيجاد الحلول الممكنة في التعامل مع هذه الحالات.
|222719|
البلدية: بذل الجهود لإيجاد الحلول المناسبة

بدوره قال وائل جرادات رئيس بلدية سيلة الحارثية خلال لقاء متلفز معه في نشرة اخبار فضائية معا ان البلدية ستقوم بإرسال وفد من مركز متخصص في الهندسة للكشف على الموضوع خلال الاسبوع الجاري وان البلدية لم تسكت عن الموضوع وستبذل كل جهدها لإيجاد الحل المناسب وحسب الامكانيات.